رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من موجة ثانية لفيروس كورونا أكثر شراسة من الموجة الأولى خلال الخريف المقبل ومطالبتها دول العالم بعدم عودة المدارس، حتى لا تقع كوارث بين اللاطب خاصة التلاميذ صغار السن، إلا أن وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى بحكومة الانقلاب أعلنت عودة الدراسة بالمدارس والجامعات وحددت لذلك يوم 17 أكتوبر القادم، وزعمت الوزاراتان أنهما استعدتا لحدوث أية طوارئ، وأنه سيتم فرض إجراءات وقائية واحترازية مشددة، وتجهيز أطقم طبية خاصة بالمدارس كثيفة الأعداد بجانب غرف معقمة للتعامل مع الحالات التى تظهر عليها أعراض الإصابة بفيروس كورونا. فى المقابل حذر الأطباء من عودة الدراسة بشكلها التقليدي، مؤكدين أن ذلك يمثل خطرا كبيرا على الطلاب، خاصة فى ظل كثافة الفصول المرتفعة وزحام المدارس. وقالوا إن الإمكانات الصحية المتوافرة فى مصر لا تستطيع التعامل مع إصابات كثيرة تصل لحد الكارثة، مطالبين بأن تكون الدراسة "أون لاين" من أجل حماية أبنائنا الطلاب. كانت منظمة الصحة العالمية قد أوصت باعتماد التعلم عن بعد خوفاً من انتشار العدوى بين الطلاب. ووجه المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا هانز كلوج في مقابلة مع صحيفة "تليجراف" البريطانية تحذيرا صارخا إلى البلدان التي قررت إلغاء أو تخفيف قيود الإغلاق. وقال كلوج إن انخفاض عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 في بعض الدول لا يعني أن الوباء يقترب من نهايته. وحذر من أن بؤرة التفشي الأوروبي تقع الآن في الشرق، مع ارتفاع عدد الحالات في روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان وحتى منطقة الشرق الأوسط والدول العربية. مطالبا دول العالم بأن تستغل وقت تراجع الإصابات في تعزيز أنظمة الصحة العامة وكذلك بناء القدرات في المستشفيات والرعاية الأولية ووحدات العناية المركزة استعدادا للموجة القادمة. أونلاين من جانبه زعم محمد عوض تاج الدين، مستشار السيسي للشئون الصحية أن توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن العودة للمدارس في ظل تواصل جائحة "كوفيد-19" ستؤخذ فى الاعتبار، موضحا أن منظمة الصحة أوصت بالتعلم عن بعد، لكنها قالت أيضا إن كل دولة لها ظروفها الخاصة بها وفق تعبيره. كما زعم تاج الدين فى تصريحات صحفية أن حكومة الانقلاب تتعامل مع قضية استئناف الدراسة بعناية كبيرة. وشدد على أن الإجراءات الاحترازية ستتواصل حتى مارس المقبل. خاصة أنه من إجمالي 100 لقاح يجري تطويره لفيروس "كوفيد-19" لم يصل إلا عدد قليل منها إلى المراحل النهائية، موضحا أن هذا يعنى أنه لا يوجد علاج للفيروس حتى الآن مما يزيد المخاوف بحسب تصريحاته. وقال الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، إن أزمة فيروس "كورونا" المستجد التي يواجهها العالم أجمع في الوقت الراهن أسهمت في تغيير طريقة التفكير بشأن المستقبل وتحقيق التوازن بين التعايش ومواكبة عجلة الإنتاج والتعليم وغيرها. وطالب عبد الحميد فى تصريحات صحفية وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب بوضع خطة للعام الدراسي الجديد في حال استمرار أزمة الفيروس للحد من انتشاره داخل المدارس والجامعات وعدم إيذاء الطلاب، شددا على ضرورة اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهة فيروس "كورونا" المستجد وعدم ظهوره داخل المدارس قدر الإمكان، وتحقيق التباعد الاجتماعي بين الطلاب داخل الفصول. وأشار عبد الحميد إلى أنه أذا كانت هناك صعوبات تواجه تطبيق الإجراءات الوقائية بالتشديد فمن الأفضل أن تعتمد المدارس والجامعات في العام الدراسي الجديد على التعليم عن بعد "أونلاين"، أطقم طبية وقال الدكتور محمد عز العرب المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء إنه إذا كان هناك إصرار على بدء العام الدراسى وعودة الطب للمدارس والجامعات فيجب توفير أطقم طبية مجهزة في المدارس كثيفة الأعداد مع التشديد على إجراء اختبارات للأعراض الظاهرية مثل ارتفاع درجات الحرارة ونزلات البرد و"النهجان" على كل الأفراد الداخلين للمدارس سواء طلبة أو مدرسين أو موظفين إداريين، ومن تظهر عليه الأعراض يمنع من الدخول فورًا. وطالب "عز العرب" فى تصريحات صحفية بتزويد كل مدرسة بغرفة معقمة لنقل أى حالة يشتبه فيها وعزلها في الحال تمهيداً لنقلها وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة وكل هذه الإجراءات بعد عمل جداول لاختلاف دخول الطلبة وخروجهم ومنع التزاحم والفصل في توقيتات دخول الفترات. وشدد على ضرورة تقليل كثافة الفصول وتوفير أتوبيسات لنقل الطلبة، والتأكد من التهوية التامة للفصول والحفاظ على التهوية بشكل طبيعي، مع نظافة المغاسل وتعويد الطلاب على النظافة الشخصية على مدار اليوم وتخصيص حصة لتطبيق الإجراءات الأحترازية. مع التنسيق مع وزارة صحة الانقلاب بحسب معطيات المنحنى الوبائى لحظة بلحظة. الأطفال الصغار وحذر الدكتور وائل صفوت، استشارى أمراض الباطنة من عودة المدارس دون اتخاذ كل الاحتياطات المطلوبة لمنع انتقال العدوى وتقشى وباء كورونا مشيرا الى ان هناك مصابين بفيروس كورونا تظهر عليهم أعراض مثل الأسهال وآلام في المعدة وقال :" اللي يحس بالأعراض دي يعزل نفسه فورًا". وأشار صفوت فى تصريحات صحفية إلى أن هناك أبحاث ودراسات حاليا حول إذا ما كان الفيروس يؤثر على القولون بشكل مباشر أم أنها مجرد مضاعفات عند الإصابة بكورونا. وأكد أن الفيروس يتسبب في حدوث تهييج للجهاز المناعي، موضحًا أن المفاجأة التي تم اكتشافها هي أن عدد من المتعافين من كورونا تم إصابتهم بفشل كلوي وجلطات. ولفت إلى أن الأعراض الأكثر شيوعًا متمثلة في أعراض الجهاز التنفسي معتبرا أن تعدد الأعراض الخاصة بالفيروس وكثرتها ستمثل صعوبة فى التعامل مع الحالات المصابة أو المشتبه بها فى المدارس خاصة بين الأطفال الصغار الذين سيدفعهم الايحاء النفسى والوهم إلى ادعاء المرض.