اعتبر أحمد عبد الجواد –وكيل مؤسسي حزب البديل الحضاري والمنسق العام لحملة الشعب يدافع عن الرئيس- أن مشهد تنصيب قائد الانقلاب الأحد يمكن تلخيصه في جملة قالها الرئيس مرسي "أرادوا أن يخدعوا الشعب فسدد لهم لطمة قاضية" عن طريق المقاطعة الشعبية الواسعة لانتخابات رئاسة الدم، وشهد يوم الاحتفال بالتنصيب لطمة ثانية ومقاطعة للمرة الثانية لاحتفالات التنصيب، فكل أجهزة الدولة رسمية وغير رسمية والقوات المسلحة عملت على حشد الناس للنزول للميادين للاحتفال وأعطوهم الأحد إجازة رسمية، وكلها محاولات فشلت فشلا ذريعا، ولم ينزل إلا السوقة والباعة الجائلون ومن أراد فسحة ما، ولكن الأغلبية عزفت عن النزول، وفي النهاية لا بد أن نضع باعتبارنا أن الرئيس الشرعي المنتخب نجح وكان نسبة 48% لم تنتخبه بحسب النتيجة بانتخابات نزيهة، ومع ذلك نزل الشعب كله للميدان للاحتفال، أما "السيسي" فاز بانتخابات باطلة مزورة بنسبة 97% ولكنه يخاف من الناس والناس لم تنزل لتحتفل به، فيما ديدن الانقلاب الكذب والخداع ولي عنق الحقيقة، وثبت أن الانقلابيين لا يستطيعون خداع الناس. وأضاف في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة أن الشعب أجبر الانقلابيين على مراجعة أنفسهم بسبب ضربات الشعب المتتالية في المقاطعة، فأغلبية الجماهير والشباب عزفوا عن المشاركة في انتخابات الدم رغم استمرارها 3 أيام والإجازة باليوم الثاني، ثم غابت مرة ثانية عن الاحتفالات بالتنصيب الزائف، فالجماهير قاطعت أكثر من مرة دون توجيه من أحد، وكلما طلب الانقلابيون وقائدهم تأييدا شعبيا بحشود للنزول، نجد القطاعات الواسعة ترفض وتعزف عن المشاركة بأي مظاهرات للتأييد، فظهر "السيسي" عاريا بلا أي غطاء شعبي، فالشعب المصري بإحجامه عن الذهاب للتصويت أسقط عن "السيسي" ورقة التوت، وسقطت أيضا عنه في حفله، حيث رصد الجميع عزوفا شعبيا عن التنصيب والعين لا تكذب ورأينا ميدان التحرير وميادين مصر بالكامل بعد كل الحشد يوم الأحد بأقصى تقدير عدة آلاف وحدث بينها فضيحة أخلاقية حيث عادت حالة التحرش فيه.
ورصد "عبد الجواد" أن الهدف من استفتاء ورئاسة الدم محاولة شرعنة الانقلاب وإسقاط شرعية الرئيس المنتخب وباءت محاولات الانقلاب بالفشل، فالشرعية لا تأتي بالكذب بل بالإرادة الحرة للشعوب، وهي التي تعطيها وتسحبها، ورفض الشعب شرعنة الانقلاب بكل مناسبة، وفقط الغطاء القانوني حصل عليه "السيسي" بالقضاء المنبطح مما جعله رئيسا فقط على الورق، فيما شرعية الشعب افتقدها السيسي تماما، وجاءت مسرحية حفل التنصيب والتسلم تستهدف رسالتين تزعم للخارج بانتهاء شرعية مرسي وللداخل لإحباط الثوار، والرسالتان فشلتا بدليل التمثيل الدولي الهزيل ولم نر كاترين آشتون مهندسة الانقلاب.
ولفت "عبد الجواد" إلى أن "شعب السيسي" فقط هو من شارك بحفل التنصيب أما شعب مصر فمعظمه قاطع، وحضر التنصيب الهيئات القضائية والمطبلون والراقصون والفنانون وأفراد القوات المسلحة، ولا يخفى أن السيسي قائد الثورة المضادة ومن حضر هم أتباعها وليس شعب مصر. حضر تنصيبه الأطراف الداخلية والخارجية الداعمة والمشاركة بالانقلاب، منهم دول الخليج الخمس المعترفة أصلا بالانقلاب كانت بأعلى مستوى تمثيل، أما إذا نظرنا على مستوى التمثيل الدولي لم نلحظ حضور شخصية بارزة، حضرت النظم الملكية التي تخشى على عروشها من الثورة، وهذا سر عداء السعودية ودول الخليج باستثناء قطر، وكان الغائب الحاضر الكيان الصهيوني المحتفي بتنصيب أحد أبنائه ولم يحضروا لعدم إحراجه.
وأكد "عبد الجواد" أن المستفيدين من تنصيب السيسي هم البلطجية والفاسدون، وكلما استمر بالبهرجة الزائدة والمسرحية الهزلية زاد المنتفعون من الخارجين عن القانون ومن سياسيين وتجار مخدرات ورجال أعمال، ودوليا المستفيدون على رأسهم الكيان الصهيوني ودول الخليج الخمس المعترفة بالانقلاب ودولة روسيا الاتحادية، ولكل منهم مصلحة في استمرار الانقلاب وتثبيت دعائمه.