أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني، أمس، عن سيطرتها على قاعدة الوطية الجوية أقصى غربي ليبيا، والتي كانت تمركزًا عسكريًا استراتيجيًا لقوات «الجيش الوطني الليبي»، بقيادة المشير خليفة حفتر. وفيما قال آمر غرفة عمليات القوات الحكومية في طرابلس، أسامة الجويلي، إن قواتهم دخلت القاعدة الجوية صباح الأحد وسيطرت عليها، أوضح عبد الكريم الرماح، وهو مسلح موالٍ لحكومة الوفاق، أنهم هاجموا القاعدة صباحًا دون مقاومة تذكر، مضيفًا: «دخلنا القاعدة وكانت قوات حفتر قد انسحبت منها سريعًا، غنمنا ذخائر وبعض الأسلحة من داخل القاعدة والآن نحن تمركزنا داخلها»، مضيفًا أن سيطرتهم على «الوطية» تمهد الطريق أمام استرجاع مواقع أخرى كان حفتر سبق أن سيطر عليها خلال العام الماضي. وجاءت سيطرة قوات الوفاق على «الوطية» دون أي مقاومة من قوات حفتر، والتي انسحبت في ساعات الصباح الأولى الأحد، بعد سلسلة ضربات جوية شنّتها طائرات تركية مُسيرة على مدى الأيام الماضية، والتي نجحت مطلع هذا الأسبوع في استهداف منظومتي دفاع جوي روسيتي الصنع، كانتا قد وصلتا إلى القاعدة الجوية نهاية الأسبوع الماضي، وكان خبراء مجلس الأمن الدولي قد رصدوا في تقرير حول ليبيا العام الماضي، قيام الإمارات بتزويد حفتر بعدد من هذه المنظومات الروسية الدفاعية. تداعيات ومثّلت خسارة القاعدة الجوية نكسة جديدة بالنسبة لحفتر، بعد نكسات متتالية منذ تزايد الدعم التركي لصالح حكومة الوفاق في طرابلس، إذ جاءت خسارته القاعدة الواقعة أقصى الغرب بعد شهر من فقدانه سبع مدن وقرى على ساحل غرب ليبيا، في هجوم شنّته قوات طرابلس مدعومة بضربات جوية. وقال مصدر عسكري رفيع بحكومة الوفاق الوطني، إن عمليات السيطرة على الوطية تمت بتنسيق داخلي بين قوات مدينة الزنتان، الموالية لحفتر داخل القاعدة الجوية، وهي ذاتها المدينة التي ينحدر منها آمر غرفة عمليات قوات حكومة الوفاق أسامة الجويلي. وأوضح المصدر أن «الجويلي تمكن من إقناع مجموعتين رئيسيتين بالانسحاب من القاعدة»، مضيفًا أن التفوق الجوي لصالح حكومة الوفاق جعل القوات داخل القاعدة تستنزف يوميًا، بعد أكثر من 60 ضربة جوية خلال شهر واحد فقط، بحسب المصدر الذي أشار أيضًا إلى أن هذا «الانتصار» هو تتويج توسعهم العسكري دون تكلفة، معتبرًا هذا الأمر هو فقدان ثقة بين الجماعات المسلحة الموالية لحفتر، والثقة في قدراته على تغيير الموازين على الأرض بعد خساراته المتلاحقة. وهو ما يمثل أكبر ضربة عسكرية توجه لتحالف الشر المكون من حفتر ومحمد بن زايد والسيسي، والذين كانوا يراهنون على حليفهم حفتر في إحداث انقلاب عسكري موجه للحكومة الليبية المعترف بها دوليا، إذ يسعى السيسي عبر مليارات الدولارات التي ينفقها في ليبيا إلى تمديد سلطات حفتر في الغرب الليبي وإنهاء حكم الوفاق، الذي يقول عنه إنه يتشكل من إسلاميين. وقد دفعت الإمارات ومصر بمنظومات أسلحة روسية وأمريكية متطورة نحو ليبيا، خلال الأيام الماضية، لوقف تقدم الوفاق إلا أنها فشلت. وسياسيًا تشهد جبهة حفتر انشقاقات كبرى بعد إعلانه منفردًا تفويضه برئاسة ليبيا، منهيًا دور مجلس النواب المنتخب في طبرق، وهو ما رفضه عقيلة صالح رئيس البرلمان، وتبعه الكثير من القبائل التي سحبت أبناءها من قوات حفتر، فيما لم يعد لحفتر سيطرة إلا على مليشيات صغيرة وضع عليها أبناءه ليضمن عدم انقلابهم عليه.