الأطقم الطبية في خطر.. إصابات ب”كورونا” بمستشفيات الزقازيق والبحيرة

واصل فيروس كورونا ضرب الأطقم الطبية بمختلف المحافظات المصرية، وسط استمرار فشل حكومة الانقلاب في توفير الحماية اللازمة للأطباء والممرضين الذي يعدون خط الدفاع الأول في مواجهة فيروس كورونا؛ حيث كشف عثمان شعلان، رئيس جامعة الزقازيق، عن غلق مستشفى القلب والصدر بمستشفيات الجامعة لثلاثة أيام، بعد ظهور حالتين إيجابيتين تأكدت إصابتهما بفيروس "كورونا" بين أفراد أطقم التمريض بالمستشفى.
إصابات مستمرة
وقال رئيس الجامعة، في بيان: إن الحالتين من المخالطين للحالة الأولى إيجابية الإصابة بالفيروس من فريق التمريض؛ حيث جرى سحب العينات منهما وظهور نتائج التحاليل المعملية التي أكدت ثبوت إصابتهما بالفيروس، مشيرا إلى تحويل الحالتين إلى مستشفى العزل بمبنى “عناية الباطنة” وجار تنفيذ إجراءات التعقيم والتطهير اللازمة لمبنى القلب والصدر، بالإضافة إلى حصر جميع العاملين المخالطين للحالتين المصابتين بالفيروس.
وفي البحيرة، كشفت مصادر بمديرية الصحة عن إصابة ممرضان بمركزي إيتاي البارود والدلنجات، مشيرة إلى أن الحالتين تعودان لممرض بمستشفى حكومي مقيم بقرية البستان بمركز الدلنجات، وممرض بمستشفي خاص بالإسكندرية مقيم بقرية نكلا العنب بمركز إيتاي البارود ، وأنه جار متابعة المخالطين لهما.
يأتي هذا في الوقت الذي طالبت فيه عدد من ممرضات مستشفى صدر دمنهور، المخصص لاستقبال حالات اشتباه فيروس كورونا بمحافظة البحيرة، بأخذ مسحات لهن لفيروس كورونا، بعد إصابة عدد من زملائهن في المستشفي، وخاصة بأن المصابات لم يظهر عليهن أي أعراض، كما طالبن بتطهير وتعقيم المستشفى، وقالت الممرضات إن “مشكلتنا أن المكان مش مطهر ومش نضيف، والمديرية قالت إن عمل مسحات لكل الفريق مستحيل، وأن الماسكات موجودة بشكل غير كافي ومحتاجين المكان يتقفل ويتطهر عشان زملائنا اللي اتصابوا مكنش عليهم أي أعراض".
وأضافت الممرضات: “زملائنا اللى اتصابوا مكنش عليهم أي أعراض واتخالطوا معنا ومسكوا دولابنا ومسكنا دولايبهم ومسكنا هدوم بعض، عشان ده حكم الشغل، وفى الآخر اللى طلعوا إيجابيين عزلوهم في مكان في ناس سليمة”، وتساءلت: هل البروتوكول بيقول إن في ناس إيجابي أقعدهم في نفس المبنى اللى في ناس سلبي بعد ما خدوا مسحات؟
تحاليل فنكوش
وكانت نقابة الأطباء قد حذرت وزارة الصحة في حكومة الانقلاب، من خطورة الاعتماد على إجراء الكاشف السريع rapid test فقط للاطمئنان على خلوٍّ أعضاء الفريق الطبي بمستشفيات علاج حالات كورونا، قبل عودتهم للاختلاط بعملهم العادي وأسرهم.
وقالت النقابة، في بيان لها: إن هذا التحليل الذي لم تثبت فاعليته أو جدواه، ما يهدد بنتائج خطيرة في زيادة انتشار العدوى وسط الأطقم الطبية والمجتمع؛ حيث إنه ذكرت إرشادات منظمة الصحة العالمية أن هذا التحليل لا يمكن الاعتماد عليه للتشخيص ويستخدم فقط للأغراض البحثية، وأن التحليل الوحيد المعتمد هو تحليل pcr، مشيرة إلى إرسالها مذكرة تتضمن ملاحظاتها بهذا الشأن إلى رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي ووزيرة صحته هالة زايد.
وأوضحت النقابة أنه “بخصوص التعليمات الصادرة من د. مصطفى غنيمة، رئيس قطاع الرعاية العاجلة، للإجراءات اللازمة للاطمئنان على خلو أعضاء الفريق الطبي العاملين بمستشفيات علاج حالات كورونا الإيجابية من العدوى، قبل عودتهم للاختلاط بعملهم العادي وأسرهم والمجتمع، تلاحظ أنه تم الاعتماد على إجراء “الكاشف السريع “rapid test قبل مغادرة المستشفى، وفي حالة كونه إيجابيا يتم عمل اختبار PCR ، وفي حالة كونه سلبيًا لا تنص المخاطبة على أي إجراء آخر، مشيرة إلى أن هذه التعليمات لا تقر وجود أي فترة لعزل الأطباء وأعضاء الفرق الطبية بعد الخروج من مستشفيات العزل، فقط الاكتفاء بالكاشف السريع.
تزايد المخاطر
وأشارت النقابة إلى أنه يتم حاليا تنفيذ هذه التعليمات فعليا، رغم أن تحليل الكاشف السريع المستخدم لكشف وجود الأجسام المضادة للفيروس في الدم، وهذه الأجسام تبدأ أثر الظهور في الشخص المصاب من 6 – 10 أيام بعد الإصابة، مؤكدة أن نسبة دقة هذا التحليل منخفضة جدا، وهناك نتائج إيجابية وسلبية كاذبة بنسب عالية ومتفاوتة، لافتة إلى أن ارشادات منظمة الصحة العالمية توضح أن هذه التحليلات لا يمكن الاعتماد عليها للتشخيص، ولكنها تستخدم حاليا للأغراض البحثية وأن التحليل الوحيد المعتمد للتشخيص هو تحليل PCR.
وأكدت النقابة أن الاعتماد على هذه الكواشف السريعة، ستكون له نتائج خطيرة جدا في زيادة انتشار العدوى وسط الأطقم الطبية وأسرهم والمجتمع كله، كما أن الاعتماد على العزل المنزلي للأطقم الطبية إجراء لا يكون دائما متاحا، حيث إن الكثير من أعضاء الفرق الطبية لا تسمح ظروف مساكنهم ولا ظروفهم الاجتماعية بأن يكون هناك حجرة مخصصة لشخص واحد طوال 14 يوما كاملة.