ما زالت الدهشة والرعب يسيطران على الشارع الإسرائيلي بعد العملية الاستشهادية التي أسفرت عن قتل شخص وإصابة آخرين مساء الجمعة، في عملية إطلاق نار ودهس على شاطئ البحر في تل أبيب. وهي العملية التي جاءت عقب ساعات من مقتل مستوطنتين ووإصابة ثالثة في عملية طعن في الأغوار. العمليتان جاءتا في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الفلسطينية تصاعدا في الانتهاكات الإسرائيلية لاسيما ضد المصلين في المسجد الأقصى. ولم تتبن حركة حماس أو أيا من الفصائل الفلسطينية فضلا عن حزب الله اللبناني تصعيد الوضع الحاصل في سهل مرجعيون جنوبلبنان بإطلاق صواريخ الكاتيوشا بقرابة 100 صاروخ على الشمال الفلسطيني المحتل ، وإن أسعدت جمهور المقاومة تزامنا مع رشقات صاروخية متعددة أولية من قطاع غزة اقتصرت فقط على الدائرة الأولى وهي مستطونات غلاف قطاع غزة من حزامها الحدودي، قنصت إسرائيل من 44 صاروخا 29 صاروخا بحسب إذاعة جيش الاحتلال. و في الوقت ذاته، قصف الاحتلال الجنوباللبناني سريعا، وأعاد الانتشار لبعض الكتائب واستدعى الاحتياطي، ويحاول استعراض القوة بإعلانه إسقاط طائرة مسيّرة عبرت من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية وسنواصل العمل ضد أي انتهاك لسيادتنا، ويدعي أنه يفرض سيطرته على الأرض من خلال غارات وهمية بين الفنية و الأخرى جراء التحليق المكثف لطيران العدو الحربي على علو منخفض في جنوبلبنان. وأعلنت منصات عربية موالية للصهاينة ومنها (سكاي نيوز عربية) أن قائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي يجتمع مع قائد القوات الدولية في جنوبلبنان "اليونيفيل" في محاولة لمنع التصعيد. في حين قال مسؤول أمني لموقع "والا" العبري "إطلاق الصواريخ من غزةولبنان يثبت أن الردع الإسرائيلي تلاشى، لكننا سنختار التوقيت المناسب لجباية ثمن مؤلم". وردا على العملية التي كانت رسالة لمقتحمي الأقصى وطاردي المصلين والمعتكفين أن كفوا، وإن لم تؤثر في مؤشر الخسائر الصهيونية إلا طفيفا، أعلن الجيش اللبناني العثور على مزيد من الصواريخ الجاهزة للإطلاق من جنوبلبنان وذلك المرة الثالثة التي يعلن فيها منذ مساء الخميس، واتجه لتحميل الفصائل الفلسطينية المسؤولية، حيث قال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب "نحن لا نراقب كل الفلسطينيين، ونعتقد أن حزب الله لا علم له بإطلاق الصواريخ مسبقا ". وهو ما اتفق به في جانب منه مع إسرائيل التي اتهمت حماس بالوقوف وراء إطلاق الصواريخ عليها من جنوبلبنان ولم تتهم حزب الله. ومن جانب، نفى حزب الله أنه يكون وراء إطلاق الصواريخ بالقول "لا علاقة لنا بإطلاق الصواريخ" وكأنهما اتفقا على التهدئة وترسيم الحدود حقول الغاز ولا يرغبان بأي تصعيد. وتزامن ذلك أيضا مع نشر الجيش اللبناني على حسابه الرسمي بموقع "تويتر" صورا لراجمة صواريخ عُثر عليها جنوبلبنان وكتب، "عثرت وحدة من الجيش في سهل مرجعيون على راجمة صواريخ بداخلها عدد من الصواريخ التي لم تنطلق، ويجري العمل على تفكيكها". ولا يرغب بعض اللبنانيين بحرب الكيان الصهيوني على غرار قوات لحد الجنوبية التي مهدت لمذابح الفلسطينيين بتواطئها ضدهم، وقال كارن البستاني حزب الله يساعد نتنياهو لحل أزمته الداخلية في إسرائيل بشن حرب وتدمير جنوبلبنان لأنه ليس لديه شيء يخسره، مضيفا آن الآوان لسحب سلاحه وجميع الفصائل الفلسطينية، وحصر السلاح بالجيش اللبناني، فقرار الحرب والسلم مسؤولية سيادية تتخذها الدولة اللبنانية". في الوقت الذي قال فيه حساب مركز