لم تبقَ الخريطة العسكرية على حالها، بعد أن أطلقت حكومة الوفاق عملية عاصفة السلام في 26 مارس الماضي. عملية مكّنت الجيش الليبي من استعادة السيطرة على كامل مناطق غرب طرابلس، مجبرة قوات حفتر على الانكفاء وقد تكبّدت خسائر كبيرة. متغيرات ميدانية أكدت حكومة الوفاق أنها ستستمر حتى بسط سيطرتها الشرعية على كامل ليبيا، مشددة على أن زمن التفاوض مع حفتر ولّى، محذرة الدول التي تدعمه من مغبة الاستمرار في موقفها وتبعاته. وأعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، عن قصف تمركز لقوات حفتر في قاعدة الوطية الجوية غربي البلاد. محاولات يائسة الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء مأمون أبو نوار، رأى أن قصف مليشيات خليفة حفتر على طرابلس هو قصف يائس بعد تلقيه هزيمة منكرة، مضيفا أن قصف المدن يعد جرائم حرب. وأضاف أبو نوار، في مداخلة هاتفية لبرنامج "الحصاد" على قناة "الجزيرة"، أن حكومة الوفاق أصبحت لها اليد العليا بعد سيطرتها على الساحل الغربي كليا عبر مدن سبراطة صرمان والعجيل وغيرها، مضيفا أن المرحلة المقبلة ستشهد السيطرة على مطار عقبة بن نافع في مدينة الغطية . وأوضح أبو نوار أن منظومة الطائرات المسيرة التركية "كورال" منحت حكومة الوفاق تفوقًا ملحوظًا، وقلبت موازين القوى وأضعفت مليشيات حفتر، وألحقت بها هزيمة ثقيلة. قاعدة الوطية وقال المتحدث باسم عملية بركان الغضب مصطفى المجعي: إنه بعد الانتصارات التي تحققت وسيطرة حكومة الوفاق على 6 مدن في الغرب الليبي، لم يتبق لمليشيات حفتر سوى مدينة ترهونة وقاعدة الوطية كقاعدة عسكرية، والتي كان يستخدمها حفتر في شن هجمات على العاصمة طرابلس. وأضاف المجعي، في مداخلة هاتفية لبرنامج "الحصاد" على قناة "الجزيرة"، أنه منذ انطلاق عملية عاصفة السلام، وبعد أن هاجمت القوات قاعدة الوطية وتمكنت من إعطاب طائرة وأسر مجموعة من الضباط رفيعي المستوى، وما تلته بعد بذلك من استهداف جوي يومي لهذه القاعدة، ما جعلها تخرج عن الخدمة بنسبة 90%. وأوضح المجعي أن تأخر تحرير قاعدة الوطية يأتي بسبب انشغال القوات في تأمين المناطق التي سيطرت قوات الوفاق عليها مؤخرا، وأيضا لرغبة القوات في السيطرة على قاعدة الوطية دون وقوع خسائر. وأشار المجعي إلى أن مدينة ترهونة تعد الملجأ الرئيس لمليشيات حفتر، وتحريرها يعتبر النقطة الأهم لأنها ستحسم المعركة في الغرب الليبي.