ما أشبه الليلة بالبارحة، فمازال عسكر مصر يصرّ على تشريد آلاف المصريين انتقامًا منهم على طول السنوات السبع العجاف الحالية. وتأتي عملية تشريد المصريين وهدم منازلهم ضمن حملة هي الأوسع يقودها السيسي بنفسه لإخلاء أهم المناطق الحيوية من سكانها وخاصة الواقعة على النيل مثل الوراق ومثلث ماسبيرو و14 جزيرة أخرى في النيل. إيه الحكاية؟ 11 ألف مصري يعيشون على "جزيرة الذهب" التي تقع بين محافظتي القاهرةوالجيزة، وتتبع إداريًا قسم الجيزة، ويعاني سكان الجزيرة من غياب كامل للخدمات والمرافق، وكأنهم سقطوا من حركة الزمن، ومن حسابات الحكومة، التي لم تبخل عليهم ب"همّ" جديد إضافة لهمومهم الدائمة، إذ أعلنت حكومة االانقلاب عن بدء تشريد أكثر من 1000 أسرة من أجل إنشاء كوبرى "تحيا مصر" فى إطار سلسلة الكبارى والأنفاق التى غزت مصر. الكارثة التى تلاحق الأهالى، عندما تأكدت نية الحكومة من خلال بدء التشريد وتهديد الأهالى بعمل محاضر مخالفة ما لم يتم إخلاء المنازل وترك أراضيهم التى عاشوا وتربوا عليها طوال 60 عامًا. https://www.facebook.com/watch/?v=2800223626902535 جزيرة الوراق بعد عامين من اقتحام قوات الانقلاب العسكري من الجيش والشرطة جزيرة الوراق؛ ما زال الاضطهاد والتهجير القسري يتم على قدم وساق من أجل أموال الإمارتيين مقابل طرد السكان من أراضيهم، واندلعت أحداث جزيرة الوراق، في 16 يوليو 2017، بعد حديث للسيسي عن ضرورة إخلائها؛ إذ أقدمت قوات من الجيش والشرطة على إزالة وهدم نحو 18 منزلًا من منازل الجزيرة، وهو ما صاحبه اشتباكات دامية بين الأهالي وقوات الأمن، التي بادرت بإطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيلة للدموع صوب المحتجين؛ ما أدى إلى مقتل أحد أهالي الجزيرة واندلاع مواجهات عنيفة بين أمن الانقلاب والأهالي. مثلث ماسبيرو وقبل اقتحام "جزيرة الوراق"، كانت شقيقتها من سكان منطقة “مثلث ماسبيرو” على نفس الخطى، حتى بدأ العسكر في تهجير الأهالي بعدما شوهدوا وهم يحملون أثاث منازلهم بعد تهجيرهم قسريا وكرها وترهيبا، لتسليمها لقادة الانقلاب لبيعها للأجانب وأصحاب الرز بملايين الدولارت. نزلة السمان واستمرارًا لذاك النهج، يعيش أهالي منطقة نزلة السمان الذين جاء الدور عليهم ليذوقوا مرارة طمع رجال أعمال عرب وأجانب ومصريين امتدت أعينهم إلى هذه المنطقة الحيوية فامتدت إليها بالتالي أيدي قوات السيسي خدمة لمن يدفع أكثر ولو على حساب حقوق الشعب المغلوب على أمره. رغم رفض الأهالي جريمة إخلائهم وتهجيرهم قسريًّا، والتي تتم تحت التهديد لبيعها لأصحاب النفوذ ورجال الأعمال المقربين من النظام، وفيما تتحجج حكومة الانقلاب بأنها عرضت على أهالي نزلة السمان إخلاء منازلهم مقابل تعويض مالي أو وحدات سكنية بديلة يتخوف الأهالي من أن يكون مصيرهم مثل مصير أهالي مثلث ماسبيرو الذي صدقوا وعود الحكومة وأخلوا منازلهم ثم لم يحصلوا على التعويضات حتى الآن ودخلوا في متاهة الحكومة التائهة أصلا. تشريد 100 ألف شخص بدوره أعرب الناشط السياسي محمد شريف كامل عن استيائه من الانتهاكات التي ارتكبتها سلطات الانقلاب بحق الأهالي فى مناطق عدة بمصر. وأضاف كامل أن الحملة التي تشنها حكومة السيسي ستؤدي إلى تشريد 100 ألف شخص، مضيفا أن كل مخالفات البناء على أملاك الدولة يتم تسويتها، وحتى في حالة عدم امتلاك الأهالي عقود ملكية يتم التصالح مع الدولة وتسوية الخلاف ودفع الغرامة المقررة. وأوضح أن الدولة لها الحق في إجراء مشروعات تطوير حضارية دون المساس بحقوق المواطنين، لكن لا بد من وجود لجنة متخصصة وأن يتم تطبيق هذا الأمر بالتدرج، مع تكوين هناك لجنة مشتركة بين الدولة والأهالي لحل مشكلات البلد.