رغم ما لوباء كورونا من كوارث وأضرار فى مصر والعالم، إلا أن هذا الفيروس كشف عن عورات نظام العسكر فى الداخل والخارج، فكل يوم يستيقظ المصريون على كارثة ربما أيسرها هذا المرض، أما كوارث العسكر فصعبة ثقيلة على النفوس والأبدان . وإذا كان فشل نظام الانقلاب بقيادة عبد الفتاح السيسي قد أدى إلى انتشار المرض وتعاظم أضراره، فإن السيسي لم يتوقف عند هذا الحد، بل يحاول المتاجرة بالمصريين حتى المصابين بالمرض، وهو يطبق مقولته “معنديش حاجة ببلاش”. من ذلك أنه فرض على العائدين من الخارج تكلفة الحجر الصحى فى فنادق 5 نجوم، تكلفة الإقامة فيها 2000 جنيه لليلة الواحدة غير الوجبات، وتكليف السفارات المصرية بالخارج بالزام العالقين بالتوقيع على إقرارات بتحمل تكلفة السفر وتكلفة الحجر الصحي، كما أنه يحاول التعاقد مع شركات أجنبية لتصنيع عقار لعلاج كورونا رغم أن شركات الأدوية المصرية لديها عقارات وأدوية كثيرة تصلح لعلاج الفيروس بأسعار فى متناول الجميع. يشار إلى السيسي كان قد أصدر، في 1 أبريل الجاري، قرارا بأن يتحمل صندوق تحيا مصر تكلفة العزل والإقامة للمصريين العائدين من الخارج، لكن هذا القرار كان مجرد شو إعلامى، وبدلا من أن يمد السيسي يد العون للعالقين بعد قرار عدد من الدول حظر حركة المسافرين منها وإليها؛ لمنع انتشار العدوى بفيروس “كورونا” وتقليل المخاطر، وفقًا للتوصيات العالمية في هذا الصدد، وهذا واجب على الدولة إزاء أبنائها، تجاهلهم ومع الضغوط الدولية وتهديد بعض البلدان بترحيلهم أراد السيسي الاتجار بهم واستنزافهم من خلال مضاعفة أسعار تذاكر الطيران إضافة إلى الحجر الصحي. أكاذيب كان مجلس وزراء الانقلاب قد أعلن عن وسائل لتواصل المصريين العالقين في الخارج والذين يرغبون في العودة للوطن، أو في العودة إلى جهات عملهم بالخارج مع وزارة الهجرة. وقالت نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج بحكومة الانقلاب، إنه منذ بداية ظهور أزمة كورونا المستجد، تلقت الوزارة العديد من الطلبات من المصريين العالقين فى الخارج للعودة إلى بلادهم .وطالبت العالقين بتسجيل بياناتهم لدى السفارات المصرية بالبلاد التى يتواجدون فيها. وزعمت وزيرة الهجرة بحكومة الانقلاب أن دولة العسكر تسعى لإعادة كل المصريين المتواجدين فى الخارج، ولكن لا بد من الوعى بقدرة الدولة الاستيعابية، مشيرة إلى أن المصريين فى الخارج يتضمنون العديد من الشرائح، ودولة العسكر تهتم بجميع المصريين فى الخارج، وفق تعبيرها . العمالة المصرية مزاعم حكومة الانقلاب وقرارات السيسي وتصريحات وزيرة الهجرة فضحها عمال مصريون عالقون في كل من قطر والسعودية والبحرين، الذين أكدوا أنهم عالقون في ظل أزمة فيروس كورونا ويريدون العودة إلى بلادهم. ونشر عدد من المصريين العالقين في البحرين مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدوا فيه أنهم بلا عمل، وأن الأموال التي لديهم قاربت على الانتهاء. وكشفوا عن أنهم وقعوا على الإقرار الإجباري الذي قدمته سفارة العسكر لهم بالخضوع للحجر الصحي فور عودتهم لمصر. وقال العمال، إنهم تواصلوا مع سفارة العسكر عدة مرات، وقدموا مقترحات تسمح لهم بالعودة، لكن قرار إيقاف الرحلات بين البلدين بسبب المخاوف من انتشار كورونا عطل نقلهم إلى مصر. كما تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مقطعا يظهر تجمعًا كبيرًا لعمال مصريين عالقين في الكويت أثناء وجودهم بمنطقة صحراوية للمطالبة بالعودة لمصر . الخارجية القطرية وفى قطر نشر عدد من المصريين مقطع فيديو تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي يظهر عشرات العاملين في شركات قطرية يناشدون سلطات الانقلاب توفير وسيلة لرجوعهم إلى مصر بعد إنهاء عقودهم بالدوحة . وحول أوضاع أكثر من 400 عامل مصري في قطر، كشف مصدر مسئول في الخارجية القطرية: إن سلطات العسكر رفضت استقبال طائرة إسبانية استأجرتها الدوحة لنقل هؤلاء العمال. وأكد أن السلطات القطرية استأجرت الطائرة، إلا أن سلطات الانقلاب امتنعت عن استقبالها قبل أن تقلع، بدعوى توقف حركة الطيران الدولي في مطار القاهرة بسبب الإجراءات المتخذة لمواجهة فيروس كورونا. وأوضح المصدر أن جميع الأشقاء المصريين يقيمون في سكنهم الآن دون تكبد أي تكاليف، وهم في ضيافة دولة قطر حتى تتيسر عودتهم إلى وطنهم. كما تداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمصريين عالقين في صحراء مدينة ضبا السعودية. وناشد العالقون وعددهم نحو 130 شخصا سلطات العسكر إعادتهم إلى بلدهم، مؤكدين تقطع السبل بهم ونفاد أموالهم . واستنكر العمال رفض سلطات العسكر استقبالهم رغم توفر 3 عبارات في ميناء ضبا وحجزهم تذاكر لهذا الغرض. تعريف جديد وبعد نحو شهر من استغاثات آلاف العمال المصريين العالقين في عدد من الدول العربية والأجنبية، الراغبين فى العودة إلى بلدهم، خرجت حكومة الانقلاب لا لتحل مشكلتهم وتعيدهم إلى وطنهم، بل لتعلن عن تعريف جديد للعالق، يستبعد هؤلاء العمال. حيث نشرت الصفحة الرسمية لمجلس وزراء الانقلاب بيانا، تعرف فيه “العالق” بأنه كل مصري كان في زيارة مؤقتة لإحدى الدول، أو كان مسافرًا بغرض السياحة، أو في رحلة علاج، أو في مهمة عمل، أو نشاط تجاري أو ثقافي، أو كان حاضرًا في مؤتمر بالخارج، أو من الطلاب الذين أغلقت المدن الجامعية الخاصة بهم، ولم يتمكنوا من العودة إلى مصر بسبب توقف حركة الطيران جراء تفشي فيروس كورونا. وطالب حكومة الانقلاب من ينطبق عليهم التوصيف الجديد بتسجيل أسمائهم في أقرب سفارة للعسكر، تمهيدا لإعادته إلى مصر. واستبعد تعريف حكومة الانقلاب آلاف العمال الذين تم تسريحهم من وظائفهم أو أُجبروا على الحصول على إجازة مفتوحة دون راتب في عدد من الدول الخليجية بسبب التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا . طالبة ماجستير أبعاد الأزمة وكوارث العسكر كشفت عنها سارة قدري عبد العظيم، طالبة ماجستير مصرية بجامعةKU Leuven في بلجيكا، حيث أكدت أنها تتعرض حاليا لأزمة بسبب عدم قدرتها على العودة إلى مصر، خاصة بعد إبلاغها بتكلفة العودة بجانب تكلفة تقدر بحوالي 1500 جنيه في الليلة الواحدة بالعزل الصحي. وقالت الطالبة سارة قدري، على هامش شهادتها التي نشرتها على حسابها ب"فيسبوك"، إن عدد الطلاب الراغبين في العودة من بلجيكا إلى مصر حوالي 25 طالبًا، مؤكدة أن أغلبهم لن يعود إلى مصر بسبب ارتفاع تكلفة تذاكر الطيران بجانب الحجر الصحي 14 يوما في مرسى علم. وأشارت إلى أنها تلقت مكالمة من السفارة تفيد بوجود رحلة عائدة إلى مصر من أمستردام، وتكلفة العودة للشخص الواحد إلى جانب قيمة تذكرة الطيران، إقامة في إحدى فنادق مرسى علم بأسعار 750 جنيها للغرفة المزدوجة أو 1500 للفردية. وتساءلت سارة "حتى بداية أبريل كل الرحلات التي عادت من خارج مصر كانت تقيم في الحجر الصحي دون دفع أي مبالغ، فلماذا يحدث العكس الآن؟"، مؤكدة أنهم طلاب لا يستطيعون تحمل هذه التكلفة. واختتمت قائلة "احنا مجموعة من الطلاب، الفلوس هي اللي بتمنعنا من العودة إلى مصر، فهل ده سبب عادل؟". نيجيريا وفي نيجيريا، جدد مصريون عالقون هناك نداءهم إلى سلطات العسكر للتدخل لحل مشكلتهم وإعادتهم إلى البلاد، محذرين من تدهور الوضع الأمني فى نيجيريا في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد. كان أكثر من مائة مصري عالق في نيجيريا قد وجهوا، في 6 أبريل، استغاثة إلى سلطات العسكر لإعادتهم. وقالوا إن مدينة لاجوس النيجيرية التي يُقيمون فيها تشهد انفلاتًا أمنيًا، مؤكدين أنهم يخشون النزول من أماكن إقامتهم بسبب هذه الأوضاع وحوادث السرقة المتكررة، خاصة بعد خطف مواطن سوري منذ أيام. وتساءلوا: “هي سفارة العسكر مش متابعة؟”، مؤكدين “محدش تواصل معانا ولا قلنا ميعاد سفر”. وطالبوا سلطات العسكر بسرعة إجلائهم من نيجيريا، وقالوا: «احنا عايزين نرجع مش بس عشان كورونا ولا علشان إنه مفيش شغل.. إحنا عايزين نرجع لأن الوضع أمنيا مبقاش طبيعي”. مجاملة الأمريكان وطالب السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، حكومة الانقلاب بالرد وتوضيح حقيقة ما نُشر عن قيام طائرات تابعة لشركة مصر للطيران بتنظيم رحلات خاصة لإعادة مواطنين أمريكيين إلى وطنهم، في حين يُترك المواطنون المصريون عالقين في دول كثيرة حتى الآن. واستنكر الأشعل، في تصريحات صحفية، تحميل المصريين العالقين في الخارج تكلفة عودتهم لبلدهم، ودفع ثمن تذاكر السفر رغم ارتفاع تكلفتها نظرًا للظروف الحالية وتعليق حركة الطيران في معظم دول العالم . وشدد على ضرورة أن تتحمل حكومة العسكر تكاليف سفر العالقين، بالإضافة إلى تكاليف الحجر الصحي لجميع العائدين إلى وطنهم .