دعت حركة مقاطعة إسرائيل المعروفة اختصارا باسم «BDS» إلى مقاطعة شركة ناسيل/ Nacelle المنظمة لحفل فرقة «Maroon 5» العالمية تحت سفح الهرم يوم الثلاثاء 3 مايو 2022م. ووفقا لبيان أصدرته «BDS»، فإن «الفرقة الموسيقية الأمريكية تقيم في أعقاب حفلها تحت سفح الهرم بمصر حفلا آخر في حديقة أقيمت على أنقاض قرية الجريشة الفلسطينية التي تم القضاء على جميع سكانها عرقيا سنة 1948م». إضافة إلى ذلك فإن «حفلي الفرقة الأمريكية في القاهرة وأبو ظبي يتم الترويج لهما جنبا إلى جنب مع الحفل الذي سيقام في تل أبيب». في إشارة إلى مشاركة الفرقة في إجراءات التطبيع المشبوهة التي تفرضها النظم المستبدة على الشعوب العربية من أجل دمج إسرائيل والإقرار لها بحق نهب واحتلال فلسطين والقضاء على شعبها. وبحسب موقع "مدى مصر" فقد دعت الحركة للتدوين على وسم #boycott_nacelle -أي إشارة قاطعوا Nacelle ، وناشدت الحركة شركة «Nacelle»، أن تضغط على فرقة «Maroon 5» لإلغاء حفلها في تل أبيب يوم 9 مايو المقبل؛ وذلك «استجابةً لصوت آلاف المصريين الذين يرفضون تورّط هذه الفرقة في منظومة الاستعمار وتوظيفها في ذلك، أو إلغاء حفل الفرقة في مصر». ودعت الحركة كل الفنانين والمثقفين الأحرار في العالم أن يقاطعوا شركة nacelle ، ويرفضوا التعامل معها أو مشاركتها في أحداث تنظمها. وبحسب صحيفة "الوطن" المصرية، فإن فرقة (maroon 5) من أشهر الفرق الأمريكية التي تحظى بشعبية كبيرة حول العالم، بعد تقديمها العديد من الألبومات والأغاني الناجحة لمدة أكثر من 25 عاما. مشيرة غلى أن تذاكر الحفل على موقع «تيكتس مارشيه»، تبلغ 2300 جنيهًا لفئة Floor Regular، وسعر 4500 جنيه لفئة Floor gold/ Regular، وتم تحيد سعر 5000 جنيه لفئة VIP Platform / Regular. وهي الأسعار التي أثارت سخطا وسخرية لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تهكم أحد النشطاء بأنه يرغب في حضور الحفل شريطة أن يبيع "كليته" من أجل توفير ثمن التذكرة. بينما يؤكد آخرون أن أسعار التذاكر في مصر أعلى من نظيرتها في كل من الإمارات والبرازيل والمكسيك. وتتكون فرقة Maroon 5 الأمريكية من خمسة أعضاء هم آدم ليفين مؤدي الأغاني الرئيسي وجيمس فالنتين عازف قيثارة، جيسي كارمايكل، وميكي مادن، ومات فلين الدرامز، وبدأت الفرقة عام 1994، حيث حققوا شعبية واسعة في العالم، ولهم العديد من الأغاني المميزة التي حققت نجاح كبير على مستوى العالم، وعلى مدار أجيال عديدة. وحركة مقاطعة إسرائيل "BDS"، تعرّف نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها "حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد، تسعى لمقاومة الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتايد الإسرائيلي، من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين وصولاً إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات". وتدعو الحركة إلى وقف التعامل مع إسرائيل، ومقاطعة الشركات الإسرائيلية وكذلك الدولية المتواطئة في انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين، ومقاطعة المؤسسات والنشاطات الرياضية والثقافية والأكاديمية الإسرائيلية. وتسعى الحركة إلى عزل النظام الإسرائيلي أكاديمياً وثقافياً وسياسياً، وإلى درجة ما اقتصادياً، إذ يتمثل مطلب الحركة الرئيسي في تحقيق طموح وحقوق كافة مكونات الشعب الفلسطيني التاريخية من فلسطينيي أراضي عام 1948 إلى قطاع غزة والضفة الغربية، وضمنها القدس، إلى المخيمات والشتات.
