وسط الفشل الذريع لنظام المنقلب السفيه السيسي في خلق فرص تنافسية لقناة السويس، لاجتذاب عملاء جدد ودعم حركة التجارة الدولسة وجذبها نحو مصر، تتزايد التهديدات اللوجستية والاستراتيجية، لقناة السويس كممر ملاحي عالمي، فقبل شهور جرى الكشف عن مخطط إماراتي إسرائيلي لنقل بترول الخليج العربي عبر موانئ إسرائيل "تل أبيب عسقلان" وهو ما يمثل تهديدا قويا للقناة المصرية المورد الأهم للعملة الأجنبية، كما جرى تشغيل خطوط نقل بحرية من الصين عبر أوراسيا، ومن الصين عبر خطوط سكك حديدية تصل لأوروبا، وكلها يمثل خصما من قوة قناة السويس وعوائدها التي تتراجع بصورة مستمرة. ووفقا لوزارة التنمية الاقتصادية الروسية، تضاعف حجم حركة البضائع المارة على امتداد طريق ممر النقل الدولي "شمال-جنوب" -الذي يربط روسيا بدول آسيا الوسطى ليبلغ 2.3 مليون طن في الربع الأول من العام الجاري. وفي تقريره الذي نشره موقع "ريتم أوراسيا" الروسي، يقول مارات نورغوجهايف: إنه "في الفترة نفسها من العام الماضي تضاعف عدد عمليات التسليم على امتداد الممر، بمعدل 3 مرات للجزء الخاص ببحر قزوين، وبمعدل 33 مرة للجزء الشرقي". فيما تعمل روسيا وأذربيجان في الوقت الحالي على تطوير الجزء الغربي للممر، وشهد العام الماضي نقل نحو 7 ملايين طن من البضائع عبر نقطة تفتيش "صامور-بالاما" على الحدود الروسية الأذربيجانية. ومن المقرر زيادة حجم حركة البضائع على الطريق لتصل بين 15 و17 مليون طن سنويا بحلول عام 2030. ومن جهة أخرى، تتولى تركمانستانوروسياوإيران تطوير الجزء الشرقي للممر، وفي هذا العام قررت شركة السكك الحديدية الروسية مع نظيراتها في كازاخستان وتركمانستانوإيران استخدام البنية التحتية للممر الشرقي. وعلاوة على ذلك، أُطلق مشروع استثماري مؤخرا يهدف إلى إنشاء مركز لوجستي لتركمانستان في جزء ميناء المنطقة الاقتصادية الخاصة بمجموعة بحر قزوين من أجل مضاعفة نقل البضائع عبر بحر قزوين. قناة السويس الجديدة وأشار الموقع إلى أن ممر "شمال- جنوب" يمكن أن يصبح في المستقبل القريب قناة السويس الجديدة ومنافسها الحقيقي، لتزايد الاهتمام بتطوير ممر النقل الدولي كعنصر "لوجستي جديد" من طرف بلدان آسيا الوسطى ودول أخرى. وبناء على ذلك، في أبريل من العام الماضي وفي إطار المعرض الدولي لخدمات النقل والخدمات اللوجستية "ترانس روسيا 2023″، وُقعت مذكرة بين شركة النقل والخدمات اللوجستية الكازاخستانية "كي تي زي إكسبرس" ومركز النقل واللوجستيات في تركمانستان بشأن مشروع مشترك لتطوير النقل، الغرض منه إنشاء مشغل لوجستي واحد على الخط الشرقي لممر النقل الدولي "شمال-جنوب". وقد اتفقت الأطراف على توحيد جهودهم وكفاءاتهم بهدف وضع معدلات تعريفية تنافسية ونقل سلس للبضائع من كازاخستان وروسياوتركمانستان إلى إيران والهند ودول الشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادي، بمشاركة محطة أكسارابسكايا ومدينة أوزينكي وبولاشاك وإبنتشه برون وسرخس والعكس. ممر "شمال-جنوب" ولهذه الأسباب أصبح ممر "شمال-جنوب" بالنسبة لأستانا أحد أهم الدوافع الرئيسية لتطوير العلاقات في مجال الاقتصاد والنقل مع روسيا وكذلك إيران والهند. ووفق تقديرات اقتصاصدية، يحظى ممر النقل الدولي بأهمية خاصة لدى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، لكونه يمثل ممرا بديلا مهما في ظل سياسة العقوبات الجماعية التي يمارسها الغرب، كما أنه جزء لا يتجزأ من عملية إنشاء عالم متعدد الأقطاب. وهو ما سينعكس بلا شك على ايرادات قناة السويس ويقلص اهميتها الاستراتيجية، ويفقد مصر جزءا مهما من عوائدها من النقد الأجنبي، وهو ما سينعكس سلبا على الإيرادات السنوية التي تصل 6 مليار دولار سنويا. ولعل ما يضاعف أزمة قناة السويس المصرية، هو سيطرة العسكر على مفاصل الدولة المصرية، وغشلهم الذريع في إقامة المنطقة الاقتصادية وبناء قدرات لوجستية كبيرة حول الممر الملاحي لجذب شركات النقل والشحن العالمية ، لخلق ميزات تنافسية لقناة السويس، ولكن العسكر لا يفقهون في الاقتصاد والإدارة، وهمهم النهب فقط وبناء إمبراطوريات الفساد فقط.