قائد الانقلاب يصاب بالإحباط.. والصراخ والعويل يسيطران على إعلام الانقلاب المشير يعاني حالة من الإحباط ومن الممكن أن يعتذر عن المنصب حال فوزه بالرئاسة لأنه حصل على أصوات أقل مما حصل عليه الرئيس السابق مرسي".. هكذا نقل مصطفى بكري حال قائد الانقلاب العسكري ومدى صدمته بوعي المصريين الذي حاول تغييبه على مدار عشرة أشهر كاملة ولكنه لم يفلح، فكانت مقاطعة المصريين للانتخابات الهزلية صفعة على جبينه وعلى جبين كل انقلابي راهن على سذاجة المصريين وقلة حيلتهم. سبق إحباط قائد الانقلاب صراخ وعويل وبكاء لإعلاميين على شاشات الفضائيات التي جنّدت نفسها طوال الشهور الماضية لخلق فرعون جديد يتغنون بشعبيته الكاسحة وعشق المصريين له ولم يساورهم الشك لحظة بأن يخذلهم المصريون الذين راهنوا عليهم، لكنهم فاقوا من غفوتهم على كابوس جديد يومي الانتخابات الهزلية تَمّثل في فراغ اللجان الانتخابية إلا من بعض موهبة الرقص الشرقي المبتذل. وبجانب إحباط الإعلاميين كان إحباط "نخبة العار" أيضًا حيث ظهروا بمظهر المهزوم المنكسر يناشدون المواطنين الخروج للإدلاء بأصواتهم إلى حد التوسل بتقبيل الأقدام والأيادي، وفي ظل هذه الحالة من الإحباط العام الذي يسيطر على الانقلابيين اتهمت حملة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي المحطات الفضائية بأنها مسئولة عن بث الإحباط وخفض معنويات المواطنين من خلال نشر أرقام مغلوطة واستطلاعات غير دقيقة –بحسب وصفهم– عن الحجم التصويت.
فشل شرعنة الانقلاب واقرأ: محام دولي: تنصيب السيسي رئيسًا بعد مقاطعة المصريين ستكون بداية نهاية الانقلاب ومن المعلوم للجميع أن أكثر ما أزعج وأحبط الانقلابيين وعلى رأسهم قائد الانقلاب العسكري ليس هو ضعف المشاركة أو ضعف الإقبال على التصويت بقدر ما أحبطهم فشلهم في شرعنة الانقلاب العسكري الذي ادعوا أنه ثورة شعبية انحاز لها الجيش، وكان رهانهم على انتخابات الرئاسة المزعومة، وإقبال المواطنين المنقطع النظير عليها هو أحد المحطات الرئيسية لشرعنة هذا الانقلاب العسكري, ولكن جاءت مقاطعة المصريين التي أبهرت العالم لتفضح أمرهم, وتكشف أمام جموع المصريين بمختلف أطيافهم السياسية، وأمام العالم حقيقية هذا الانقلاب العسكري الذي قادة قائد الانقلاب استجابة لرغباته الجامحة في السلطة وليس استجابة للشعب كما ادعي وكذب على مدار عشرة أشهر كاملة.
رد فعل غربي افتضح أمر الانقلاب العسكري أمام العالم وكان مقاطعة المصريين للانتخابات رئاسة الدم مادة خصبة للصحف الغربية حيث وصفت صحيفة ال"إندبندنت" البريطانية في افتتاحيتها في أول أيام الانتخابات الرئاسية في مصر. وعنونت مقالها "فجر كاذب في القاهرة" حيث اعتبرت الصحيفة أن وصول الجنرال السيسي إلى الحكم في مصر سيكون إعلان وفاة الربيع العربي ودفنه، وهذا ليس في مصر فحسب، بل في دول عربية أخرى، نظرًا لما لمصر من تأثير في المنطقة. وقالت الصحيفة إن الانتخابات التي تجري في مصر ليست حقيقية، أن الجنرال السيسي لا يتنافس معه إلا مرشح واحد، هو يساري سمح له بالمشاركة في الانتخابات من أجل إجراءات التنافس التي ينص عليها الدستور، وأنه لا يوجد مرشح عن الإخوان بعد أن تم تصنيفهم تنظيمًا إرهابيًا.
واقرأ: د. حسام عقل: مقاطعة المصريين للانتخابات أفقدت الانقلابيين صوابهم من جهتها، سلطت صحيفة "تايمز" البريطانية قالت إن شعبية السيسي ليست كما تنقله وسائل الإعلام، إذ أظهر استطلاع للرأي أن 45% من المصريين أعربوا عن نظرة سلبية تجاه السيسي، بسبب رد فعله العنيف تجاه المتظاهرين. وما بين افتضاح أمر الانقلاب خارجيًا وبين كشف أكذوبة شعبية السيسي الكبرى داخليًا يبقى الانقلابيون وقائدهم في ورطة ومأزق، لا يجدون مخرجا منه سوى إعلان نتيجة وهمية يحصل فيها قائد الانقلاب على نسب تصويت أعلى من الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي وكأن منافسه في هذه الانتخابات الهزلية هو الرئيس مرسي وليس حمدين صباحي. من جانبهم أكد خبراء سياسيون أن نجاح المصريين في مقاطعة انتخابات الدم، مثلت أكبر ضربة لقائد الانقلاب ولجميع الانقلابيين أصابتهم بهزيمة نفسية لم يكن يتوقعونها، مؤكدين أنه في المقابل أعطى وعي المصريين دفعة قوية للثوار، وجدد لهم الأمل في استرداد ثورتهم ممن حاولوا اغتصابها وعلى رأسهم قائد الانقلاب.