يبدو أنه رد على اعتماد محكمة العدل الدولية كل تقارير منظمات الأممالمتحدة وتحديدا تقارير الأونروا التي وثقت جرائم الإبادة الجماعية والتجويع ضد أهل غزة. وانضمت فرنسا خلال الساعات الأخيرة من الأحد، إلى 9 دول تعليق تمويلها بشكل مؤقت للأونروا بعد ادعاءات تورط موظفين من المنظمة الإغاثية الأممية في هجمات 7 أكتوبر، لتصبح 10 دول. حتى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد أن المنظمة تتخذ إجراءات عاجلة عقب الادعاءات الخطيرة للغاية ضد عدد من موظفي وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا). وأضاف أن "تحقيق مكتب الأممالمتحدة لخدمات الرقابة الداخلية تم تفعيله على الفور". وقال غوتيريش إنه يتفهم مخاوفها وإنه هو نفسه شعر بالفزع من تلك الاتهامات، إلا أنه ناشد بقوة الحكومات التي علقت مساهماتها، أن تضمن على الأقل استمرار عمليات الأونروا. الأكاديمي الأردني والداعية د.اياد قنيبي قال إن "أمريكا وكندا وبريطانيا وإيطاليا وأستراليا تعلق "مساعداتها" لوكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" -الأونروا- في غزة. الرسالة واضحة: هذه المؤسسات التابعة للأمم المتحدة هي أذرع للاحتلال، مهمتها تقديم جزء من الأموال -التي نهبتها دول الاستعباد من الشعوب- مقابل تجريد هذه الشعوب من دينها وأخلاقها واستقلاليتها. وعبر (فيسبوك) قال "قنيبي": "لم يَعُد هذا ممكنا في ظل الظروف الحالية، فلا داعي لأن تستمر مسرحية "الإنسانية" و "العدالة الدولية"، ويكفي أن تصل لغزة من هذه الدول: الصواريخ التي تمزق أجساد أهلها. وللتذكير: الأونروا هي نفسها التي وزعت قبل طوفان الأقصى بثلاثة أسابيع "مدونة قواعد السلوك" في غزة مطالبةً المعلمين بتقبل الشذوذ وتعليمات الأممالمتحدة وإن تعارضت مع دينهم. (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)". أما أيمن عادل عبدالنور وعبر فيسبوك (Ayman Abdel Nour) أضاف أنه ".. تأتي هذه الادعاءات الصادمة في الوقت الذي يعتمد فيه أكثر من مليوني شخص في غزة على المساعدات المنقذة للحياة التي ظلت الوكالة تقدمها منذ بداية الحرب. إن أي شخص يخون القيم الأساسية للأمم المتحدة، فهو يخون أيضًا أولئك الذين نخدمهم في غزة وفي جميع أنحاء المنطقة وفي أماكن أخرى حول العالم". وأشار حساب تيم المرابطون على موقع (اكس) @morabetoooon، إلى هذه الآية الكريمة "كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة" صدق الله العظيم. وعلق أن "الوقاحة والبجاحة تزين أهل الخسة من أدعياء الإنسانية .. دول الغرب الصليبي الوقح تعلق التمويل والأنوروا تفصل والصهاينة يذبحون … و2 مليار صامتون أو متباكون مستسلمون.. بعد تعليق دول محور الشر الصهيوصليبي تمويل الأنوروا في غزة.. #الأنوروا الذين شاركوا في تجويع وحصار وقتل أهل #غزة .. يعلنون فصل 9 موطفين لمجرد ظنها مشاركتهم في مقاومة المحتل -طبقا للقوانين الدولية التي تقر مقاومة المحتل- .. ". واتهم الدول المعلقة مساعدتها بأنها تنفذ ".. عدالة الصهيوصليبية العالمية وإنسانيتهم.. " مقابل "وهذا عجز أمة ال2 مليار وخيانة حكامهم من العربان وغير العربان" مؤكدا أن #غزه_تقاوم_وستنتصر وصدر بيان عن فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، قال إنه "من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدات الإنسانية، فقد اتخذت قرارًا بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين فورًا وفتح تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير. وأي موظف في الأونروا متورط في أعمال إرهابية سيتم محاسبته، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية". وأضاف "لازاريني" أن "الأونروا تكرر إدانتها بأقوى العبارات الممكنة للهجمات البغيضة التي وقعت في 7 أكتوبر وتدعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الإسرائيليين وعودتهم الآمنة إلى عائلاتهم". ويواجه 12 عاملا من الأونروا حاليا اتهامات بأنهم شاركوا عن طيب خاطر في الهجوم الذي قامت به حماس. وحتى السبت، نددت الأممالمتحدة بالقصف "الإسرائيلي" على مركز لإيواء النازحين يضم 800 شخص، ما أدى إلى استشهاد 9 وإصابة 75 بحسب مدير شؤون الأونروا في القطاع. وأعلنت "الأنوروا" أنه قتل من موظفيها نحو 99 موظفا من جملة آلاف الموظفين قبل أن تستند الداعمة إلى المزاعم الصهيونية "بالضلوع في أحداث طوفان الأقصى وتأتي إيطاليا وبريطانيا بهذا القرار بعد كل من الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا باتخاذ هذا القرار". والولاياتالمتحدة التي كانت أول من علق مساعدات الأونروا أكبر مانح ثنائي للوكالة في عام 2022، حيث ساهمت بأكثر من 340 مليون دولار، وفقًا لموقع الأونروا الإلكتروني. وتأسست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949.بعد إحتلال "إسرائيل" لدولة فلسطين والإعتراف بها عام 1948م. وقال مراقبون إن أنروا تأسست لذر الرماد في العيون بتقديم المساعدات للشعب الفلسطينين اصحاب الأرض بعد إحتلال بلدهم ونهب أراضيهم وممتلاكاتهم وتعرض حياتهم للتهديدات االخطيرة وهروبهم الدائم من بطش الصهاينة. يشار إلى أن الأممالمتحدة أطلقت على الشعب الفلسطينين لفظة "اللاجئين" وعلى أماكن أقامتهم المؤقتة ب"المخيمات"، في حين أطلقت الأممالمتحدة على المحتليين ب"المستوطنيين" و أماكن إقامتهم ب"المستوطنات".