جاءت تصريحات المنقلب السفاح السيسي، التي أطلقها فجر السبت خلال جولة له بالأكاديمية العسكرية، حول الأزمة الاقتصادية، في محاولة لتطمئن المصريين الملتاعين من ارتفاع الأسعار وتأزم أوضاعهم المعيشية، مستخدما أساليبه الخادعة والمبنية على الكذب بأن الأوضاع تتحسن في مصر. وقال السيسي، في كلمة ألقاها خلال الجولة التي أجراها فجر السبت في الأكاديمية العسكرية، إنّ "أي أزمة بتمر على أي بلد بتعدي، هي دي الدنيا، ما فيش حاجة بتثبت على حالها". كلمات السيسي التي تنم عن عقلية ضحلة تعمل بلا تخطيط، ولا علم ولا دراسة، وتؤكد تفاقم الأزمات تلو الأزمات وسط عجز النظام وانفصاله عن الواقع المعاش على أرض مصر. ولعل لغة الأرقام التي لا يمكن أن تخفي الواقع، والحقيقة تؤكد إلى أي مدى تنهار الأمور في مصر. تراجع طلبات الأضاحي ب80% ومن ضمن الأرقام الكاشفة لكذب السيسي، والمؤكدة استمرار الأزمة الاقتصادية، هو ما أكدته المؤسسات الرصدية بمصر ، بتراجع الطلب على الأضاحي في مصر بنحو 80%، على إثر ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام بنسب وصلت إلى نحو 100% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، حيث سجل كيلو اللحم البقري القائم حوالي 145 جنيها مقابل 72 جنيها في 2022، وكذلك الجاموسي 125 جنيها مقابل 60 جنيها خلال موسم عيد الأضحى الماضي، فيما ارتفعت أسعار الضاني من 85 جنيها للكيلو القائم إلى 150 جنيها، وهو ما أدى إلى تراجع طلبات شراء الأضاحي بنحو 80%، وفقا لشعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية. التضخم يرتفع إلى 32,7% ومن ضمن الأرقام الدالة على كذب السيسي، وتدليسه على المصريين، ما أظهرته بيانات للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أمس السبت، أن التضخم السنوي في أسعار المستهلكين بالمدن ارتفع إلى 32.7% في مايو مقابل 30.6% في إبريل، وارتفع المعدل الإجمالي للتضخم على مستوى الجمهورية على أساس سنوي في مايو الماضي إلى 33.7% مقابل 15.3% في مايو 2022. كذلك ارتفع معدل التضخم على أساس شهري بنسبة 2.7% خلال مايو، مقارنة بشهر إبريل، وأرجع الجهاز ارتفاع التضخم على أساس سنوي في مايو، إلى زيادة الطعام والمشروبات بنسبة 58.9% والمشروبات الكحولية والدخان 23.2%، والملابس والأحذية 22.2%، والمسكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود 6.4%، والأثاث والتجهيزات والمعدات المنزلية والصيانة 38.8%، والرعاية الصحية 18%، والنقل والمواصلات 25.1%، والاتصالات 1.3%. وفي نوفمبر الماضي، كشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن 93.1% من الأسر خفضت استهلاكها من اللحوم والطيور، و92.5% من الأسر تراجع استهلاكها من الأسماك، مقابل زيادة الاستهلاك من البقوليات بنسبة 11%. ولعله من جملة المآسي الاقتصادية التي تحياها مصر، هو إعلان وزير التموين علي مصيلحي الأسبوع الماضي، تعطل شحنات القمح إلى مصر بسبب عدم القدرة على توفير الدولار لدفع ثمنها، وهو ما اضطر مصر للجوء للاقتراض الذي لم يتوقف يوما واحدا، بنحو 700 مليون دولار لتوفير الأقماح، وهو ما يشير إلى أن المصريين لا يجدون ثمن رغيف الخبز، والذي يقترض له السيسي ليوفره، ومع استمرار حكم العسكر والسيسي العاجز الذي ينتظر أن "تعدي" الأزمة دون تخطيط منه أو دراسة أو إرادة وقرارات، فإن الأوضاع ستزداد سوءا وترديا وأوجاعا للشعب الذي بات نحو 80% منه فقراء لا يجدون ثمن الخبز.