فجر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي جدلا جديدا في تصريحات له، زعم فيها أن حل الأزمة الحالية في غزة يتمثل في إقامة ما وصفه بدولة فلسطينية منزوعة السلاح، التصريح الذي عرضه لانتقادات حادة. وخلال كلمة له بمؤتمر صحفي عقده في القصر الجمهوري، مع كل من رئيسي الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، والبلجيكي ألكسندر دي كرو، أعلن السيسي عن استعداد مصر للموافقة على وجود دولة فلسطينية منزوعة السلاح، ووجود قوات دولية سواء من الناتو أو الأممالمتحدة أو قوات أمريكية أو عربية لتحقيق الأمن للدولة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وفق زعمه. وتسببت تصريحات الجنرال السيسي عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح، في انتقادات حادة له من قبل العديد من الساسة والنشطاء عبر مواقع التواصل. ويرى المحلل السياسي الفلسطيني عبد الستار قاسم، أن ارتباط النظام المصري الحالي بإسرائيل وأمريكا، يحول دون إقدام عبد الفتاح السيسي على رفع الحصار عن قطاع غزة، معتبرا أن ما يقوم به نظام السيسي هو ممارسة صريحة للإرهاب ضد قطاع غزة؛ لأن الحصار يفرض بالقوة ضد المدنيين من أجل تحقيق أهداف سياسية، وفق قوله. وأكد قاسم أن السيسي المنقلب على الديمقراطية في بلاده؛ لا يستطيع أن يتمرد على إسرائيل أو أمريكا، وقال: إن "الدول العربية بما فيها مصر لا تريد مقاومة قوية، وتسعى من أجل أن يثور الناس في غزة ضد حركة حماس التي تتبنى خيار المقاومة ضد الاحتلال". وأضاف، وجود مقاومة قوية يعرقل الحلول الاستسلامية، معبرا عن اعتقاده بأن الاحتلال الإسرائيلي لا يستطيع أن يعقد اتفاقا مع السلطة الفلسطينية، ما دام هناك جزء من الشعب الفلسطيني يقاوم، لأن إسرائيل تريد حلا كاملا، والمقاومة بدروها تعرقل هذه الحلول. وشدد قاسم على أن الهدف في النهاية هو القضاء على المقاومة الفلسطينية، لافتا إلى أن " رفع الحصار عن غزة مرهون بانتهاء المقاومة". وقال الناشط والسياسي المعروف ممدوح إسماعيل تعليقا على كلمته: "السيسي لا يستحي من عمالته ويسلم المقاومة لليهود، ويعلن عن مشروعه دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وهو منتهى أمل اليهود والأمريكان، لأنه يهدف لنزع سلاح المقاومة وإنهائها تماما". ولفت إلى أن هذا المشروع أيضا سيؤدي لإنهاء القضية الفلسطينية، وسيطرة تامة لدولة الاحتلال على كل فلسطين، ووضع الفلسطينيين فى قفص مثل الدجاج، والله غالب على أمره". من جانبه قال الكاتب والإعلامي العماني حمد الصواعي:"السيسي يتجاوز حدوده بتصريح مُبطّن خبيث ضد القضية الفلسطينية، من خلال استمرار الحرب والقضاء على حماس أو أن حماس تُسلم سلاحها، على أن تكون هناك دولة فلسطينية منزوعة سلاح ذليلة منكسرة بإشراف قوات دولية، وكأنه يُحدد مصير الفلسطينين والمقاومة الأبدي بأن يكونوا أذلاء صاغرين ويحكم عليهم بالهزيمة.". وتابع مستنكرا:"وأسفاه لم تكتفي بأنك لم تدخل لهم الغذاء والماء والدواء في حصار خانق كيدي، وبعد ذلك أن تتجرأ لذلك هي تلك بصمات عار عليك سيحفرها التاريخ.". فيما طرح الإعلامي أسامة جاويش، تساؤلات على السيسي وطلب منه إجابة عنها ومنها: "يعني إيه الدولة الفلسطينية الوليدة؟ يعني إيه دولة فلسطينية منزوعة السلاح"؟ وتابع تساؤلاته:"عاصمتها إيه؟ حدودها فين؟ سلاحها مع مين؟ مصير الفصائل إيه؟ هل إسرائيل هتكون منزوعة السلاح؟" السيسي يقول: إنه "يقبل بدولة فلسطينية منزوعة السلاح"، ومن أعطاه هذا الحق ليقبل دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب إسرائيل النووية؟ كما تساءلت الأكاديمية التونسية كوثي بن جليل، الحاصلة على الأستاذية في الإنجليزية والعلاقات الدولية "لماذا يُصمم الحكام العرب على فرض هزيمتهم على الشعب الفلسطيني و يفرضون السيطرة الصهيونية عليه بأيدي عربية؟ وأضافت مستنكرة تصريحات السيسي عما وصفها بدولة فلسطينية وليدة منزوعة السلاح "إن كنتم عاجزين فلا تكونوا متآمرين." جدير بالذكر أنه في الساعات الأولى لسريان الهدنة الإنسانية في غزة، خرق جيش الاحتلال الإسرائيلي هذا الاتفاق، وفتح نيرانه على المواطنين الفلسطينيين الذين كان بصدد التوجه لمناطق شمال غزة. واستشهد فلسطينيان، فيما أصيب آخرون في إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على مواطنين حاولوا العودة إلى شمال قطاع غزة وقالت قناة الجزيرة: إن "سيارات الإسعاف نقلت المصابين من المنطقة الفاصلة بين جنوب وشمال القطاع عند مفترق الشهداء على أطراف مدينة غزة إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح".