طرح عدد من الحقوقيين أسئلة تتعلق بأسباب باختيار تنفيذ حكم الإعدام بحق 3 مواطنين بالقضية رقم 12749 لسنة 2013 جنايات مركز كرداسة و المعروفة ب "اقتحام قسم شرطة كرداسة" و هم كل من، سعيد صالح عمار، شحات الغزلاني عمار، وأحمد محمد الشاهد. والإجابة يمكن أن تنحصر بأمرين الأول هو الخوف من يكون الحكم صادما ل"كرداسة" الثائرة على الظلم بطبيعة الحال، لاسيما وأن بين المحكوم عليهم بالإعدام الشيخ عبد الرحيم عبد الحليم جبريل، مُدرِس القرآن البالغ من العمر 80 عامًا والصادر ضده حكم بالإعدام من محكمة مسيسة بهزلية كرداسة، رغم تأكيد شهود النفي عدم تواجده في الأحداث التي تعود لشهر سبتمبر 2013. وقبع الشيح لفترة في سجن 430 المشدد بوادي النطرون منذ أكثر من خمس سنوات على خلفية تهمة التحريض علي حرق قسم كرداسة، ومنذ قرابة العام ونصف تم وضعه في عنبر الإعدام هو واثنان آخران في مساحة 2م ×3م لا يوجد به ماء ولا مرحاض ولا كهرباء ولا تهوية لتتصاعد معاناتهم بشكل بالغ حيث لا يفتح لهم الباب فى اليوم إلا ساعة واحدة فقط لقضاء حوائجهم، دون مراعاة لسن الشيخ ولا حالته الصحية. ويعتبر الشيح عبدالرحيم جبريل أكبر المعتقلين سنا حيث ولد في 7 أغسطس 1940، وأتم حفظ القرآن الكريم بأحد الكتاتيب في عمر 8 سنوات، كما علم القرآن لأجيال كثيرة ورغم أنه لم يتم تعليمه لكنه يقرأ ويكتب ويتمتع بشهرة أنه أفضل خطاط عربي ويجيد اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة. ولديه 10 أبناء و25 حفيدا وهم ما بين طبيب ومهندس ومعلمات وطلاب بالجامعة وتوفى له محمد ومحمود ويشهد له الجميع بحسن الخلق والخير والمروة. والشيخ جبريل شارك في حرب اليمن وحرب 1967 وحرب أكتوبر 1973، والتحق للعمل بوزارة الإعلام في مبنى ماسبيرو، كفني تبريد وتكييف بعد إنهائه الخدمة العسكرية. الإعدام باطل والقضية الهزلية بحسب المحامين بها عوار قانوني فالدليل الوحيد كانت تحريات وشهادة الأمن الوطني والشاهد الوحيد في القضية هو شاهد الإثبات الذي تضاربت أقواله أمام قاضى العسكر محمد شيرين فهمي مع محضر النيابة الذى أدرج الشيخ في القضية الهزلية. حتى إنه في اقتحام جديد تم في 19 سبتمبر 2013، نقلت (DW) عن "مصدر أمني" ذكره في وقت سابق أن اقتحام كرداسة "تلك العملية تستهدف في الأساس تمشيط المنطقة والقبض على عناصر محددة معروفة سلفا وتم تحديد أماكنها بدقة ومنهم مرتكبو حادث الهجوم على قسم شرطة كرداسة". وهو نفس اليوم الذي، اعتقلت فيه مليشيات الشرطة الشيخ جبريل، ضمن 156 من أهالي كرداسة، وفى 2015 حكمت محكمة الجنايات، برئاسة قاضى الإعدامات الشهير ناجي شحاتة، بالإعدام عليه ضمن 183، قبل أن يتم نقض الحكم من قبل محكمة النقض في 2016 وإعادة محاكمتهم بتأييد إعدام 20 منهم جبريل. وهي إشارة بحسب القانونيون أن الإعدام لا يكون إلا في حالات التلبس أما من اعتقل ومنهم الشيخ عبدالرحيم جبريل وبقية المحكومين بالإعدام (16) شخصا بخلافه وخلاف من أعدموا اليوم الأحد فألقت الشرطة القبض عليهم من بيوتهم وأعدتهم كمتهمين جاهزين بديلا عن من قتل بقسم شرطة كرداسة وعددهم 11 شرطيا، ونسب الحادث وقتها إلى بلطجية معروفون بالاسم في كرداسة لأسباب مختلفة. شاهد ما شفش حاجة الطريف أنه وأمام القاضي شيرين فهمي نفى (الشاهد) الذي أحضره الأمن الوطني، عدم قوله ما ذكر في محضر النيابة أو رؤيته للشيخ وهو يحرض على اقتحام مركز الشرطة مؤكدا أنه لا يجيد القراءة أو الكتابة ولم يعرف ماذا كتب في محضر النيابة. وشاهد الإثبات الوحيد "مصطفى عادل" هو نفسه شاهد النفي؛ حيث وثّق شهادته وقال فيها: لم أقل أبدًا إن الشيخ جبريل حرّض الأهالي أو قتل أحدا؛ لأنني ببساطة لم أره ولا أعرف القراءة ولا الكتابة.. فقط قالوا لي امضِ هنا". وتجاهل "محمد شيرين فهمى" الشهادة الموثقة وحكم بإعدام فضيلة الشيخ، فى 2017 والذى تم تأييده في وقت لاحق للحكم الجائر من محكمة النقض فى 2018 وأصبح قابلا للتنفيذ في أى لحظة، ما دفع محامى الشيخ لتقديم طلب التماس بإعادة النظر. محامى الشيخ أكد أن شهادة الشاهد بالنفي مسجلة في محضر جلسات القضية وموثقة بالشهر العقاري، بالإضافة إلى ذلك يوجد شهادتان من اثنين من المواطنين المعروف عنهم حسن السير والسلوك وموثقة بالشهر العقارى قدمت للمحكمة بأنهم كانوا متواجدين مع الشيخ عبد الرحيم طوال اليوم بمحيط وداخل مسجد ابو حجازة بكرداسة ولم يذهب ناحية قسم الشرطة ورغم ذلك لم يعتد بشهادتهما، رغم أنها كفيلة بفك قيد حكم الإعدام من على رقبته. وفى محكمة النقض كانت الفاجعة عندما ضربت بالشهادة الموثقة عرض الحائط وأيدت الإعدام للشيخ، بعد خمس سنوات من جلسات ومحاكمات لشيخ مُسن وبعد حكم الإعدام والنقض ورفضه تم تأييده بما يعكس فجر الخصومة السياسية والتي لم تفرق بين المسنين والنساء والأطفال فى ظل تواصل الانتهاكات الحقوقية والاعتقالات التعسفية والإخفاء القسرى لكل الفئات ليبقى السؤال إلي متي تزهق الأرواح ظلماً ولا يحرك ضمير العالم الإنساني ساكنًا؟! وفي نوفمبر الماضي، طالبت حملة "أوقفوا الإعدامات" بالحياة لفضيلة الشيخ عبد الرحيم جبريل، أكبر سجين سياسي يقبع فى سجون الانقلاب؛ حيث يبلغ من العمر 80 عامًا، وصدر ضده حكمٌ جائرٌ ومسيسٌ بالإعدام في هزلية اقتحام مركز شرطة كرداسة.