تمر اليوم الذكرى ال9 لتنحي حسني مبارك عن السلطة، في 11 فبراير عام 2011، بعد مظاهرات مليونية اجتاحت الميادين الكبرى للقاهرة والمحافظات في 25 يناير من نفس العام تطالب بإسقاط حكمه. وأُجبر حسني مبارك الذي فسد وأفسد البلاد على التنحي، بعدما أصر الثوار على البقاء في الميادين، والانتقال إلى قصور الرئاسة للتظاهر أمامها بمليونيات مستمرة، وهو ما عجَّل برحيل مبارك، الذي نصحه مقربوه بألَّا يضع نفسه أمام مصير "شاوشيسكو"، الرئيس الروماني الأسبق الذى قبض عليه الثوار مع زوجته، وتمت محاكمته وإعدامه. وبعد تسجيل الخطاب الأخير لمبارك يوم الخميس 10 فبراير، غادر مبارك وعائلته القاهرة، متوجهين إلى شرم الشيخ، ثم راجع هاتفيًّا بيان التنحي مع عمر سليمان وحسين طنطاوي. وأمام القصر ظل الثوار يهتفون على أبوابه، وفجأة أذاع التلفزيون المصري بيان التنحي ليفاجأ به الجميع، ثم تركوا القصر باكين ومذهولين. وكشف اللواء حسين كمال، مدير مكتب «سليمان»، عن كواليس خطاب تنحي الرئيس السابق، وقال إن «مبارك» أملى على «سليمان» الكلمات التي جاءت فى الخطاب، حيث كان مبارك منفردا أثناء إملائه للخطاب على اللواء عمر سليمان ولم يكن بجواره أحد. وأضاف «كمال»، في تصريحات إعلامية، أنَّ مبارك أملى الخطاب فى الخامسة مساء، والخطاب أذيع في السادسة مساء، مشيرًا إلى أن «سليمان» اقترح عليه كلمة تنحي لكن مبارك فضل كلمة تخلي عن السلطة طبقًا لرؤيته وحساباته. وأوضح أن وجهة نظر سليمان في خطاب التنحي، أنه طبقا لمثل هذه الظروف فإنها مناسبة لأي شخص يريد إنقاذ البلد؛ لأن الموقف كان مشتعلا للغاية، والبلد على وشك الانفجار، وقبل مبارك اقتراح سليمان لكنه تخلى عن كلمة تنحي. وسجَّل سليمان الخطاب في مكان تابع للقوات المسلحة، وحمل اللواء إسماعيل عتمان، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بنفسه الشريط إلى مبنى التلفزيون، وأخفاه داخل ملابسه العسكرية، ووضعه بنفسه في جهاز البث، حتى إن عبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار السابق، الذي رافق «عتمان» داخل مبنى التلفزيون إلى حجرة البث، فوجئ بمحتوى الشريط كأي شخص آخر عند إذاعته. الفساد والاستبداد مستمر وبعد سنوات من تنحي مبارك وتخليه عن الحكم، استمر الفساد والاستبداد وقهر المصريين كما كان عهد مبارك، حتى جاء العسكري القمعي السيسي ليذيق المصريين مرارات القمع الأمني والعسكري والسياسي، مستخدما البيادة والمدفع لإسكات الجميع في مجازر دموية لا مثيل لها في التاريخ المصري. وهو ما يتوقع معه مراقبون نفس مصير مبارك حتى لو طال الزمن، فالشعب المصري يصبر لمدى ثم ينفجر بصورة غير محسوبة، حينها سيوضع السيسي في السجون مع قادته الانقلابيين الذين تسببوا في إفقار نحو 60% من الشعب المصري، وقتل عشرات الآلاف بالمبيدات المسرطنة والفشل الكلوي وغلاء الأسعار والإفقار الممنهج لصالح بيزنس العساكر الذي تسبَّب في بطالة نحو ثلث الشعب المصري وفق بيانات جهاز التعبئة والإحصاء. بل وجرد الحياة السياسية من كل معالمها، وشرد الآلاف خارج مصر بالقهر الاقتصادي والعلمي والإنساني والعلمي. https://www.youtube.com/watch?v=LXor8v2yxQw