"قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد والله الموفق والمستعان" بهذه الكلمات خرج علينا اللواء "عمر سليمان", مدير المخابرات الراحل, على شاشة التليفزيون المصرى, حيث قال هذه الكلمات, والتى أكد فيها تسليم أمور البلاد للمجلس العسكرى .
في مثل هذا اليوم الموافق 11 فبراير منذ عامين كانت الشوارع المصرية تعم بالأفراح والسرور بعد أن حققت الثورة أول أهدافها بعد 18 يوماً قضاها الثوار بميدان التحرير يوحدهم هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" " عيش، حرية، عدالة إجتماعية".. وقضاها البعض في محاولات للتفاوض والحوار مع أبرز رموز مبارك، إلا أنه في كلمات مقتضبة إستغرقت أقل من دقيقة بصوت اللواء الراحل عمر سليمان أعلن خلالها عن تنحي مبارك " في ظل هذه الظروف العصيبة قرر الرئيس محمد حسنى مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد"، وتم إعتبار هذه الكلمات تاريخية، وبعدها بلحظات إنطلقت كل أنواع ردود الأفعال .
ظل الجميع في القصر والثوار يهتفون على أبوابه، وفجأة أذاع التليفزيون المصري بيان التنحي، ليفاجأ به الجميع، ويتركوا القصر باكين ومذهولين ويعودوا إلى بيوتهم بعد يوم من الترقب والانتظار ووفقاً للمصادر فإن اللواء عمر سليمان ظل في قصر الإتحادية حتى إذاعة بيان التنحي، ثم غادره، دون أن يعلق أو يكلف الموظفين بأى شيء، وبعدها غادر جميع الموظفين القصر الرئاسي.
وكشف اللواء حسين كمال، مدير مكتب «سليمان» كواليس خطاب تنحي الرئيس السابق، وقال إن «مبارك» أملى على «سليمان» الكلمات التي جاءت فى الخطاب، حيث كان مبارك منفرداً أثناء إملائه للخطاب على اللواء عمر سليمان ولم يكن بجواره أحد.
جاء حكم المجلس العسكري "السابق"، وأدار البلاد لمدة عام ونصف العام فلم يتغير شىء بل ازداد الأمر صعوبة بسبب فشل الإدارة التى تبعد كل البعد عن فكر شباب الثورة وترتبط كل الأرتباط بالنظام التى قامت ضده الثورة، وفشل "العسكري" فى تحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ليستمر فى نهج مبارك فى التعامل القمعي مع المظاهرات لتقع أحداث دامية فى عهده أبرزها محمد محمود، ومجلس الوزراء، وماسبيرو فكان حلم الشباب فى التغير هو رحيل المجلس العسكري الذي أدخل الدولة فى دوامات قانونية ليهتف الجميع مره ثانية "الشعب يريد إسقاط النظام".
وفى ظل الإستعدادات التى قامت بها الحكومة من أجل إستقبال هذا هذه الإحتفالية الضخمة, التى سيقوم بها الملايين من الشعب المصرى .
رفعت سلطات الأمن بمطار القاهرة الدولى اليوم، الاثنين، حالة الطوارئ القصوى، وشددت الإجراءات الأمنية على جميع مداخل ومخارج المطار والمنشآت المحيطة بدائرة الميناء، للتصدى لأى محاولات تهدد الحالة الأمنية، بعد أن ترددت أنباء عن خروج مسيرات فى ذكرى تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك.
حيث فرضت سلطات الأمن إجراءات أمنية حول صالات السفر والوصول والطرق المؤدية إلى المطار، بالإضافة إلى تكثيف الأكمنة الثابتة والمتحركة، وزيادة عدد أفراد الشرطة السريين حول أسوار المطار لضبط الحالة الأمنية، وتوسيع دائرة الاشتباه لضبط الخارجين على القانون ومنع تسلل أى عنصر مشتبه فيه.
ساد الهدوء محيط قصر الاتحادية صباح الاثنين قبيل ساعات من إنطلاق المسيرات التي أعلن عن تنظيمها عدد من الأحزاب والقوى السياسية والثورية بمناسبة الذكرى الثانية لتنحي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.
وقامت قوات الحرس الجمهوري بوضع ألواح حديدية خلف البوابة رقم (3)المطلة على شارع الميرغني ، والبوابة رقم (4) المطلة على الشارع الجانبي للقصر ، بالإضافة الى تكثيف الأسلاك الشائكة الموضوعة أمام الحواجز المعدنية المنصوبة أمام البوابتين.
وعلى الصعيد المروري ، شهدت كافة الشوارع المؤدية الى قصر الاتحادية سيولة مرورية طبيعية ، فيما انتشر رجال المرور بكافة المحاور والطرق الرئيسية بمحيط القصر.
780 يوما مرت على تنحى الرئيس المخلوع "حسنى مبارك ولم يتغير أو يتبدل شئ, فهل تتحقق تلك النبوءة والتى تقول بأن عرش مصر ملعون منذ الفراعنة القدامى, فلم يحكم مصر ملكا أو رئيسا, إلا وقد لحقته هذه اللعنة, فهل ستصيب هذه اللعنة الرئيس المنتخب "محمد مرسى", أم أن العناية الإلهية ستحول دون حدوث هذا فى الوقت الراهن ؟