تمر اليوم الذكرى ال12 لتنحي حسني مبارك عن السلطة، في 11 فبراير عام 2011، بعد مظاهرات مليونية اجتاحت الميادين الكبرى للقاهرة والمحافظات في 25 يناير من نفس العام تطالب بإسقاط حكمه. وأُجبر حسني مبارك الذي فسد وأفسد البلاد على التنحي، بعدما أصر الثوار على البقاء في الميادين، والانتقال إلى قصور الرئاسة للتظاهر أمامها بمليونيات مستمرة، وهو ما عجَّل برحيل مبارك، الذي نصحه مقربوه بألَّا يضع نفسه أمام مصير "شاوشيسكو"، الرئيس الروماني الأسبق الذى قبض عليه الثوار مع زوجته، وتمت محاكمته وإعدامه. وبعد تسجيل الخطاب الأخير لمبارك يوم الخميس 10 فبراير، غادر مبارك وعائلته القاهرة، متوجهين إلى شرم الشيخ، ثم راجع هاتفيًّا بيان التنحي مع عمر سليمان وحسين طنطاوي. وأمام القصر ظل الثوار يهتفون، وفجأة أذاع التلفزيون المصري بيان التنحي ليفاجأ به الجميع، ثم تركوا القصر باكين ومذهولين. وكشف اللواء حسين كمال، مدير مكتب «سليمان»، عن كواليس خطاب تنحي الرئيس السابق، وقال إن «مبارك» أملى على «سليمان» الكلمات التي جاءت فى الخطاب، حيث كان مبارك منفردا أثناء إملائه للخطاب على اللواء عمر سليمان ولم يكن بجواره أحد. وأضاف «كمال»، في تصريحات إعلامية، أنَّ مبارك أملى الخطاب فى الخامسة مساء، والخطاب أذيع في السادسة مساء، مشيرًا إلى أن «سليمان» اقترح عليه كلمة تنحي لكن مبارك فضل كلمة تخلي عن السلطة طبقًا لرؤيته وحساباته. وأوضح أن وجهة نظر سليمان في خطاب التنحي، أنه طبقا لمثل هذه الظروف فإنها مناسبة لأي شخص يريد إنقاذ البلد؛ لأن الموقف كان مشتعلا للغاية، والبلد على وشك الانفجار، وقبل مبارك اقتراح سليمان لكنه تخلى عن كلمة تنحي. وسجَّل سليمان الخطاب في مكان تابع للقوات المسلحة، وحمل اللواء إسماعيل عتمان، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بنفسه الشريط إلى مبنى التلفزيون، وأخفاه داخل ملابسه العسكرية، ووضعه بنفسه في جهاز البث، حتى إن عبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار السابق، الذي رافق «عتمان» داخل مبنى التلفزيون إلى حجرة البث، فوجئ بمحتوى الشريط كأي شخص آخر عند إذاعته. فيديو التنحى https://www.youtube.com/watch?v=8flecxDUfBg
الفساد والاستبداد مستمر وبعد 12 عاما من تنحي مبارك وتخليه عن الحكم، استمر الفساد والاستبداد وقهر المصريين كما كان عهد مبارك، حتى جاء العسكري القمعي السيسي ليذيق المصريين مرارات القمع الأمني والعسكري والسياسي، مستخدما البيادة والمدفع لإسكات الجميع في مجازر دموية لا مثيل لها في التاريخ المصري . وتمر ذكرى التنحى هذا العام في ظل تردى الأوضاع الاقتصادية وعجز غالبية الشعب المصري عن توفير الاحتياجات الأساسية من الغذاء بعد اقتراب سعر كيلو اللحم من 300 جنيه والفراخ البيضاء من 200 جنيه وكرتونة البيض لأكثر من 110جنيهات، وزجاجة زيت الطعام إلى أكثر من 70 جنيها، فضلا عن تضاعف فواتير الخدمات من كهرباء وغاز ومياه وغيرها. وقد فاق العسكرى السيسى قائده مبارك في الخيانة والعمالة حيث باع تيران وصنافير للسعودية لصالح الكيان الصهيونى ، وفرط في نهر النيل عندما وقع على اتقافية المبادئ مع إثيويبا ، وتنازل عن حصة مصر التاريخية في النهر ووافق على بناء سد النهضة، ما يهدد مصر بالعطش في ظل استمرار إثيوبيا في التوسع بمراحل السد، بعد أن تراجع الجيش المصري في زمن الانقلاب عن دوره في حماية الأمن القومي.
السيسي ومصير مبارك يأتي ذلك في ظل انهيار قيمة الجنيه المصري وتجاوز سعر الدولار 30 جنيها، وهو ما أدى لتدني القوة الشرائية للمصريين وصار أكثر من 80 % من الشعب المصري تحت خط الفقر. ولذلك يتوقع مراقبون نشوب ثورة شعبية تطيح بالسيسي ويلقى نفس مصير المخلوع مبارك حتى لو طال الزمن قليلا، فالشعب المصري يصبر لمدى ثم ينفجر بصورة غير محسوبة، حينها سيوضع السيسي في السجون مع قادته الذين تسببوا في إفقار نحو 80% من الشعب المصري وقتل عشرات الآلاف بالمبيدات المسرطنة والفشل الكلوي وغلاء الأسعار والإفقار الممنهج لصالح بيزنس العساكر الذي تسبَّب في بطالة نحو ثلث الشعب المصري وفق بيانات جهاز التعبئة والإحصاء. كما جرد الحياة السياسية من كل معالمها، وشرد الآلاف خارج مصر بالقهر الاقتصادي والعلمي والإنساني والعلمي.