كشفت الموجة السادسة لفيروس كورونا المستجد عن إهمال نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي ملف صحة المصريين وتجاهله لتزايد الإصابات بالفيروس ، بل وإصراره على العودة للحياة الطبيعية وإلغاء الإجراءات الاحترازية بمختلف هيئات ومؤسسات دولة العسكر ورفض المستشفيات لاستقبال أي حالات مصابة بكورونا ، ومطالبة المصابين بتلقي العلاج في المنازل . يأتي الإهمال الانقلابي رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من ظهور سلالة جديدة من متحور أوميكرون تصدرت عناوين الأخبار العالمية والإقليمية، الأيام القليلة الماضية، بعد عودة زيادة أعداد الإصابات ب«كوفيد 19» من جديد على مستوى العالم. وتم التعرف على السلالة الجديدة لأول مرة في الهند، حيث انتشرت في ولايتين بمنطقة واحدة، ووصف الباحثون السلالة الجديدة بأنها متحور من الجيل الثاني، لأنها تطورت من سلالة أوميكرون الفرعية «BA.2». يشار إلى أن المتحور الجديد من أوميكرون يعرف باسم «BA.2.75»، وسجلت كل من ألمانيا واليابان وبريطانيا وكندا وأمريكا وأستراليا ونيوزيلندا والصين إصابات به بعد اكتشافه لأول مرة في الهند، وبدأت منظمة الصحة العالمية في تتبع المتغير لمراقبة كيفية تطوره، بعد تحذيرات العلماء من انتشاره بسرعة وتحديه اللقاحات.
الصحة العالمية
في هذا السياق أعلن الدكتور تادروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا التي تم تسجيلها بنسبة تصل إلى 30 % خلال الأسبوعين الماضيين، مؤكدا أن هناك سلالة فرعية للفيروس في الهند يتم متابعتها. وقال تادروس في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة إن "هناك بعض العوامل التي تفاقم من التحدي الحالي، وفي مقدمتها انخفاض عدد الاختبارات التي تجرى وبما لا يعطي صورة حقيقية عن مدى انتشار الفيروس". ولفت إلى أن تحديات عدم وصول اللقاحات والعلاجات بالشكل المطلوب إلى البلدان الفقيرة مازالت قائمة، مشددا على أهمية تلقيح الفئات الأكثر ضعفا مثل المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة والعاملين في المجال الصحي بالجرعات التعزيزية. وأوضح مدير المنظمة أن هذه التحديات وكذلك مشكلة إتاحة مضادات الفيروسات الفموية الجديدة تقتضي اتخاذ إجراءات على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي مع استمرار استخدام الأدوات الموجودة للوقاية من الفيروس وتطويرها. وقال إن "المنظمة مازالت تجري مناقشاتها مع شركة فيروس فيما يخص مضادات الفيروسات الجديدة، وحث الشركة على العمل مع الوكالات الصحية والبلدان لضمان أن تكون هذه المضادات متاحة وبسرعة".
صحة الانقلاب
وفي ظل الضغوط العالمية أعلنت وزارة الصحة والسكان بحكومة الانقلاب، عن رصدها ارتفاعا في معدلات الإصابة المجتمعية بفيروس كورونا بنسبة 6.9% في غضون الأسبوع الوبائي الماضي وزعم حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة صحة الانقلاب أن تلك الزيادة ترجع إلى عدد من الأسباب على رأسها، ظهور بعض المتحورات الفرعية ل"أوميكرون" أسرع انتشارا لكنها لا تؤدي إلى إصابات شديدة . وحمل المواطنين مسئولية هذه التطورات زاعما أن هناك حالة من التراخي بين المواطنين في الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات ، خاصة أثناء التجمعات وفي الأماكن المغلقة وقليلة التهوية.
السلالة الجديدة
من جانبه حذر الدكتور أحمد شاهين، أستاذ علم الفيروسات بجامعة الزقازيق، من أن السلالة الجديدة التي تم رصدها من المتحور أوميكرون من فيروس كورونا الأصلي، من الممكن ألا تتأثر باللقاحات، مشيرا إلى أن فيروس كورونا من أنواع الفيروسات كثيرة التحور والتغيير من خصائصه باستمرار من أجل التكيف والبقاء . وتوقع «شاهين» في تصريحات صحفية عودة زيادة الإصابات بفيروس كورونا من جديد ، موضحا أن كل متغير جديد بيظهر بشكل وأعراض مختلفة عشان مناعة الجسم متقدرش تتعرف عليه. واعتبر أنه من السابق لأوانه الحديث عن الحاجة إلى تطوير اللقاحات الموجودة من عدمه، إذ لا تزال الصحة العالمية تدرس خصائص هذا المتغير الجديد . وأشار «شاهين» إلى أنه حتى الآن أعراض المتحور الجديد ليست شديدة، والإصابات لم تصل إلى الوفاة مؤكدا أنه «مفيش خطورة شديدة زي ما كان في بداية الفيروس ولكن علينا جميعا توخي الحذر». وأوضح أنه كلما زاد عدد المتغيرات الفرعية من الفيروس زاد من خطر إعادة العدوى، إذ أن كل متغير جديد يحمل معه صفات جديدة بما يضعف مناعتنا، ناصحا المواطنين بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا.
متحور أوميكرون
وأكد الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح أن ارتفاع الإصابات خلال الفترة الحالية يرجع إلى ظهور متحور جديد أقرب لمتحور أوميكرون. وقال الحداد في تصريحات صحفية إن "المتحور الجديد يتطلب العودة لتطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا، لافتا إلى أن أي شخص غير ملتزم بالإجراءات الاحترازية معرض للإصابة بكورونا من جديد ، إلا أن التطعيم بأحد اللقاحات يفيد في تقليل خطورة أعراض الإصابة". وشدد على ضرورة تلقي جرعة تعزيزية من اللقاح ، لافتا إلى أنه لو مرت أكثر من 6 أشهر على تلقي الجرعة الأخيرة من اللقاحات أو الإصابة السابقة يجب التوجه على الفور للحصول على جرعة تنشيطية أو تعزيزية لزيادة المناعة ضد المتحورات الجديدة". وأضاف الحداد ، اللقاحات نجحت في تحويل فيروس كورونا من فيروس شديد الخطورة إلى فيروس ضعيف وأقرب للأمراض الموسمية، وأصبحت المتحورات الجديدة تصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، وهي أقل خطورة.
إجراءات الوقاية
وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، إن "دخول مصر الموجة السادسة يتطلب مزيدا من الالتزام بإجراءات الوقاية، وحتى لو كانت أعداد الإصابات منخفضة والإصابات الخطرة لا تزال نادرة، إلا أن الموجة السادسة ستشهد ظهور متحورات أوميكرون a4 و a5". وعن طبيعة أعراض هذه المتحورات، أكد عنان في تصريحات صحفية أن الأعراض مثل أعراض الموجة الخامسة فمتحورات أوميكرون معروفة بسرعة انتشارها ، إلا أنها لا تزال أقل خطورة، وقد لا تظهر الإصابة في تحليل ال pcr، لذلك يجب الحذر حال ظهور النتيجة سلبية في التحاليل. وأضاف أن الفترة الحالية تتطلب العودة لارتداء الكمامات من جديد خاصة في أماكن التجمعات، وتلقي جرعة تعزيزية من اللقاحات، مشيرا إلى أن لقاح فايزر واللقاحات الصينية مثل "سينوفارم وسينوفاك" فعالة ضد أوميكرون.