قالت صحيفة "المونيتور" إن قائد عصابة الانقلاب عبد الفتاح السيسى أكد دعمه لجمهورية الكونغو الديمقراطية لرئاسة الاتحاد الأفريقي لقيادة العمل الأفريقي المشترك العام المقبل، وأبرزها أزمة سد النهضة الإثيوبي بعد فشله الذريع فى حل الأزمة وتوقيعه المهين على اتقاف الخرطوم عام 2015 الذى حرم مصر من حقوقها التاريخية فى مياه النيل . استضاف في 4 نوفمبر وفداً كونغولياً رفيع المستوى برئاسة فورتنا بيزلي، المستشار الخاص لرئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقال المتحدث باسم رئاسة الانقلاب بسام راضي في بيان إن بيزلي نقل خلال اللقاء رسالة إلى السيسي من الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، أعرب فيها عن تقديره العميق لدعم مصر غير المحدود للحفاظ على السلام والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية ودعمها الدؤوب في كافة المحافل الإقليمية والدولية. كما أشاد الوفد بالعلاقات الأخوية المتميزة والصداقة بين البلدين، وأعرب عن استعداد جمهورية الكونغو الديمقراطية لتعزيز العلاقات الثنائية على كافة المستويات، خاصة في المجالات المتعلقة بالتنمية. من جانبه، أكد المنقلب السيسي أن مصر ستواصل دعم جمهورية الكونغو الديمقراطية على كافة المستويات بما يحقق الاستقرار والتنمية والتقدم، في إطار العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين التي تمثل نموذجاً للتعاون والتنسيق المشترك داخل القارة الأفريقية. وقال رادى إن الاجتماع تناول عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الإفريقية خاصة وان الكونغو الديمقراطية تستعد لتولى رئاسة الاتحاد الأفريقى، وأكد السيسي دعم مصر لجمهورية الكونغو الديمقراطية خلال رئاستها المقبلة للاتحاد الأفريقي، كما أعرب عن ثقته في نجاح تشيسيكيدي في تحمل هذه المسؤولية الهامة لقيادة العمل الأفريقي المشترك خلال العام المقبل. وقالت حورية مجاهد، أستاذة النظم السياسية الأفريقية والتفكير في جامعة القاهرة، ل"المونيتور" إن نظام السيسي يسعى لبناء علاقات قوية مع جميع الدول الأفريقية، وأنه يسعى حاليا إلى توسيع قاعدة علاقاته مع القارة الإفريقية". وأضافت أنه بعد تولي جمهورية الكونغو الديمقراطية رئاسة الاتحاد الأفريقي في فبراير 2021، سيكون لها دور في أزمة سد النهضة الإثيوبي الكبير بين مصر وإثيوبيا، مضيفة "إنها (الكونغو) واحدة من دول حوض النيل وقد تنهي الصراع بين البلدين (مصر وإثيوبيا)". إن قرار الاتحاد الأفريقي في أزمة السد ليس ملزماً، ويتمتع أطراف النزاع بسلطة تقديرية للموافقة عليه أو رفضه، ولكن يبدو أن جمهورية الكونغو الديمقراطية مصرة على استغلال علاقتها مع مصر وإثيوبيا لحل النزاع. وأشادت أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، بعلاقة نظام السيسي مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، قائلة "لقد دعمت جمهورية الكونغو الديمقراطية الدولة المصرية في اتفاقية عنتيبي وفي قضية حوض النيل، صحيح أن رئاسة الاتحاد الأفريقي لا تملك صلاحيات لإنهاء أزمة ال "سد النهضة"، لكنها قد تعطي رأياً استشارياً". وتعتقد الطويل أن جمهورية الكونغو الديمقراطية سيكون لها دور إيجابي لصالح مصر في أزمة سد النهضة، مضيفة "أن الأزمة بين مصر وإثيوبيا تحتاج إلى تدخل من المجتمع الدولي إلى جانب الاتحاد الأفريقي". من جانبه، قال مصطفى الجمل، مدير مركز البحوث العربية والأفريقية، ل"المونيتور" إن حكومة السيسي تدعم جمهورية الكونغو الديمقراطية في العديد من القضايا وأيضاً في رئاسة الاتحاد الأفريقي، بهدف استكمال مشروع نهر الكونغو، هذا المشروع سيعود بالنفع على مصر في المستقبل، على الرغم من أنه مكلف، والاتفاقات مع دول حوض الأنهار والتنفيذ سيستغرق وقتا طويلا". ويعتقد الجمل أن الاتحاد الأفريقي لن يتخذ أي قرار بشأن قضية سد النهضة "وفي حالة اتخاذ قرار بشأن أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، فلن يتم تنفيذه. ترأست مصر الاتحاد الأفريقي لكنها فشلت في إثارة قضية سد النهضة لأنها كانت مقتنعة بأن ذلك لن يساعد على حل الأزمة، كانت مصر في وضع حرج ولم تتمكن من إثارة قضية السد خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي".
وأضاف الجمل أن الصراع حول مياه نهر النيل بين مصر وإثيوبيا لن ينتهى إلا عندما يتوصل البلدان إلى حل سياسى من خلال التحكيم أو بعد تدخل الولاياتالمتحدة أو مجلس الأمن الدولي وحذر من أن "مصر ستعاني من ندرة المياه إذا قامت إثيوبيا باستكمال بناء السد". وفي الوقت نفسه، قال محمد عبد الكريم أحمد، منسق الأبحاث في وحدة أفريقيا في معهد دراسات المستقبل في بيروت، إن مصر تتبع نهجاً دبلوماسياً إيجابياً مع جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ استيلاء السيسي على منصبه لأسباب عديدة. وأوضح ل"المونيتور" أن مصر تسعى إلى تفكيك محاذاة دول حوض النيل خلف إثيوبيا، وهو ما نجحت في القيام به إلى حد كبير، وتسعى القاهرة أيضاً إلى تعزيز وجودها في القارة [الأفريقية] إلى جانب أحد أهم حلفاء الولاياتالمتحدة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (جمهورية الكونغو الديمقراطية) بعد زوال نظام كابيلا في عام 2019". وعلى صعيد آخر، يرى أحمد أن القاهرة تنظر إلى رئاسة جنوب أفريقيا للاتحاد الأفريقي على أنها تجربة سلبية للغاية، وقال " إن جنوب أفريقيا قد خلت من وساطة الاتحاد الإفريقي فى محادثات سد النهضة من جديتها وفشلت فى فرض جداول زمنية ملزمة على أديس أبابا، بل إنها مكنت إثيوبيا من القيام بمناورات متكررة لتفادي الالتزام بالقواعد التي وضعها الوسيط". وأشار أحمد إلى " أن الكونغو الديمقراطية ، وهى دولة فى حوض النيل ذات موقف أكثر تفهما وتوازنا إزاء أزمة السد، يمكن أن تظهر مرونة وتفهما أكبر للمخاوف المصرية، من خلال تولى رئاسة الاتحاد الأفريقي " .