في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة الانقلاب عن العودة إلى الحياة الطبيعية وتجاهل الإجراءات الوقائية والاحترازية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا المستجد أعلنت عدد من دول العالم عن ظهور متحور جديد للفيروس يسمى "أوميكرون XE" مؤتلف من أوميكرون BA1 و BA2، ويمثل أوميكرون XE 1% من حالات الإصابة بكورونا الآن، ، ويحدث هذا المتغير عندما يصاب الفرد بأكثر من متغير واحد يتحدون فيما بينهم من خلال مشاركة المادة الجينية، ويؤكد الأطباء أن المتغير الفرعي الجديد لأوميكرون أكثر قابلية للانتقال من أي سلالة من كوفيد ظهرت من قبل. في المقابل علق حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة صحة الانقلاب على ظهور متحور XE، وقال إن "ما نعرفه عن المتحور المؤتلف 1.BA و 2.BA والمعروف إعلاميا باسم XE هو خليط من سلالتي متحور "أوميكرون" (بي إيه.1) و (بي إيه.2). واعترف بأن التحليل الأولى يظهر أنه أكثر قابلية للانتقال بنسبة 10% مقارنة ب 2.BA وليس 10 أضعاف قابلية الانتشار". وزعم أنه حتى الآن، لا توجد مخاوف حقيقية تتصل بالصحة العامة مرتبطة بهذا التحور وأنه لا يستدعي العودة لفرض الإجراءات الاحترازية. أعراض المتحور يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أعلنت عن أهم أعراض المتحور الجديد وقالت المتظمة إن "العديد من العلامات المبلغ عنها تشبه إلى حد كبير تلك المرتبطة بالبرد والإنفلونزا، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعا لسلالة أوميكرون الأصلية، سيلان الأنف والعطس والتهاب الحلق ، خاصة لدى الذين تلقوا التطعيم". وأشارت إلى أن أعراض البرد تظهر تدريجيا ومنها انسداد أو سيلان الأنف. التهاب الحلق. الصداع. آلام العضلات. السعال. العطس. ارتفاع في درجة الحرارة. ضغط في الأذنين والوجه. فقدان حاستي التذوق والشم. نكسة جديدة من جانبه أكد الدكتور أمجد الحداد مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن هذا المتغير ينبغي أن يكون في دائرة الاهتمام لكنه ليس مثيرا للقلق مثل المتحورات السابقة، ولازالت الدراسات تعمل عليه لمعرفة مدى قوته ولكن حتى الآن يعتقد أنه مثل دور البرد العادي. وقال "الحداد" في تصريحات صحفية حتى الآن لا يمكن الحديث عن مدى انتشاره لعدم وجود إثباتات علمية، وهناك متحورات ظهرت في أماكن وانتهت بها دون أن تنتشر في دول آخرى، ولا يوجد خطورة من أوميكرون XE لأن أعراضه بسيطة. وشدد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي حتى لا تحدث نكسة جديدة لفيروس كورونا، خاصة في ظل الارتفاع الشديد في الإصابات بالصين، حيث وصلت أعداد الإصابة اليومية إلى حوالي 30 ألف إصابة وهذا بالتزامن مع ظهور المتحور الجديد. وأضاف "الحداد" أن الصين لم تعلن أن الإصابات الجديدة من المتحور الجديد، وأن هذه الإصابات رغم كبرها إلا أنها غير مخيفة لأن الأعراض بسيطة ولا توجد وفيات. وأشار إلى أن كل المتحورات الجديدة أصبحت تشبه أدوار البرد، وهذا إثبات لضعف فيروس كورونا وضعف قدرته، مؤكدا أن المتحور أوميكرون XE يعتبر بداية نهاية كورونا، ليصبح بعد ذلك دور برد عادي لا خوف منه. الإجراءات الاحترازية وقال الدكتور محمد أبو عامر أستاذ علم المناعة بجامعة المنوفية إنه "كان من الأفضل عدم إلغاء الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا إلا بعد التأكد من انتهاء الجائحة بجميع تحوراتها، موضحا أن منظمة الصحة العالمية حذرت أكثر من مرة الدول من رفع قيود كورونا وأن الفيروس لم ينته ، بل سيكون هناك تحورات جديدة قد تكون أصعب وأخطر من المتحور أوميكرون". وأوضح أبو عامر في تصريحات صحفية أن كورونا مثل جميع الفيروسات التي عرفتها البشرية، تبدأ قوية وتضعف مع الوقت خاصة مع وجود لقاحات مضادة لها، وهذا ما يحدث الآن مع توسيع قاعدة تلقيح شعوب العالم بلقاحات كورونا. وأضاف أن أقوى دليل على اتجاه فيروس كورونا نحو الضعف هو ظهور متحور "أوميكرون" والذي رغم سرعة انتشاره إلا أنه ضعيف ويصيب الجهاز التنفسي العلوي فقط بعيدًا عن الرئة مما يقلل من أعداد الوفيات والحالات الخطيرة وأكد أبو عامر أن المناعة المجتمعية التي ستتكون عن طريق اللقاح ستساعد في تحور الفيروس للوضع الأضعف ورغم أنه سيظل موجودا إلا أن الجهاز المناعي للإنسان سيتعامل معه كما يتعامل مع نزلة البرد. خطورة جسيمة وقال الدكتور هشام أبو النصر استشاري الحميات، إن "معدل الحالات المصابة بكورونا في مصر وفقا للبيانات الرسمية لازالت كبيرة". وأضاف أبو النصر في تصريحات صحفية أن إعلان منظمة الصحة العالمية عن متحور جديد من كورونا أكثر انتشارا وأشد ضراوة، يتطلب تشديد الإجراءات الاحترازية لتقليل الإصابات ووقف انتشار العدوى، خاصة أن هذه المتحورات تمثل خطورة جسيمة على البشرية. وأشار إلى أن تقارير الصحة العالمية بشأن متحور دلتا تؤكد استمرار إصابته للأطفال بشكل سريع لأن الجهاز المناعي للأطفال يتأثر بشكل أسرع بكثير من الجهاز المناعي للكبار. ووجه أبو النصر نصائح لأولياء الأمور لتجنب إصابة الأطفال بالفيروس في مقدمتها الحرص على التباعد الاجتماعي بمسافة لا تقل عن متر، وتناول أغذية غنية بفيتامين c بشكل مستمر، والحرص على ارتداء الكمامة واستخدام المطهرات. ونوه إلى أهمية الابتعاد تماما عن أكل الشارع، وعدم الاختلاط بشكل مباشر في النوادي وحمامات السباحة وملاعب كرة القدم وأماكن الترفيه، مشددا على سرعة التوجه إلى طبيب صدر أو حميات في حالة ظهور أي أعراض إصابة على الطفل. ولفت أبو النصر إلى أن الفئات المعرضة للإصابة بفيروس كورونا أكثر من مرة هم أصحاب الأمراض المزمنة وأمراض الجهاز المناعي، إضافة إلى الأشخاص غير الملتزمين بالإجراءات الاحترازية . ووجه عدة نصائح إلى كبار السن للوقاية من الإصابة بكورونا من أهمها الحرص على تهوية المنزل بشكل مستمر، وغسل اليدين بالماء والصابون، واستخدام المواد المطهرة، وتناول الأغذية الغنية بفيتامينc ، والتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة، أما أصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر فعليهم الحرص على تناول الأسبرين بشكل يومي.