حظيت نظريات قياس تأثير انهيار سد النهضة، سواء كان بعمل عسكري أم نتيجة ضعف بنيته التحتية وتهافت أساساته، إلى خلاف بين من يطمئن من أثر ذلك انحدار نحو 73 مليار متر مكعب من المياه دفعة واحدة، وفريق يرى بإمكانية تشتيت هذه الدفعة دون وصولها لدول المصب، وآخرون يحذرون على أشد ما يكون من خطورة انحدار المياه من مستوى 4000 متر فوق سطح البحر، نزولا إلى الدلتا والوادي فتفتت كل ما في طريقها. وعلى مواقع التواصل نشر العديد من الناشطين ورقة أو نقاط منها دراسة للدكتور فيصل أيوب ميرغني، وهو باحث في الدراسات المائية والبيئة، مقيم بلندن بحسب ما نشر الناشطين. وقال "ميرغني" إنه في حالة انهيار سد النهضة تحت أي سبب بصورة تلقائية سيغرق السد السودان، ويجرف كل السدود أمامه لتكون كمية الماء في بحيرة ناصر 207 مليار متر مكعب، والتي برأيه ستقتلع السد العالي لتتحرك المياه بقوة دفع من ارتفاع 76 مترا. وأضاف أن قوة الضغط المائي سوف تجرف المدن والقرى والطرق والكباري علي ضفاف النهر بالإضافة إلي تدمير 300 جزيرة بمجري النهر، وذلك علي امتداد مسافة طولها 1536 كم من الجنوب إلى الشمال حيث يسير النهر في اتجاهات متعددة. وفي تفصيل للأثر الفعلي، أشار إلى أن الماء سيدمر الدلتا، ويرتفع بين فرعي دمياط ورشيد، مابين 15 إلي 20 متر، وسيفني ذلك سكان الدلتا وسوف تغرق الفيوم عن بكرة أبيها لأنها تنخفض عن سطح البحر بنحو 45 مترا، وستغطي المياه بها مساحة 1700 كم² بارتفاع يقترب من 50 متر. ملايين الغرقى وفي نظرية "ميرغني" فإن عدد الغرقى سيتجاوز عشرات الملايين، وسيكون من المستحيل نقل ما يقرب 70 مليون مواطن في وقت واحد، علاوة علي المشاكل في إمدادات الطاقة التي قد تلازم الأزمة، أضف إلي ذلك الدمار الذي سوف يلحق بالبيئة الزراعية والثروة الحيوانية، والمصانع ، والمطارات والقواعد العسكرية في نطاق المياه المنحدرة. ولفت إلى أن الخسائر تتجاوز عدة تريليونات، وقد تتفاوت الخسائر حسب وقت الانهيار لا قدر الله حسب كمية الماء ببحيرة السد العالي الذي سيتم تدميره مع انهيار سد الخراب الإثيوبي. وقال إن "سد النهضة بالنسبة لمصر والسودان هو سد يوم القيامة الذي يهدد بإفناء مصر والسودان عن بكرة أبيهما وتحويلها إلى بحيرة تحوم فوقها الطيور الكاسرة بحثاً عن الجيف، وستعود مصر والسودان إلى عصر ما بعد الطوفان، أرض بلا حياة". متوقعا أن تكون الحادثة كارثة كونية محلية في مصر والسودان فقط، وخرابا شاملا لا يبقي حجرا على حجر. وأول "ميرغني" قرار إثيوبيا بناء السد على حدودها الشمالية مع السودان -40 كيلومتراً تقريباً من الحدود الاثيوبية السودانية- أن الاحتمال الأكبر هو ان ينهار السد الإثيوبي، في الوقت الذي لن تتضرر فيه أراضي إثيوبيا. واعتبر أن سد النهضة هو شيطان الخراب الذي يفتح فمه وتلتمع أنيابه للانقضاض على مصر؛ مضيفا أنه سيفني مصر ويحولها إلى بحيرة ويشطبها من سجل الشعوب، متوقعا أن يكون الحل العسكري مقبولاً ومطلوباً ولا غنى عنه قبل تخزين المياه في السد. السودان فقط من جانبه، قال الدكتور محمد حافظ، أستاذ السدود في ماليزيا إن التأثير السلبي على السودان فقط لكن مصر يمكنها استقبال الماء بشكل عادي بعد أن يستوعب مفيض توشكي المياه الزائدة. ولكنه في تعليق سابق قال إنه في حالة انهيار منظومة السدود الاثيوبية نتيجة زلزال طبيعي قادم من الشرق الأقصي أو زلزال محلي ناتج عن تحرك طبقات الأرض تحت الأحمال المائية الجديدة. ففي حالة إنهيار أعلى تلك السدود كارادوبي سيعقبه إنهيار السدود الثلاثة الموجودة أسفله. وأضاف "عندئذ فحجم الفيضان لن يكون 74 مليار مثل حالة انهيار سد النهضة بل قرابة 200 مليار متر مكعب تنهمر في على منسوب يقارب 1500 فوق سطح البحر بالقرب من بحيرة تانا في إثيوبيا في اتجاه دولة السودان لتمسحها من على الوجود، ثم تصل لبحيرة ناصر والتي لايمكنها تحمل كل تلك الأحمال خلال فترة زمنية قصيرة مما سينتج عنها إنهيار للسد العالي تماما تحت تدفقات تعادل أكثر من 200 مليار متر مكعب مضاف إليها مخزون سدود السودان.