يبدو أن مشهد لجان انتخابات الرئاسة في مصر خالية من الناخبين، غيرت حسابات القائمين على الانقلاب، وبعد أن خسرت "الجولة الأولى" بعزوف الشعب عن الاقتراع، سعى الانقلابيون لإضفاء شرعية بروتوكولية عليهم، من خلال حفل تنصيب للجنرال عبد الفتاح السيسي. "حفل السيسي" هو الأول من نوعه لتنصيب رئيس الجمهورية في تاريخ مصر، فطوال فترة حكم رؤسائها السابقين ابتداء من عبد الناصر والسادات وحتى مبارك بدوراته الخمس، وانتهاء بالرئيس المنتخب والمعتقل في السجن محمد مرسي لم تشهد مصر حفل تنصيب رئيس. وبينما تحتفل أكبر الدول الديمقراطية في العالم برئيسها بحفل جماهيري محلي، تصدر "حفل السيسي" زعماء دول لم تشهد بلادهم أي انتخابات في العصر الحديث. تشديدات أمنية.. وعطلة رسمية.. وميادين خاوية المشهد البروتوكولي الذي سعى الانقلابيون لتعظيمه، قابله برود كبير من الشعب المصري في الميادين، حيث اختفت مظاهر الاحتفالات، وخفت صوت المؤيدين، واقتصر الأمر على العشرات مقابل قصر الاتحادية، ومئات في ميدان التحرير. وكانت السمة الأبرز قبيل "حفل السيسي" امتلاء شوارع القاهرة بالمدرعات العسكرية، وجنود الأمن المركزي. وفي الخطوة التي رآها العديد غير مبررة، بل تعبر عن هاجس أمني مرتبط بالسيسي، قررت الحكومة المصرية جعل يوم الأحد عطلة رسمية لأجل "حفل السيسي". وقال الكاتب الصحفي سليم عزوز في تصريح لقناة "الجزيرة مباشر مصر": إن قرار الحكومة منح العاملين بالدولة إجازة يوم الأحد بمناسبة تسلم وتسليم السلطة يرجع إلى ظروف المشير عبدالفتاح السيسي، وليس الضيوف. وأضاف أن "الإجازة والهاجس الأمني مرتبط بالسيسي، وليس بالضيوف لأن الضيوف دائما يترددون على مصر دون إجراءات استثنائية". وقال عزوز إن الرئيس المنتخب محمد مرسي نجح ب 52% ومع ذلك نزل ميدان التحرير وفتح صدره وزاحم رجال الأمن حتى يقف أمام الجماهير، بينما السيسي نجح كما يدعي ب 96%، ومع ذلك يخشى أن يلاقي الناس ولو مرة واحدة. فيما قال وزير المجالس النيابية الأسبق محمد محسوب: "مقارنة بين رئيس منتخب احتفل بفوزه بين شعبه دون حماية ومنقلب لم يأمن شعبه فحبسهم ببيوتهم وراح للدستورية بطائرة وارتدى واقيا. فالشعب لا يأتمنه"، حسبما كتب على صفحته على الفيسبوك.