تزامنا مع العدوان الصهيوني على غزة في يومه التاسع عشر لا زالت منصات السوشيال ميديا تخوض حربا اقتصادية تتصدرها حملة مقاطعة ضد بعض ماركات عالمية أعلنت دعمها للاحتلال الإسرائيلي، بعد حملة القصف العنيف التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة. وانتشرت حملات مقاطعة للشركات والمطاعم، وتصدر هاشتاج حملة مقاطعة ماكدونالدز وغيرها من الشركات قائمة الأكثر تداولا على تويتر، وسادت حالة من الغضب الشعبي ضد هذه الشركات المنتشرة في الدول العربية، بعد انتشار بعض الصور التي توضح إعلان بعض العلامات التجارية مثل ستارباكس وباباجونز ودومينيز بيتزا لإسرائيل. ويرى هاني الحسيني، الخبير الاقتصادي، أن المقاطعة الاقتصادية لن تنفذ بسهولة في ظل حرص النظام المصري على استمرار تدفق الغاز من الآبار الإسرائيلية، وارتباط صفقة الغاز باتفاقيات دولية، ترعاها الولاياتالمتحدة، ودول الاتحاد الأوربي، بما يعني صعوبة أن تتجه الحكومة إلى وقف هذا المشروع. ومع ذلك فإن الظرف السياسي أصبح مساعدا للداعمين للمقاطعة في مصر، على المطالبة بوقف كل أشكال التعاون الاقتصادي بين القاهرة وتل أبيب، في ظل استمرار العدوان الوحشي على قطاع غزة ووجود نيات عدوانية موازية تجاه مصر، تستهدف تهجير الفلسطينيين قسرا داخل الحدود المصرية، بما يمثل اعتداء مباشرا على السيادة الوطنية، والتوجيه إلى زراعة ألغام بشرية وسياسية تمثل كارثة محلية للأبد، وفق الحسيني. يدعو الخبير الاقتصادي المصري إلى أن توظف الدولة الاعتداء الإسرائيلي الممنهج على سيادتها، للبدء بممارسة اقتصاد حرب للتخلص من أي اتفاقات مع إسرائيل لا تتناسب مع ظروفنا الاقتصادية والسياسية، مع مقاومة الضغوط التي تمارسها مؤسسات التمويل الغربية التي تدفع إلى الضغط المالي والسياسي على مصر، بخفض التصنيف الائتماني والقروض، الموظف كغطاء دبلوماسي، يدعم التغول الإسرائيلي بالحياة الاقتصادية في البلاد. يشدد محمد سيف الدولة مؤسس حركة "ضد الصهيونية" على أن قتل إسرائيل لمئات الفلسطينيين ودفعهم عمدا إلى اقتحام الأراضي المصرية، يمثل اعتداء صريحا على أي اتفاقات أمنية واقتصادية بين البلدين، ودعا إلى تضامن الشعب والحكومة لإلغاء أية قيود مفروضة على مصر، متعلقة بالتعاون الاقتصادي والعسكري مع إسرائيل، ووقفها على وجه السرعة حماية للأمن القومي. وسادت حالة من الغضب الشعبي ضد الشركات والمطاعم التي تدعم إسرائيل في حربها على غزة في الدول العربية، وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطعة منتجاتها للرد على الانتهاكات التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الأطفال والصحفيين والأبرياء العزل. وهاجم عدد كبير من الأهالي مطعم ماكدونالدز في لبنان وحطموا محتوياته اعتراضا على سياسته. كما خرجت سيدة بريطانية في فيديو عبر منصة X، أكدت خلاله "كل مرة تأتي إلى ماكدونالدز في أي مكان في العالم، فأنت تساهم في تمويل جيش الاحتلال لضرب غزة". ونشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي قائمة المطاعم والشركات التي تدعم إسرائيل وطالبوا بمقاطعتها، منها "باب جونز وبرجر كينج وستارباكس وبيتزا هت وكوكاكولا ولايز ودانون وغيرها". و أكدت أستاذة كلية الإعلام بجامعة القاهرة "ليلي عبدالمجيد" أن حملات المقاطعة هي من أشكال الغضب الشعبي، بهدف التعبير عن رفض سياسات تلك الشركات في دعمها للجيش المحتل، ولكن لن يكون لها تأثير على سياسات تلك الدول وتغيير قراراتها. وأضافت : في كل هجمة شرسة يقوم بها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، تخرج حملات مقاطعة للمنتجات التابعة للدول التي تدعم جيش الاحتلال، وللأسف لم يكن لها أي تأثير سياسي أو اقتصادي على أرض الواقع، وذلك لأن تلك الشركات لها وكيل في كل دولة وهو فقط يتعرض لخسائر وكذلك العاملون في الشركة بقرار المقاطعة. تقول إحدى الناشطات في حملة المقاطعة : "الشركات العالمية الكبرى عبارة عن أسهم في أسواق مالية يملكها أشخاص وكيانات في دول كثيرة حول العالم، لما تكون الشركة متعددة الجنسيات وأي تأثير سلبي على سمعة أو أنشطة الشركات أو تأثر على منتجاتها ونسب التوزيع والأرباح، الأسهم دي بتوقع وتنهار وبتسبب خسائر بالمليارات، ودا اللي حصل مع أكبر شركتين في أمريكا كوكا كولا وماكدونالدز واللي أعلنت الأخيرة صراحة دعمها للعدوان، وصرفت وجبات طعام مجانية للجنود الإسرائيلين اللي بيهاجموا المدنيين في غزة." وتابعت :"وبعدها شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة قوية لمقاطعة مجموعة مطاعم ماكدونالدز، وذلك بسبب عدوانهم الهمجي والغاشم على قطاع غزة، وفرض حصار على 2.5 مليون فلسطيني وسلبهم أبسط حقوقهم الإنسانية". مضيفة :"وحسب بيانات الشركتين تكدبت كوكاكولا وماكدونالدز خسائر فادحة بسبب دعمهم لجيش الاحتلال ، وفقد سهم شركة كوكاكولا 1.68 % من قيمته السوقية ليسجل سعر السهم 52.8 دولار، مقارنة بقيمة فتح 53.76 دولار." وأوضحت الناشطة "وهبط سهم مجموعة شركات ماكدونالدز بنحو 1.89% من قيمته السوقية ببورصة نيويورك، وفقد السهم 4 دولارات من سعره ليسجل 246.18 دولار مقابل سعر افتتاح 251.38 دولار، وطبعا دي مجرد بداية والمقاطعة كل يوم بتزيد وبتكبر مع مشاهد العدوان والغارات الإسرائيلية على الأطفال والشيوخ وتدمير الأحياء السكنية وإجبار السكان على النزوح". وختمت بالقول :"طيب أنت تعرف أن الشركات العالمية دي واللي قيمتها السوقية بعشرات المليارات من الدولارات، ممكن تنهار بسبب المقاطعة الشعبية في الدول العربية، هنقول لحضرتك إزاي ، المقاطعة لو اتسعت ضد الشركات دي ودا متوقع بسبب المشاهد البشعة اللي بنشوفها كل يوم، ولأن السوق العربي مش قليل وقرب على نص مليار نسمة، ولو استمر العدوان ممكن جدا المقاطعة تتسع وتوصل للعالم الإسلامي ودي هتبقى الضربة القاضية للشركات الأمريكية المساندة للاحتلال، لأن كده هتخسر حوالي 2 مليار زبون في العالم الإسلامي ،ولو حصل دعوات المقاطعة في العالم الإسلامي الأسهم هتنهار بكل سهولة والشركات دي هتفلّس حرفيا".