أكد د. عز الدين الكومي -وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة- أن ما حدث فى 3 يوليو هو انقلاب مكتمل الأركان. وأشار إلى أنه تم التخطيط له بعناية من بعض قادة الجيش والسفيرة الأمريكية والاستخبارات الأمريكية CIAوالموساد الصهيوني، بالإضافة إلي الدولة العميقة بمعناها الواسع. وقال: "يكفى أن أهم أربع مؤسسات كانت خارج السيطرة، وهى الجيش والقضاء والإعلام والشرطة، بل كانت تعمل ضد الرئيس مرسي، وتحيك المؤمرات ضده، ويكفى أن الرئيس مرسى تولى الرئاسة، وهو رئيس بلا صلاحيات فى ظل وجود المجلس العسكري". وذكر -في أول حوار صحفي له منذ الانقلاب العسكري مع موقع قناة الشرق- أن الانقلاب العسكرى كان غير متوقع، حتى من حذروا منه كان كلامهم ينحصر فى مكاسب الجيش ومؤسسات الدولة العميقة ومؤسسات الفساد المالى، لكن لم يعلن أحد إمكانية حدوث انقلاب عسكرى بعد قبول الجميع باللعبة الديمقراطية، مشيرًا إلي أن فكرة الانقلاب تبلورت خلال الأيام الآخيرة. وأوضح، وكيل لجنة حقوق الانسان بمجلس الشورى، أن من خرجوا فى 30 يونية لم يكن قصدهم الإنقلاب العسكري بقدر ما كان الدعوة لإنتخابات رئاسية مبكرة اعتمادا على أن شعبية "الإخوان" قد تدنت، لكن داخل الإطار الديمقراطى عبر الصناديق. وحول تحذير البعض من تكرار السيناريو الجزائري في مصر حال تأزم الأزمة، قال:" الثورات لا تستنسخ، وكذلك تجارب الشعوب لا يمكن أن تطبق بحذفيرها، نظرا لإختلاف طبائع وخصائص الشعوب، لذلك أزعم أن النموذج الجزائري لن يتكرر في مصر، لأن هذا الرهان فشل، لأن خيار الحراك الثوري في مصر انحاز منذ بدايته للسلمية على الرغم من أن صاحب شعار "سلميتنا أقوى من الرصاص" غيب فى غياهب السجون والمعتقلات -في إشارة للمرشد العام للإخوان الدكتور محمد بديع-، وعلى الرغم من الاستفزازات المتكررة من سلطات الانقلاب لجر الشباب إلى العنف". ولفت "الكومي" إلى أن الصراع فى الجزائر منذ البداية كان صراعًا مسلحًا بين الجيش من جهة وبين فصائل مسلحة من جهة أخرى والحركة الإسلامية المسلحة والجبهة الإسلامية للجهاد المسلح والجيش الإسلامى للإنقاذ، وهو الجناح المسلح للجبهة الإسلامية للإنقاذ كل ذلك يجعلنا نقطع بعدم تكرار النموذج الجزائى، مشدّدًا علي أن خيار العنف في مصر مرفوض من جميع أطراف الحراك الثورى تماما. وأوضح "الكومي" أن عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب، عاشق لكرسى الرئاسة، وهو أكثر شبقا من حمدين صباحى، وبالتالى قام بالإنقلاب ولم يكن مقاول حتى يترك الكرسى لغيره، لافتا إلي أن شعبية السيسي أتضحت من خلال الهاشتاج "انتخبوا العر.." الذي تجاوز أكثر من مليار مشاركة. وتابع: "حتى لو نجح السيسي في مسرحية الانتخابات الرئاسية، فالحراك الثورى لن يتوقف ومع استمرار الأزمات ستنضم شرائح جديدة ونصبح أمام موجة ثورية جديدة ستكون أشد ضراوة من سابقتها". وحول تقييمه للدور الذي يلعبه حمدين صباحي، قال:"حمدين مجبر أن يقوم بدور الكومبارس، فالرجل متورط فى تلقى أموال من جهات خارجية، وأبنته متورطة فى قضايا نصب، وينطبق عليه المثل العربى "مكره أخاك لا بطل"، وهو فى موقف لا يحسد عليه، وهم حددوا له حصته من تزوير الأصوات بحوالى مليون ونصف المليون، وهذا آخر فصول مسرحية صباحي". وشن "الكومي" هجوما حادا علي مواقف حزب النور الداعمة تماما لخارطة الطريق الانقلابية، قائلا:" حزب النور مواقفه معروفة سلفا، ونحن نعلم أنه صنيعة أمن الدولة، لضرب الإسلاميين وتفتيت كلمتهم، وحتي يوم 29 يونيو كانوا يقولون إن "شرعية الرئيس خط أحمر"، لكن يوم 3 يوليو جلس جلال مرة، أمين عام حزب النور، فى الصفوف الخلفية في أثناء تلاوة بيان الانقلاب، من أجل المصلحة العامة وحقن الماء!!. فلا مصلحة تحققت ولا دماء حقنت حتى اللحظة، وهناك مصلحة واحدة هى تجميل وجه الانقلاب القبيح، وعدم ملاحقة حزب النور، وعدم حل الحزب، وشهر العسل بين الانقلابيين والنور لن يدوم طويلا". وتعليقا على ما يحدث في سيناء، استطرد "الكومي"، قائلا: "ما يحدث فى سيناء هو العربون الذى قدمه السيسى للصهاينة ليبرهن على قيامه بحماية أمن إسرائيل، وهناك شهادات مؤكدة أن العمليات تتم ضد الأهالى العزل والضحايا معظمهم من النساء والأطفال". وأشار إلى أن التفجيرات التى تتم هنا وهناك هي بمعرفة الجيش والشرطة، ورأينا كيف يستعد المصورون بالكاميرات قبل الانفجار، ورأينا كيف تم التعامل مع جثة العميد طارق المرجاوى؟، وكيف تم دفنه فى أقل من نصف ساعة؟، والأن هناك أخبار عن سرقة جثته، حتى لا يتم تشريحها ويفتضح الأمر. ونوه "الكومي" إلى أن "الإخوان" جماعة بشرية مجتهدة، ومدت يدها للجميع وعرضت على حمدين صباحى وغيره المشاركة، لكن الجميع رفض المشاركة ورفض المساعدة، بهدف إضعاف الجماعة فى الشارع، ومن ثم تخفق فى أي استحقاق، مطالبًا المنظرين الذين يتهمون الجماعة بالوقوع في الكثير من الأخطاء أن يقولوا لنا وبموضوعية ما هي الأشياء التى أخطأ فيها "الإخوان" بنوع من التجرد، مؤكدًا أن كل من قابلهم يتحدثون عن عموميات، متسائلا :"إذا كان "الإخوان" فشلة وسلمنا لهم بذلك، لماذ انقلبوا على الفشلة؟ ولماذا لم يتركوا يلفظهم الشارع الذى أتى بهم؟". وأضاف أن من أبرز التحديات التى تواجه الإخوان الآن، هي التعامل مع المقبلين على الجماعة، وكيفية توظيف هذه الطاقات فى ظل الأوضاع الموجودة فى الشارع، والجماعة مطالبة بتقييم المرحلة والاستفادة من هذه التجربة بكل مكوناتها بحلوها ومرها، ومما لا شك فيه أن الجماعة تراجع مواقفها بين الحين والآخر، وتصحح مسارها بما يتلاءم مع أهدافها، وليست تسير بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة.