أثار إعلان البحرين والكيان الصهيوني موافقتهما على توقيع اتفاق "تطبيع" بينهما، ردود أفعال انقسمت بين الإدانة والترحيب. ولكن اللافت هذه المرة أن المنقلب عبد الفتاح السيسي كان أسرع من البحرينيين أنفسهم في تقديم التبريكات والتهاني على الإعلان البحريني المتوقع سلفا منذ جولة كوشنر بالمنطقة أول سبتمبر الجاري. وكتب السيسي عبر حسابه على "تويتر" مثمنا الخطوة الخيانية ومعتبرا إياها خطوة "تاريخية"، وقال "تابعت باهتمام بالغ البيان الثلاثي الصادر من الولاياتالمتحدةالأمريكية و البحرين و إسرائيل بشأن التوافق حول إقامة علاقات دبلوماسية بين مملكة البحرين و إسرائيل". وفي تغريدة تالية قال "وإذ اثمن هذه الخطوة الهامة نحو إرساء الاستقرار و السلام في منطقة الشرق الأوسط وبما يحقق التسوية العادلة و الدائمة للقضية الفلسطينية.. أتقدم بالشكر لكل القائمين علي تنفيذ هذه الخطوة التاريخية". فلسطين ترفض ومن الجانب الفلسطيني المعني بالتعامل مع الصهاينة نددت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" ومن ثم السلطة الفلسطينية باتفاق تطبيع العلاقات بين البحرين والكيان الصهيوني. واعتبرت حركة "حماس" الاتفاق البحريني الإسرائيلي ردة تاريخية ورذيلة دبلوماسية وطعنة غادرة للقضية الفلسطينية. مؤكدة أن حكام الإماراتوالبحرين قبلوا بتطبيق صفقة القرن على حساب عدالة القضية الفلسطينية. وأضافت حركة "حما س" أن تطبيع البحرين إصرار على تطبيق بنود صفقة القرن التي تصفي القضية الفلسطينية. وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، إن "انضمام هذه الدول لمسار التطبيع يجعلها شريكة في صفقة القرن (الأمريكية)، التي تشكل عدوانا على شعبنا"، مؤكدا أن "هذا المسار بالتأكيد يشكل ضررا بالغا على القضية الفلسطينية، ودعما للاحتلال والرواية الصهيونية". بدورها، اعتبرت حركة "الجهاد" أن الاتفاق يعكس وصاية أمريكية على البحرين، وأن ملكها وحكومتها يتصرفون بأوامر أمريكية. ومن جانبها، أكدت منظمة التحرير الفلسطينية، أنها تعتبر تطبيع البحرين للعلاقات مع "إسرائيل" "طعنة غادرة أخرى توجه إلى القضية". وأعلن صائب عريقات كبير مفاوضي الوفد الفلسطيني وعضو منظمة التحرير أن السلطة "قررت استدعاء السفير الفلسطيني في المنامة"، في رد فعل قوي على الاتفاق البحريني الصهيوني، بحسب مراقبين. البحرين تؤكد وأكدت وكالة أنباء البحرين ما قاله دونالد ترامب ونقلت عن الملك أنه أكد خلال اتصال مع ترامب ونتنياهو على ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل وفقا لحل الدولتين، ونقلت عن "مستشار ملك البحرين" قوله: إعلان إقامة العلاقات بين المملكة و"إسرائيل" يؤكد على أن السلام العادل والشامل هو ضمان لحقوق الشعب الفلسطيني. واعتبر مستشار ملك البحرين أن "إعلان إقامة علاقات بين المملكة وإسرائيل يأتي في مسار أمن المنطقة واستقرارها". وأعلنت وكالة أنباء البحرين أن البحرين قبلت دعوة الرئيس الأمريكي لحضور مراسم توقيع الاتفاقية بين الإمارات و"إسرائيل" بتاريخ 15 سبتمبر الجاري، في البيت الأبيض، حيث سيقوم كل من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني بتوقيع إعلان السلام. رفض بحريني ووصفت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، كبرى الجمعيات السياسية المعارضة في البحرين، الاتفاق بين النظام البحريني والكيان الصهيوني بأنه "خيانة عظمى للإسلام والعروبة وخروج عن الإجماع الإسلامي والعربي والوطني". وشددت في بيان لها (الجمعة 11 سبتمبر 2020) عن أنه لا شرعية لموقف النظام البحريني في التطبيع مع الصهاينة "فلا النظام البحريني يملك شرعية لعقد اتفاق مع الصهاينة، والكيان الغاصب هو كيان غير شرعي". وأكدت الوفاق أن شعب البحرين بكل أطيافه ومكوناته الدينية والسياسية والفكرية والمجتمعية مجمعٌ على التمسك بفلسطين ويرفض الكيان الصهيوني برمته ويقف مع فلسطين حتى تحرير آخر حبة من ترابٍ منه. وختمت بالقول إن التطبيع مع الكيان الصهيوني "تضاد صارخ مع إرادة شعب البحرين وانقلاب على عقيدته المبدئية في رفض احتلال فلسطين وانسجام تام مع الإرهاب الصهيوني واعتراف له بحق قتل وتعذيب وتهجير اخوة الدين وأبناء العروبة وشركاء الإنسانية" على حد قولها. ترحيب صهيوني واستقبت وسائل إعلام صهيونية إعلان ترامب بحديث عن أن البحرين ستكون الدولة الخليجية الثانية التي تُقْدِم على تطبيع العلاقات وأن ولي العهد البحريني سيكون حاضرا في احتفالية التطبيع الاماراتي الصهيوني بالبيت الأبيض. ومساء الجمعة، أعلن ترامب انضمام البحرين إلى قافلة التطبيع مع الكيان الصهيوني فيما أعلن نتنياهو إقامة علاقات دبلوماسية مع ذلك البلد. وقال ترامب إن الاتفاق يتم بموجبه اقامة علاقات دبلوماسية كاملة واقامة سفارات والتعاون الاقتصادي والعلمي وغيرها من المجالات بين البلدين. وادعى ترامب أن "الفلسطينيين سيأتون "للسلام" حينما يرون أن جميع أصدقائهم يأتون".