ماذا كان سيضير الديكتاتور عبدالفتاح السيسي وانقلابه العسكري لو استمع لرأي الخبراء والمراقبين وأصحاب الرأي والخبرة في 2015، بعمل توسعة حقيقية لمجرى القناة وقت شق التفريعة الثالثة للقناة، بدلا من التسرع والمباهاة بإنجاز المشروع في عام بدلا من ثلاثة أعوام ، بدعوى الإنجاز العسكري ورفع الروح المعنوية، وهو ما تسبب في خسائر مصر الملياريةّ! يوم السبت 15 مايو 2021م، قالت هيئة قناة السويس إنها بدأت أعمال التكريك في القناة لتوسيع حارة ثانية تسمح بالعبور في الاتجاهين. مشروع التطوير يعد استكمالاً لجهود تطوير المجرى الملاحي، التي بدأت مع افتتاح (تفريعة) قناة السويس الجديدة. العمل بالمشروع سيتم على عدة مراحل، على أن تشمل المرحلة الأولى تنفيذ مشروع ازدواج القناة بالبحيرات المرة الصغرى. يشار إلى أن مشروع الازدواج كان خبراء قد طالبوا به في أثناء شق التفريعة الثالثة لزيادة فعالية التوسعة إلا أن السيسي كان مشغولا بتسريع الإنجاز من أجل رفع الروح المعنوية للمصريين بعد سنة واحدة فقط من الانقلاب العسكري، وهو ما أضاع على المصريين 100 مليار جنيه دون فائدة، بسبب إيمان السيسي الراسخ بأن دراسات الجدوى والدراسات العلمية لا قيمة لها، وهو ما بدا واضحا من تهليل العسكر وإعلامهم بخزعبلات اللواء عبد العاطي مع جهاز الكفتة، ومن بعدها علاج وباء كورونا بالشلوللو والشاي التمويني! وأكد رئيس الهيئة على أهمية مشروع الازدواج الجاري تنفيذه في رفع كفاءة القناة، وتقليل زمن عبور السفن، علاوةً على زيادة عامل الأمان الملاحي في المنطقة الجنوبية، عبر زيادة مناطق الازدواج في هذه المنطقة بما يعادل نسبة 25% من مسافة ال40 كيلومترا التي لا يوجد بها ازدواج في المجرى الملاحي للقناة، في منطقة الجنوب. يشار إلى أن مشروع التطوير سيشمل 50 كيلومترا في الجزء الجنوبي من القناة "من الكيلو 122 إلى الكيلو 162 عند خليج السويس". وأكد أنه ستتم "التوسعة 40 مترا جهة الشرق والتعميق من 66 قدما إلى 72 قدما" مشيرا إلى أن هذا التطوير "سيستغرق 24 شهرا". ويستهدف المشروع ازدواج المنطقة من الكيلو 122 إلى الكيلو 132 بطول 10 كيلومترات، تُضاف إلى التفريعة الجديدة، ليصبح طولها 82 كيلومتراً بدلاً من 72 كيلومتراً، بالإضافة إلى توسعة وتعميق المنطقة الجنوبية للقناة التي علقت بها الناقلة الضخمة "إيفر جيفين " شهر مارس الماضي، بداية من الكيلو 132 وحتى الكيلو 162. وجنحت السفينة "إيفر جيفين" في 23 مارس وتوقفت في عرض مجرى قناة السويس فعطلت الملاحة في الاتجاهين. وأدّى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل زاد على 420 سفينة، إلا أنه في الثالث من إبريل، أعلنت الهيئة انتهاء أزمة الملاحة وعبور كافة السفن المنتظرة. وتعد قناة السويس منشأة حيوية بالغة الأهمية لمصر التي خسرت وفق الهيئة ما بين 12 مليونا و15 مليون دولار من عائداتها يوميا جراء تعطّل حركة العبور.