في ظل أزمات اقتصاد المنقلب السفيه السيسي المأزوم، يأتي عيد الأضحى على المصريين وهم يعايشون أجواء الشدة المستنصرية، بلا أضاحي وبلا لحوم ، وهو ما يفاقم تعاسة المصريين الذين باتوا من أتعس شعوب الأرض، في ظل حكم العسكر الفاشلين في إدارة الدولة، والجشعين في سرقة أموال المصريين والاستيلاء على مشاريعهم وأملاكهم وأراضيهم وممتلكاتهم. وتمثل أزمة ارتفاع أسعار اللحوم والأضاحي جزءا من مليون جزء من الأزمات الاقتصادية ، التي تفرم الشعب المصري في دوامة الفقروانهيار القدرة الشرائية. وباتت طقوس المصريين في عيد الأضحى غريبة وبعيدة عما كان يعايشه المصريون منذ عقود، حيث غابت اللحوم والدواجن والطيور عن مطابخ الأسر في عيد الأضحى. اللحوم تعاند المصريين وقد سيطر جنون أسعار البقر والماعز والخراف على الأسواق في مصر قبيل أيام من عيد الأضحى، وارتفعت الأسعار، مع قلة المعروض من الأضاحي، ما دفع إلى ندرة في الطلب، وأصيبت تجارة اللحوم بالأسواق بارتباك شديد من منابعها في المزارع المنتشرة في المحافظات، والشحن الواردة من الخارج، بسبب مشاكل سلاسل التوريد وشح الدولار، وعطلت الحرب في السودان، أفضل مورد للأضاحي، وصول الشحنات المعتادة سنويا، بنحو 90 ألف رأس و100 ألف طن من اللحوم الطازجة. كما بدت "شوادر" اللحوم، التي تفترش الميادين والشوارع الرئيسية قبل عيد الأضحى بأسابيع، خاوية على عروشها. ويعود تراجع المعروض لتوقف أغلبية الفلاحين عن تربية المواشي والأغنام، بسبب ارتفاع تكلفة العلف، والأدوية البيطرية والرعاية التي تحتاجها الأضاحي لمدة تصل إلى عامين. إذ إن البقرة تأكل بنحو 150 جنيها يوميا، ما يشكل صعوبة على الفلاح البسيط في تدبير هذه النفقات. ويشير تجار الأضاحي إلى ارتفاع كبير في أسعار اللحوم، فالكيلوالقائم الجاموسي يبدأ ب 140 جنيها في مناطق الصعيد ، و160 في محافظات الدلتا، ويباع كيلو الأضحية من الضأن بما بين 160 – 170 جنيها لدى التجار، ويرتفع الماعز إلى 180 جنيها، في حين يبلغ سعر كيلو اللحم ضعف ثمن الكيلو القائم، وزاد سعر اللحوم السودانية الطازجة من 250 إلى 350 جنيها للبقري، والجملي من 280 إلى 330 جنيها. ويتوقع نائب شعبة القصابين هيثم عبد الباسط أن تشهد أسعار اللحوم زيادة هائلة خلال الأيام المقبلة، لعدم تحرك الحكومة خلال الأشهر الماضية لدعم صغار المربين بالأعلاف والأدوية، لمساعدتهم في الاحتفاظ بقدرتهم على تربية المواشي، داخل منازلهم وحظائرهم، باعتبارهم القوى الضاربة القادرة على توفير لحوم رخيصة للمواطنين في المناطق الريفية والشعبية. وجاءت أسعار اللحوم على رأس السلع الغذائية الأساسية التي أصابها التضخم خلال شهر مايو الماضي، حيث بلغت 87.9% بما أعاد التصاعد في معدلات التضخم إلى قمة غير مسبوقة، بمعدل 33.7% في نفس الشهر على أساس سنوي. دفعت الزيادة المتكررة في أسعار اللحوم إلى تخلي 85% من المصريين عن تناولها أسبوعيا، وفقا للخطط المنزلية التي فرضها تراجع الجنيه بنحو 60% من قيمته منذ مارس 2022. التخلي عن السلع الأساسية أيضا واضطر عدد كبير من المواطنين إلى تغيير عاداتهم وتقاليدهم في هذه الأيام، بعدما اتسعت الفجوة بين دخولهم والقدرات المتوفرة لديهم لتلبية احتياجاتهم من السلع والخدمات التي ارتفعت أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة. وسيطر الركود على أسواق العديد من السلع والمنتجات قبل أيام من حلول عيد الأضحى، رغم بعض مظاهر التسوق والتجول في الشوارع والطرقات، لكن انخفاض القدرة الشرائية للناس تسبب في ضعف حركة بيع المحلات. واشتكى عدد من المواطنينمن تراجع الإقبال على شراء اللحوم والأضحية التي تشكل واحدة من أهم طقوس الاحتفالات الدائمة لديهم بعيد الأضحى بعد الارتفاع الجنوني في أسعارها. ومع الغلاء الكبير في أسعار اللحوم الحية والمذبوحة ، اضطر آلاف ملايين المصريين للتخلي عن أداء الشعيرة الإسلامية لأول مرة في حياتهم. وذلك بعدما بلغ سعر كيلو لحم البقر إلى 160 جنيها، وكيلوالضأن والخروف البرقي إلى 200 جنيه وهي ضعف أسعار عيد الأضحى في العام الماضي. فيما تغيب أيضا أصناف أخرى عن موائد العيد، بسبب ارتفاع الأسعار والتضخم الذي يلامس مستويات تاريخية. ومن ضمن تلك الأصناف الفواكه الصيفية التي ارتفعت أسعارها بصورة غير مسبوقة، وحتى المشروبات والعصائر، كما خفّ الإقبال على شراء المكسرات والتسالي بجميع أنواعها بسبب ارتفاع الأسعار، ما دفع الأسر إلى تقليل الكميات أو الاستغناء عن بعضها تماشيا مع الظروف الصعبة، في وقت يؤكد التجار أن الأسعار لن تنخفض ، بسبب أزمة الدولار. كما زادت أسعار الملابس بنسبة 80% عن العام الماضي وتفيد بيانات حديثه أصدرها جهاز التعبئة العامة والإحصاء أن أسعار الملابس والأحذية في مصر ارتفعت بنسبة 25% مقارنة بالعام الماضي، خاصة ملابس الأطفال والنساء . وهكذا يعايش المصريون أجواء الشدة المستنصرية من نقص المال والغذاء ومتطلبات الحياة الأساسية.