كشف خبراء ومتخصصون مصريون وسودانيون عدم جدية الانطباع الذي أشاعه أعضاء لجان الشئون المعنوية ولجان الذياب الإلكتروني للمنقلب السفاح عبد الفتاح السيسي على مواقع التواصل الاجتماعي وأخذت طابع السعادة لديهم، معتمدين على إعلان محطات تنقية مياه الشرب في الخرطوم العاصمة السودانية التوقف بسبب زيادة عكارة المياة من 3000 الى 14000 وحدة. ولكن اللجان بنت على معلومة خاطئة تقول إن "زيادة الامطار الموسمية على هضبة الحبشة جعلت الماء يتدفق بقوة خلف السد وتتجاوز مستوى بوابات "سد النهضة الاثيوبي"، وإن السد فشل في احتجاز الزيادة"، وذكروا أن "المياه تندفع بقوة ومعها عكارة شديدة وكل القرى اللي حوالين السد غرقت والبنية التحتية راحت في داهية ومش عارفين يعلنوا لإهلهم في الحبشة على المصيبة الموضوع ده … مع تخزين أول كميه في المرحلة الاولى كما أعلنوا". وزعموا أن "كل غرف التوربينات أثبتت فشلها يعنى لا ميه ولا كهربا بأمر الله". الفشل المزعوم الخبير في سدود المياه د.محمد حافظ والأكاديمي في الجامعات الماليزية، علق قائلا "أكيد خبر فشل (الملء الأول) هو خبر (سار جدا) ولكن من الناحية الفنية (مافيش) حاجة اسمها (فشل الملء) .. فجميعنا رأي بعين رئسه سد النهضة وهو ممتلئ. وأضاف "هل هناك مشاكل (تزامنت) مع الملء الأول (نعم) هناك مشاكل (متوقعة) من الناحية الفنية.. (حدثت) أم (لم تحدث) .. الله أعلم .. فليس لدي (صور) تؤكد أو تنكر هذا الأمر! .. من تلك المشاكل المتوقعة هو تسريب مياه الفيضان لمأخذ التروبينات المنخفضة وربما أيضا (المرتفعة) .. هذا إحتمال .. ليس لدي (ما يؤكد أو ينفي) حدوث مثل هذا الأمر". واعتبر حافظ أن وجود (عكارة) في مياه الفيضان ليس دليلا على (فشل) الملء الأول بل دليل على (نجاح) الملء من حيث تشكيل (بحيرة أكبر) بكثير من بحيرة عام 2019 وإغراق العديد من مناطق (الغابات) ولهذا بدأ يطفو ما يعرف بالتربة (العضوية المتعفنة ال Peat) وتخرج من تحت الأرض وتطفوا فوق سطح الماء لتصل إلي محطات معالجة المياه في السودان وتتسبب في إغلاقها .. وهذا السيناريو سوف يستمر طيلة فترة (ملء) سد النهضة وإلي حين تشغيل التروبينات. وتابع: "بدون تشغيل التروبينات سوف تعاني دولة السودان من زيادة نسبة (العكارة والتي هي Peat) والمناطق الغابية بإثيوبيا مليئة بتلك الطبقات ولسوف يزداد وجود (العكارة) مع تزايد (مساحة) بحيرة التخزين وبعد عام أو إثنين ستواجه (محطات معالجة) السودان مشكلة جديدة بسبب (إرتفاع الحموضة) في المياه القادمة من سد النهضة. وساخرا علق قائلا "قد تختفي مشكلة (العكارة) وتستبدل بمشكلة (الحموضة).". أوضاع عادية وقال هاني إبراهيم الصحفي المهتم ب"نهر النيل" فعزا ارتفاع منسوب مياه النيل في الخرطوم إلى اوضاع معتادة عادية فقال إن "توقعات الطقس بالسودان خلال اليوم وغدا إن شاء الله تشير إلى سقوط أمطار غزيرة جدا على ولاية الخرطوم والنيل الأبيض بمعدلات تتجاوز رقم 30 مم بالتزامن مع تدفقات فيضان الأزرق وارتفاع مناسيب خزان جبل الأولياء سوف تكون النتيجة غرق لأجزاء واسعة من جزيرة توتى وبعض الأراضي على ضفاف الأبيض. وأضاف أن "النيل الازرق منذ أمس يشهد تمدد غير معتاد في اتجاه مجرى النيل الأبيض بالتزامن مع حجز الابيض فى خزان جبل الأولياء وأكيد الرأى الأخير للإخوة بالسودان هل غير معتاد أم نحن نراه غير معتاد. وأضاف أن "الازمة الحالية التي تضرب السودان بعد رفع منسوب الممر الأوسط بالسد الإثيوبي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن السودان فعليا لا يملك بنية تحتية للتعامل مع متغيرات أصبح يتحكم بها السد الإثيوبي". واستدرك أنه على السودان تقليل تدفقات خلال النصف الأول من يوليو أدى إلى تضرر مشروع الجزيرة الذي يعتمد فعليا علي المياه من بداية يوليو، مضيفا أن تقليل تدفقات أدت إلى توقف محطات الشرب، مما أجبر السودان على خفض منسوب مآخذ المياه بتلك المحطات يعقبها مرور المياه من اعلي الممر الأوسط بالسد الإثيوبي مطلقا تدفقات قياسية يتغلب عليها الطمي فيرتفع منسوب النهر بصورة قياسية ليرفع نسبة العكارة في الماء من 3000 وحدة الي 14000 وحدة خلال أيام قليلة جدا لتتوقف مرة أخرى المحطات. كما علق سودانيون متخصصون في المياه، مطالبين بلادهم أن تعيد الحسابات وأن التعايش مع فيضان لآلاف السنين أن يعلم أن الحجب بدون بنية تحتية تستطيع التعامل مع المتغيرات القادمة التي بدأت فعليا بصورة أقل وطأة كمقدمة عليه أن يعلم أن الأضرار أشد. وأضافوا أن العكارة مرتبطة بهطول أمطار في الخرطوم وأن ذلك معروف من زمان، لأن تدفق مياه من سيول حول الخرطوم تعمل على تقليل العكارة وحتى الآن لم تهطل أمطار لتخفيف العكارة. وقال مروان علي إن "العكارة تصل في الخريف لرقم خيالي. عند القياس في محطة مياه شرب ولاية الخرطوم تصل ل18000 NTU في المتوسط والمواصفات تحدد عكارة المياه الصالحة للشرب يجب أن تقل عن 5 NTU. لاحظ انو القياس هذا في المحطة وليس في النهر نفسه". وأضاف الاثيوبي زهير يونس أن الانخفاض و الارتفاع في مناسيب النيل ورافديه لا علاقة لهما بسد النهضة لسبب واضح وهو أنه ما يسمى بالملء الأولي لبحيرة السد تمت من مياه الأمطار الغزيرة التي هطلت في منطقة السد وليست من مياه النيل. وأضاف أن النهر مازال خارج مساره الطبيعي لإفساح الموقع لعمليات تشييد السد، وبالتالي مياه النهر تسير دون العبور عبر بوابات السد أو تتأثر به سلبا أو إيجابا. وأوضح أنه ليست لسد النهضة أي تأثير على تصرفات نهر النيل الأبيض بأي حال.