بحث قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي مع نظيره الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي مفاوضات سد النهضة المتعثرة، ووفقا للبيان الذي صدر عقب استقبال السيسي للرئيس الكيني فإنه " تم الاتفاق على تعزيز التنسيق والمداولات المشتركة لمتابعة تطورات ملف السد". فيما تسعى إلى المساهمة في إنشاء سد على نهر الكونغو لتنفيذ مشاريع في مجالي الكهرباء والبنية التحتية. جاءت زيارة "تشيسيكيدي" للقاهرة بمناسبة استعداد الكونغو لتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي، وأعرب عن تفاؤله بأن تتوصل مصر وإثيوبيا والسودان إلى حل لترسيخ التعايش السلمي بينها. وما زالت المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة متعثرة، وقد عقدت الجولة الأخيرة من المحادثات برعاية الاتحاد الإفريقي يوم 10 يناير دون تحقيق أي تقدم في التوصل إلى اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد. ويعتقد محللون وخبراء مصريون تحدثوا لموقع "المونيتور" الإخباري الأمريكي على الإنترنت أن الاتحاد الإفريقي سينسق بين الأطراف الثلاثة لحلّ الأزمة. وقالوا إنه على الرغم من تصريحات الكونغو إلا أنها لا تستطيع الوقوف إلى جانب نظام السيسي وحدها في مفاوضات "سد النهضة"، والأمر متروك في نهاية المطاف للدول الثلاث للدخول في مفاوضات جادة وإظهار المرونة. وقال وزير الري والموارد المائية بحكومة الانقلاب السابق محمد نصر الدين علام للموقع: "تعتمد مساهمة جمهورية الكونغو الديمقراطية في أزمة السد على سلوك إثيوبيا، وإذا تعاونت إثيوبيا، فإن المهمة ستكون أسهل، وينسق الاتحاد الإفريقي بين مختلف الأطراف للتوصل إلى حل، وإذا كان هناك توقف، فلن يتغير شيء، تماما كما لم يتم تحقيق إنجازات كبيرة خلال سنة ولاية جنوب إفريقيا". وأضاف علام: " ليست مهمة سهلة ويجب على إثيوبيا أن تدرك أن المفاوضات الجارية تحت رعاية الاتحاد الإفريقى هى الفرصة الأخيرة للتفاوض تحت رعاية إفريقيا وإذا فشلت المحادثات ستكون هناك خيارات أخرى باللجوء إلى الأطراف الدولية. وقال عباس الشراقي، مدير إدارة الموارد الطبيعية في معهد الدراسات والبحوث الإفريقية بجامعة القاهرة: إن العلاقات بين حكومة السيسي والكونغو الديمقراطية من أفضل العلاقات مع دول حوض النيل، مضيفا أن هذه العلاقات لا تقتصر على قضية سد النهضة، وهناك تعاون واسع في المجالات الأخرى بين البلدين انعكس مؤخرا في زيارة قافلة عسكرية مصرية إلى الكونغو الديمقراطية يوم 30 سبتمبر في إطار مشروع جعل نهر الكونغو للملاحة. وأضاف شراقي: "هناك اتفاقات أخرى بين حكومة السيسي والكونغو الديمقراطية لتنفيذ مشاريع في مجالي الكهرباء والبنية التحتية.. والمحادثات حول مشاريع أخرى لا تزال قائمة". مختتما تصريحاته بالقول: "إنني لا أراهن كثيرا على دور الاتحاد الإفريقى لأنه لا يتمتع بآليات نفوذ في إفريقيا ولكن حكومة السيسي سلكت هذا المسار الأخير الذي اقترحه الاتحاد الإفريقي تحت رعاية جنوب إفريقيا لإثبات نواياها الحسنة، وفي نهاية المطاف، تريد مصر التوصل إلى اتفاق ملزم في إطار السد بأي طريقة ممكنة". وفي الوقت نفسه، تدرس سلطات الانقلاب المشاركة في بناء وإعداد سد إنغا على نهر الكونغو، وقال مصدر في وزارة الكهرباء بحكومة الانقلاب إنه "يجري الاتفاق على المشاركة في مشروع سد إنغا، وستنفذ العديد من الشركات المصرية الخاصة المشروع على أرض الواقع تحت إشراف الوزارة لضمان جودة تنفيذ عالية، وفقا للاتفاقية التي تجري مناقشتها". https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2021/02/egypt-congo-african-union-ethiopia-sudan-gerd-negotiations.html