دراسات الوحدةالعربية ومقره بيروت "تؤكد التطورات الأخيرة في جنوبلبنانوغزة الارتباط التاريخي بين لبنانوفلسطين، اقرأ كتاب "المقاومة الفلسطينية بين غزو لبنان والانتفاضة" الذي يقدم رؤية مقارنة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، في نموذجيها الفلسطيني و اللبناني، والكتاب للكاتب محمد خالد الأزعر. وأضافت الإعلامية السورية مايا ريدان أن المشهد بعيد عن حزب الله تماما وأوضحت عبر @MayaRaydanSKY "لو لم تستهدف الصواريخ الإسرائيلية إيران وميليشياتها في سوريا، هل كانت ستتحرك الصواريخ من جنوبلبنان ردا على انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى؟ في شهر رمضان الماضي المشهد كان نفسه وجبهة الجنوب صمتت، من جديد يثبتون أن فلسطين هي الشماعة والمشروع فقط إيراني ولو اشتعلت كل الجبهات". تحليل فلسطيني المحلل السياسي المتخصص في الأمن القومي د. إبراهيم حبيب متحدثا ل إذاعة الأقصى قال "ما جرى بالأمس من جنوبلبنان يعد تحولا استراتيجيا في المواجهة مع الكيان، واليوم الواقع كله يتغير بشكل كبير بعد هذه الع". وأضاف "الخلاف العسكري القائم في داخل الكيان تم استغلاله بشكل جيد من قبل مطلقي الصواريخ، فوضع الكيان في مأزق حقيقي". وأوضح أن قيادة أركان الاحتلال ردت بشكل محسوب وقامت بتهويل الرد إعلاميا من أجل الحفاظ على ماء الوجه، واضطر نتنياهو إلى أن يتبنى ذلك شخصيا. وعلق د. طلال عتريسي الخبير في الشأن الدولي متحدثا لإذاعة الأقصى من لبنان "وفقا لكل التقديرات فإن المعركة المقبلة عندما تفتح كل الجبهات ستكون معركة حاسمة جدا، ورسالة الصواريخ من لبنان أمس لها علاقة بالمستقبل الإستراتيجي للمعركة القادمة.". وأضاف "ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا في تصريحات صحفية أنه "كلما تصاعدت المقاومة وكلما تراكمت إنجازاتها كلما قصُر عمر هذا الاحتلال على أرضنا المحتلة، المعركة مفتوحة مع الاحتلال بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والمقاومة في قطاع غزة موحدة للتصدي لأي عدوان.". مصالح نتنياهو واتفق متابعون أن التصعيد بجنوبلبنان وارد وأن الرد المحدود يحفظ ماء الوجه بحسب ما قالت "حكومة الكيان المصغرة، ورأوا أن نتنياهو استفاد من الصواريخ بتوجيه المتظاهرين ضده من الشارع إلى الملاجىء، وقال د.مبارك الناهض "الصهاينة يفتعلون حرب في جنوبلبنانوغزة، لصرف النظر عن الاحتجاجات اليهودية في الأراضي الفلسطينية ضد حكومة الكيان الصهيونى المحتل، التي تطالب بإسقاط حكومة الصهاينة". وأيده في رؤيته محمود رفعت Mãhmøud Refaat Mãhmøud "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين_نتنياهو بعد تولية المنصب من جديد، بعد أن غادر منصب رئيس الوزراء، ثم عاد له مجددا، انتفض الداخل الإسرائيلي على السياسة التي يتبعها بنيامين نتنياهو التي تميل إلى اليمين المتطرف، ورفضا له، وإن الشعب الصهيوني لن يريد نتنياهو من جديد، فاندلعت المظاهرات في كامل أرجاء الأراضي المحتلة، ولكي يخمد هذا الصراع والنزاع الداخلي والغليان في الشارع الإسرائيلي؛ قرر نتنياهو أن يُشغل الشعب الإسرائيلي عنه بقصفة #القدس و #الضفة و #غزة وارتكاب جرائم حرب في القدس، لكي يستفز الدول العربية المجاورة والفصائل الفلسطينية وتقوم بإرشاق صواريخ على الكيان الصهيوني فينشغل الشعب الإسرائيلي في حماية نفسه من الاعتداءات العربية عليه، ليخرج نتنياهو من العجين كالشعرة وينهي الصراع الداخلي والغليان في الشارع الإسرائيلي ويشغلهم في محاربة العرب.