ما هي حركة "BDS"؟ أنشئت الحركة أساساً في 2005 من منظمات مجتمع مدني فلسطيني (170 جسماً من اتحادات شعبية ونقابات وأحزاب ولجان شعبية ومؤسسات أهلية)، انطلاقاً من "فشل الحكومات والمجتمع الدولي وأصحاب القرار في وقف الاضطهاد الإسرائيلي المركّب ضد الشعب الفلسطيني"، كما تصف حركة BDS. حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات تُعرف بالإنجليزية Boycott, Divestment and Sanctions، لذلك تُعرف اختصاراً بالأحرف الأولى من الكلمات الثلاث BDS. لانها تسعى إلى سحب الاستثمارات والضغط على المستثمرين والمتعاقدين مع الشركات الإسرائيلية والدولية المتعاونة معها، سواء كانوا مستثمرين أو متعاقدين أفراداً، أو مؤسسات، وصناديق سيادية، أو صناديق تقاعد، كنائس، بنوك، مجالس محلية، جهات خاصة، جمعيات خيرية، أو جامعات. تتمثل مطالب الحركة في 3 أمور رئيسية، وهي: * إنهاء احتلال إسرائيل واستعمارها كافة الأراضي الفلسطينية والعربية، وتفكيك الجدار العازل. * إنهاء كافة أشكال الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، واعترافها بالحق الأساسي بالمساواة الكاملة لفلسطينيي أراضي 48. * احترام وحماية ودعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هُجروا منها واستعادة ممتلكاتهم، كما نص على ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194. أيدت كافة القوى والأحزاب السياسية الفلسطينية الرئيسية، واتحادات نقابات العمال، وجمعيات حقوق اللاجئين، والاتحادات الأكاديمية، ومنظمات المزارعين، وشبكات المنظمات الأهلية، واتحادات المرأة والمعلمين والكُتاب والحركات الشبابية وغيرها، الحركة عند إنشائها في 2005، ما يجعلها أوسع الأنشطة المتبناة والتي تحظى بدعم كافة الأطياف والمناطق (غزة، والضفة الغربية، ومن ضمنها القدس، وأراضي 48، والشتات). وعلى المستوى الدولي تقول الحركة إن "حملات المقاطعة ضد النظام الإسرائيلي ومؤسساته والشركات المتورطة في جرائمه تحظى بدعم الاتحادات والنقابات والمنظمات والكنائس والحركات الشعبية التي تمثل ملايين الناس في كل قارة، كما تلعب المنظمات اليهودية التقدمية المناهضة للصهيونية دوراً مهماً في حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات، خاصة في أمريكا الشمالية". كما تحظى حركة المقاطعة بتأييد شخصيات عالمية، مثل رئيس الأساقفة الجنوب إفريقي الأسبق المطران ديزموند توتو، والكاتبة الكندية ناعومي كلاين، والأكاديمية الأمريكية أنجيلا دافيس، والفيلسوفة الأمريكية جوديث بتلر، والفيزيائي الفلكي الأمريكي ستيفن هوكينغ، والفنان الأمريكي روجر ووترز، والبريطاني براين إينو.
الاحتلال يعتبرها خطرا إستراتيجيا وتعتبر "إسرائيل" حركة "BDS" من أكبر "الأخطار الاستراتيجية" المحدقة بها، رغم أنها ليست مؤسسة تابعة لحكومة، وتحارب إسرائيل الحركة ، حيث أعلن رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو في يونيو 2016، أن حركة مقاطعة إسرائيل "BDS" تشكل "خطراً استرايتجياً"، وكلف وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية بمحاربة نشاطاتها، وفق صحيفة Haaretz الإسرائيلية. كما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، أنها باتت تقارب نقطة تحول خطيرة لإسرائيل. وفي 2017 نشرت صحيفة Times of Israel الإسرائيلية خبراً عن موافقة الحكومة الإسرائيلية على خطة تخصص 72 مليون دولار لمحاربة حملة المقاطعة، في أكبر استثمار نقدي من الحكومة في محاربة نشاطات الحركة. وأحصت حركة مقاطعة إسرائيل "BDS" نتائج حملاتها ضد الشركات الإسرائيلية أو الداعمة لها في: انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 46% سنة 2014 مقارنة بالسنة السابقة، ويشير تقرير للأمم المتحدة، إلى أن نشاطات الحركة كانت عاملاً رئيسياً في انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 46% سنة 2014، مقارنة بسنة 2013. ونسب البنك الدولي جزئياً انخفاض الواردات الفلسطينية من الشركات الإسرائيلية بنسبة 24% إلى حملات المقاطعة. انسحاب شركة فيوليا Veolia الفرنسية وأورانج Orange الفرنسيتين وسي آر إتش CRH الأيرلندية، من الاقتصاد الإسرائيلي. وذكرت الحملة أن شركة فيوليا باعت استثماراتها الإسرائيلية وأنهت دورها في مشاريع البنية التحتية بالمستعمرات الإسرائيلية غير القانونية بعد ضغط نشطاء حملات المقاطعة حول العالم على المجالس المحلية لإلغاء عقودها مع الشركة، والتي فاقت قيمتها 20 مليار دولار. سحب مستثمرون دوليون استثماراتهم من شركات متورطة في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، وكانت من بينهم الكنيسة المشيخية في الولاياتالمتحدة والكنيسة المنهجية، وصندوق التقاعد الهولندي PGGM وحكومات النرويج ولوكسمبورغ ونيوزلندا، وبنوك أوروبية مثل نوريدا ودانسكي، وأثرياء من ضمنهم جورج سوروس وبيل غيتس. الشركات الإسرائيلية تأثرت أيضاً حسب حركة المقاطعة، إذ قامت شركة "أجريكسكو" Agrexco، التي كانت أكبر شركة تصدير زراعي إسرائيلية، بتصفية نفسها سنة 2011 بعد حملة مقاطعة ضخمة ضدها، حيث اضطر المزارعون إلى تصدير منتجاتهم من خلال شركات أخرى. كما اضطرت شركة "صودا ستريم" إلى وقف أعمالها في المستعمرات الإسرائيلية، بعد أن أدَّت حملات المقاطعة ضدها إلى إزالة الموردين بضائع الشركة من رفوفهم.