في سياق حرب وجرائم الإبادة والتجويع التي ترتكبها إسرائيل الآن في غزة، بدعم أمريكي وأوروبي وصمت عربي رسمي، وفي خطوة مهينة كاشفة ومؤكدة للسيادة المصرية المجروحة في سيناء منذ اتفاقيات كامب ديفيد، قامت إسرائيل بقصف معبر رفح وتهديد الإدارة المصرية، بأنها تسوف تقصف أي سيارات تحمل مساعدات مصرية لغزة، وعليه قامت مصر بإغلاق المعبر وبإعادة قوافل المساعدات. لن نطالب جماعة كامب ديفيد ونظامها هذه المرة، بقطع العلاقات وسحب وطرد السفراء، وإلغاء المعاهدات، ووقف التطبيع ودعم المقاومة بالعتاد والسلاح وإغلاق معبر طابا أمام الإسرائيليين، وتوعية وتعبئة الشعب المصري بحقيقة الكيان الصهيوني ومشروعه، فهذه أمور لن تتحقق بالمطالبات. ولكننا نطالبها بالكف الفوري عن مواصلة المشاركة في هذا العدوان والحصار الإسرائيلى القاتل لغزة، والتحرر من "اتفاقية فيلادلفيا" الموقعة عام 2005 التي ألزمت مصر بالقيام بمراقبة الحدود مع غزة أمنيا لصالح إسرائيل، والقيام بفتح معبر رفح فورا، وذلك وفقا لقرار واتفاق المعابر المصرى الفلسطيني، المستقل عن أي أطراف أخرى، اتفاق تحكمه المبادئ والقواعد التالية: . اتفاق متحرر من السيطرة الإسرائيلية والنفوذ الأمريكي. . اتفاق متحرر من اتفاقيات كامب ديفيد، ومن اتفاقية فيلادلفيا التي أعطت السيادة الحقيقية على معبر رفح لإسرائيل. . اتفاق يهدف إلى تحرير وتطبيع العلاقات المصرية الفلسطينية بعيدا عن إسرائيل. . اتفاق يضع أمن مصر في الاعتبار وليس أمن إسرائيل. . اتفاق متحرر من الادعاءات الأمريكية الإسرائيلية بأن الفلسطينيين هم مصدر الخطر والإرهاب. . اتفاق لا يعترف بشرعية الاحتلال للأراضي الفلسطينية ومن ضمنها غزة، وبالتالي لا يعترف بشرعية التحكم والمراقبة الإسرائيلية للمعبر الفلسطيني. . اتفاق ينطلق من أن فلسطينقطر شقيق، وأن إسرائيل لا تزال هي العدو والخطر. . اتفاق يسمح لنا في مصر وفي البلاد العربية الأخرى بزيارة غزة بتأشيرة فلسطينية وليست إسرائيلية. . اتفاق لا يقيد حركة الأفراد والبضائع إلا في حدود القانون. . اتفاق يلتزم بالقانون الدولي الذي يجرّم إبادة الشعوب وحصارها وتجويعها. . اتفاق يُغني الفلسطينين عن اللجوء إلى الأنفاق. . اتفاق يسمح بدخول الواردات إلى غزة ولا يقصر المعبر على الصادرات. . اتفاق يحرر الفلسطينيين من جحيم معبر كيريم شالوم (كرم أبو سالم). . اتفاق يعامل معبر رفح معاملة معبر السلوم، ولا نحلم فنقول معبر طابا. . إننا لا نطالب بفتح الحدود وإنما بتحرير المعبر من الإرادة الإسرائيلية. إنها مطالب بسيطة ومشروعة لا تحتاج إلا إلى قدر من الإرادة الوطنية. وهي مطالبنا منذ عام 2008، التي طالما رفضت السلطات المصرية الاستجابة لها على امتداد 15 عاما، ولكن آن الأوان اليوم لتنفيذها بعد أن تعرضت إلى عدوان وتهديدات وقحة لا يمكن أن تقبلها أي دولة ذات سيادة. إننا حريصون على السيادة المصرية التي لن ينتهكها مثل هذا الاتفاق المصري الفلسطيني، وإنما تنتهكها التدابير الأمنية القائمة في سيناء منذ كامب ديفيد وتنتهكها الرقابة الأجنبية التي لم تثق في الطرف المصري فراقبته بالقوات متعددة الجنسية من هنا وبالاتحاد الأوروبي أو بإسرائيل من هناك. إن مصر لا يجب ولا يصح، وأيا كانت الأسباب، أن تكون شريكا في جرائم الإبادة والتجويع التي ترتكبها إسرائيل الآن ضد أهالينا في غزة.