واصل الجيش الليبي انتصاراته ودحره لمليشيات الانقلابي خليفة حفتر، ونجحت قوات حكومة الوفاق في تحرير مدينة ترهونة بالكامل، المعقل الأخير لمليشيات حفتر في غرب ليبيا، عقب ساعات من اقتحامها من عدة محاور، وبعد يوم من تحرير كافة المناطق المحيطة بالعاصمة طرابلس. هزائم متتالية وقال مصطفى المجعي، الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية “بركان الغضب” التابعة لقوات حكومة الوفاق، إن “قواتنا حررت مدينة ترهونة بشكل كامل من مليشيات الانقلابي خليفة حفتر، وتقوم حاليا بتمشيط المدينة ولا توجد أي مقاومة، عقب انسحاب مليشيات حفتر بعد تضييق الخناق عليها”، مشيرا إلى أن “غرفة العمليات الرئيسة ستعمل بعد تمشيط المدينة على تفعيل مديرية الأمن الوطني وتفعيل الأجهزة الأمنية الأخرى بالمدينة بالتنسيق مع وزارة الداخلية”. وقال المتحدث باسم الجيش الليبي، العقيد طيار محمد قنونو، عبر صفحة بركان الغضب على فيسبوك: “نوجه تعليماتنا إلى قواتنا داخل مدينة ترهونة، بتكليف فريق لتمشيط المنطقة بحثا عن أي سجون سرية أو مقابر، بالاستعانة بأهل المدينة، للكشف عن مصير عشرات المخطوفين أو المفقودين من أبناء ليبيا في المواجهات مع العناصر الإجرامية التي كانت تسيطر على المدينة”. واستحوذ الجيش الليبي على أسلحة وذخائر وعربات ذات كفاءة عالية، زودت بها الإمارات العربية المتحدة مليشيات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، تصل قيمتها لمئات الملايين من الدولارات؛ الأمر الذي دفع القائد الميداني في قوات حكومة الوفاق الليبية، الطاهر بن غريبة، إلى توجيه الشكر للإمارات، قائلا إن “الإمارات كانت خير داعم لنا نظرا لما غنمناه من أسلحة وعتاد عسكري من قوات حفتر”، مشيرا إلى أن “أكثر العتاد العسكري الذي سيطرت عليه قواتنا من آليات ومدرعات ودبابات وأسلحة متطورة جاءت عن طريق دولة الإمارات، وكانت هذه الدولة خير داعم لنا”.
تحرير ترهونة وخلال عملية اقتحام ترهونة، أسرت قوات حكومة الوفاق الليبية عددا من مليشيات حفتر، بينهم قائد بارز. وقال المركز الإعلامي لعملية “بركان الغضب” عبر صفحته على فيسبوك: إن قوات الوفاق تمكنت من “القبض على القائد “رياض الكبير” خلال محاولته الهروب مختبئًا بين عدد من النساء”. وأضاف أن “عملية القبض على الكبير تمت خلال تقدم قواتنا إلى منطقة فم ملغة، داخل الحدود الإدارية لمدينة ترهونة”، على بعد 90 كلم جنوب شرق طرابلس، مشيرا إلى أن “الكبير” هو آمر السرية 7 بمليشيا “الكانيات” التابعة لحفتر. من جانبه دعا وزير الداخلية الليبي، فتحي باشاغا، أهالي المدن التي تسيطر عليها قوات خليفة حفتر إلى الانتفاض ضدها، معتبرا أن “تحرير العاصمة طرابلس هو بداية النهاية لمشروع الديكتاتورية في كامل ليبيا. وقال “باشاغا”، في تغريدات عبر حسابه على تويتر، إنه “بتحرير طرابلس تكسرت أوهام الحالمين بإعادة حكم الديكتاتورية والحكم الشمولي للفرد، وتكسرت أحلام الطامعين المتدخلين في شئون دولتنا.. بهمِم شبابنا وقوات جيشنا تم دحر الباغي إلى غير رجعة”. وأضاف: “نهاية التمرد في طرابلس هو بداية النهاية لمشروع الديكتاتورية في كامل ليبيا، وعلى أهالي المدن المختطفة من هذا المشروع الانتفاض لتجنيب مدنهم الحرب، والعودة إلى شرعية الدولة”. وفي سياق متصل قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج بالعاصمة أنقرة: إن بلاده لن تترك ليبيا تحت رحمة انقلابيين ومرتزقة أبدًا، مؤكدا أن التاريخ سيحاسب كل من أغرق ليبيا في الدماء والدموع من خلال تقديم الدعم المعتدين، وطالب بمنع محاولات البيع غير القانوني لنفط الشعب الليبي على يد مليشيات خليفة حفتر. وأضاف أردوغان أن تركيا ستعمل مع السراج في جميع المحافل الدولية لحل المشكلة في ليبيا على أساس الشرعية والعدل، مشيرا إلى أنه على الرغم من الهجمات الغادرة التي نفذها حفتر؛ فإن الحكومة الليبية اتخذت الاحتياطيات اللازمة فيما يتعلق بوباء كورونا المستجد، مؤكدا أنه لا يمكن لشخص (حفتر) يشكل خطرا دائما على مستقبل ليبيا أن يجلس على طاولة المفاوضات الخاصة بهذا الشأن. من جانبه، أعرب السراج عن تطلع حكومته إلى عودة قريبة للشركات التركية لإعادة إعمار ليبيا، وتعهد بمواصلة الكفاح حتى القضاء على العدو المتمثل في مليشيات حفتر، وقال: “سنواصل الكفاح في ليبيا حتى نقضي على العدو تمامًا، مشددًا- في الوقت نفسه- على أن حكومته لن تعطيهم (مليشيات حفتر) فرصة للتفاوض بعد هذه المرحلة. فرحة بالنصر وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، خروج مسيرات في “ميدان الشهداء” بالمدينة، احتفالا بتحريرها بالكامل من مليشيا الانقلابي خليفة حفتر. ورفع المتظاهرون الأعلام الليبية، ورددوا شعارات منها “دم الشهداء لا يذهب هباء”، و”يا حفتر يا جبان.. الأحرار في الميدان”. بدوره، دعا مجلس النواب في طرابلس أعضاءه إلى الالتحاق بعملهم، بعد تحرير العاصمة الليبية بالكامل من مليشيا الانقلابي خليفة حفتر. وقال رئيس المجلس، حمودة سيالة، في بيان له: “احتفاء بهذا النصر المؤزر على مشروع الاستبداد، فإننا ندعو كل النواب إلى الالتحاق بالمجلس المنعقد في عاصمتهم المنتصرة”، وأضاف سيالة: “أدعو النواب إلى ممارسة مهامهم، وتحمل مسئولياتهم التي انتخبوا من أجلها، والعمل على ترسيخ مبدأ التداول السلمي على السلطة”. وتقدم سيالة باسم المجلس ب”التحية والتهنئة لحكومة الوفاق الوطني، وعلى رأسها القائد الأعلى للجيش الليبي، الرئيس فائز السراج، وكل القيادات العسكرية والأمنية في الدولة”. ودعا قيادة ليبيا إلى “سرعة وضع الترتيبات، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عودة النازحين إلى ديارهم وممتلكاتهم”، وهنأ السيالة “أبطال الجيش الليبي والقوات المساندة له، والذين سطروا ملاحم النصر ودحروا العدوان الآثم”.