استعرضت ورقة بعنوان "الاختيار 3 قراءة في الأبعاد السياسية؛ الأهداف والمآرب" لمسلسل الاختيار في أجزائه الثلاثة فكشفت أن اللجوء للدراما من أجهزة السيسي الأمنية والمخابراتية هو بعدما أثببت هذه الأجهزة وصول شعبية السيسي والنظام إلى الحضيض. وقالت الورقة التي نشرها موقع الشارع السياسي على الشبكة إن "من بين الأهداف أن الاختيار 3 يستهدف الشريحة الكبيرة من المصريين التي تؤكد تقارير أجهزة السيسي أنهم لا يرون السيسي إلا فاشلا دمر حياتهم وأفقرهم على نحو غير مسبوق". واعتبرت أن رسالة الاختيار قلب للحقيقة وتزييف للواقع الذي عاينه المصريون وأن ترميم شعبية الجنرال المتآكلة من جهة، وتشويه صورة جماعة الإخوان المسلمين والرئيس الشهيد محمد مرسي، من جهة أخرى. شعبية الإخوان ومن جانب آخر، قالت الورقة إن "الجماعة لا تزال تحظى بشعبية جارفة بين ملايين المصريين، وإدارك الناس بحجم الافتراءات التي تتعرض لها الجماعة يتزايد، ووعيهم بأن الرئيس الشهيد مرسي ما انقلبت عليه عصابة العسكر ومافيا الدولة العميقة وما قتلوه إلا لأنه كان شريفا بين الأوساخ، يقف بالمرصاد لفسادهم وظلمهم ووعي المصريين بهذه الحقائق يتعاظم". وأوضحت الورقة أنه "لو كان مرسي مهادنا ضعيفا لما تعجلوا الانقلاب عليه على النحو الذي جرى، ولو كان يمكن تطويعه ليكون رئيسا صوريا لقبلوا به، ولو تقاسم معهم السلطة على نحو يضمن بقاء نفوذهم وفسادهم لما تآمروا عليه؛ ولكل هذه الأسباب ولأنه أراد تطهير بلاده من الفسدة والمجرمين نكلوا به على النحو الذي جرى، وعاينه الناس جميعا". ترسيخ الانقسام وأشارت الورقة ثانيا إلى أن دراما السيسي تريد فرض الانقسام المجتمعي وفق اعتماده على نظرية صناعة العدو ، لتسويق روايته الأمنية التي يتبناها مهما كانت مفبركة وبالغة الركاكة، فالمسلسل يحاول تكريس الرواية الأمنية حول ثورة يناير والإخوان وفترة حكم الرئيس محمد مرسي ثم الانقلاب وتبرير المذبحة الأكبر والأكثر وحشية في تاريخ مصر رابعة والنهضة وما يجري حاليا في سيناء". وأضاف دراما السيسي تريد الحط مما عداها من روايات مهما كانت قوية وموثقة وشديد العمق والإقناع والشهود عليها بالملايين، حيث جرى بثها بالصوت والصورة للعالم كله، وعلى هذا الأساس يتم توظيف عناصر العمل الدرامي لتحقيق هذا الهدف، فيتم توظيف القصة والسيناريو وانتقاء الممثلين والبنية النفسية لشخصيات العمل والمبالغة في تمجيد السيسي وأجهزته الأمنية وضباط المخابرات والأمن الوطني ليظهروا في صورة طيبين غيورين على الوطن ويتصفون بصفات أسطورية ، مقابل الإسلاميين المتشددين الإرهابيين الذين يمثلون الشر. قضايا الأمن القومي وعن القضايا الأخرى المهملة، أو التي انعكس الاهتمام بها وتصديرها، أشارت الورقة إلى أن تمزيق المجتمع يقابله عجز كامل عن حماية الأمن القومي المصري أمام العدوان الإثيوبي على النيل ، وإصرار أديس أبابا على استكمال بناء السد وحجز مياه النيل وتحويلها إلى سلعة من خلالها يمكن ابتزاز مصر وضرب أمنها القومي بكل سهولة. وقالت إن "الانقلاب يصر على الارتقاء بالعلاقات مع الكيان الصهيوني من دائرة السلام البارد إلى التحالف الكامل في كافة المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية". العقيدة القتالية ورأت الورقة أن المسلسل بأجزائه الثلاث، "يبرهن على تحولات العقيدة القتالية والأمنية للمؤسستين العسكرية والأمنية، فلم يعد النظام يقوم بوظائفه الأساسية في حماية الوطن وأمنه القومي، حتى لو كان العدو بالغ السفور في عدوانه كما في الحالة الإثيوبية التي تصر على حجز مياه النيل وتحويلها إلى سلعة يبترزن بها القاهرة على ال