بينما يحاول البشر التقاط أنفاسهم من خلف الأقنعة، تظهر وجوه الجنرالات فى بلادنا بصورة أشد قتامة من الوباء، أشد دونية وانحطاطا من جرائمهم المعتادة في الحرب. يجسد مشروع الانقلاب العسكري في الجارة الليبية هذا النموذج بجدارة، مع إصرار قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على استهداف مستشفى العزل المخصصة لعلاج المصابين بكورونا فى العاصمة طرابلس. يجسده وهو يقطع الكهرباء عن سكانها، وهو يقطع عنهم الماء، وهو يجدد هجماته الدامية على أحيائها فى سبيل انتزاعها من الحكومة. هذه الهجمات التي تجرى بدعم من عرّابه فى القاهرة، وبأموال الخزانة في أبو ظبي، وأيادي المرتزقة في موسكو. كانت هذه أبرز تفاصيل المشهد الليبي على مدى أسابيع مع ظهور الوباء، قبل أن تشهد تخوم العاصمة وعلى امتداد ساحلها الغربي أمس عملية عسكرية واسعة وخاطفة استطاعت خلالها قوات الجيش التابعة للحكومة استعادة السيطرة على الساحل وحتى الحدود الليبية التونسية. ولم تكتف قوات الجيش التابعة للحكومة بتحرير مدن ومناطق الساحل الغربي فقط، حيث أكدت غرفة عمليات المنطقة الغربية أنها لاحقت فلول حفتر الهاربة، وأن الطيران المسير التابع للجيش قصف الفلول المنسحبة على امتداد الطريق بين هذه المدن حتى قاعدة الوطية العسكرية. هذه القاعدة التى كشف آمر اللواء الأول فى حكومة الوفاق، أنها كانت تعد لإطلاق هجوم على مدينة زوارة في سبيل السيطرة على منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس، ضمن خطط وضعتها الإمارات وصادقت عليها المخابرات المصرية، على حد قوله. خطة كانت تقضي أيضا بإطلاق هجوم موازٍ على محطة شركة بلاتا للغاز وشركة إينى الايطالية؛ بهدف الضغط على روما كونها تتجاوب مع الحكومة الليبية الشرعية، ولا ينقصها تبعات مساندة هذه الشرعية فى وقت يعانى فيه الإيطاليون من تبعات الوباء. هذا الوباء الذي كان يفترض أن يكون سببا فى إسكات صوت القذائف فى ليبيا وتركيز جهود الغارمين لوقف معاناة الليبيين، يتحول الآن إلى سبب للإرغام على القبول بالحسم العسكري فى ظل انشغال العالم بمكافحة الوباء. وبعد تحول لافت في موازين السيطرة غربي العاصمة الليبية طرابلس، أعلنت حكومة الوفاق الوطني عن ملاحقة فلول قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الهاربة، بعد تحرير كامل المدن والبلدات بطول الساحل الغربي. وأكد المتحدث باسم الجيش الليبى، محمد قنونو، أن قوات الوفاق تواصل تقدمها وفق الخطة التي أعدتها في إطار عملية عاصفة السلام؛ ردا على القصف المتكرر لأحياء فى العاصمة طرابلس وتأييدًا وتأديبًا لمليشيات المرتزقة، على حد تعبيره. وذكر قنونو أن القوات الحكومية غنمت 6 مدرعات إماراتية و10 دبابات بالإضافة إلى عشرات الآليات المسلحة وترسانة هائلة من الأسلحة والذخائر المصرية والإماراتية، على حد قوله، لتنتهي خارطة الميدان الجديدة بسيطرة قوات الحكومة على طول الساحل الغربي وحتى الحدود التونسية. وقال عبد السلام الراجحي، الباحث السياسي، إن ما استردته قوات كومة الوفاق الوطني من مليشيات حفتر يعادل 3 أضعاف مساحة دولة الإمارات الداعمة لحفتر، مضيفا أن ما حدث معجزة عسكرية حيث تمت العملية بدون أي خسائر بشرية في قوات حكومة الوفاق أو المدنيين. وأضاف الراجحي، في مداخلة هاتفية قناة مكملين، أن قوات حكومة الوفاق سيطرت على 7 مدن وأعادتها إلى سلطة الحكومة المركزية في طرابلس، وطردت منها عصابات حفتر متعددة الجنسيات، مضيفا أن ما ساعد على إنجاز المهمة هو تمتع قوات حكومة الوفاق بشعبية كبيرة في هذه المدن، وأن هذه المدن من الداعمين للثورة الليبية، بالإضافة إلى المعاملة السيئة التي تعرضوا لها من قبل مليشيات حفتر. وأوضح الراجحي أن الليبيين استقبلوا قوات حكومة الوفاق بفرحة عارمة، بعد أن تعرضت لفظائع على يد عصابات حفتر، منها أن قوات حكومة الوفاق عندما دخلت سجن صرمان الذي تسيطر عليه مليشيات سلفية جهادية عثروا على أطفال وشيوخ ونساء مختطفين لابتزاز أهلهم. هل يصمد الدعم التركي لحكومة الوفاق أمام الدعم الإماراتي الروسي المصري هل يصمد الدعم التركي لحكومة الوفاق أمام الدعم الإماراتي الروسي المصري لمرتزقة حفتر؟! شاهد مع الباحث السياسي الليبي عبدالسلام الراجحي Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Tuesday, April 14, 2020 بدوره محمود الرملي، الباحث في الشئون السياسية: إن هناك محطات كبيرة في تاريخ الثورة الليبية التي جاءت ضمن ثورات الربع العربي، الذي حاول الطغاة إسكاته بطريقة أو بأخرى، مضيفا أن ليبيا انتصرت في المعركة أول أمس كما انتصرت في المعارك السابقة، وهذه ليست المرة الاولى ولن تكون الأخيرة، إلى أن ينتهي شبح هذا الطغيان المتمثل في حفتر ودول محور الشر. وأضاف الرملي، في مداخلة هاتفية قناة مكملين، أن الحكومة الليبية توجهت إلى المجتمع الدولي وبعد أن أعيتها السبل، وبعد أن عض حفتر اليد التي امتدت له بالسلام؛ لأنه ليس أهلا للسلام بل هو عميل أمريكي ومهزوم سابقا وسيهزم حاضرا ومستقبلا، مضيفا أن نجاح قوات حكومة الوفاق في تحرير 6 مدن في 6 ساعات أسطورة في الحروب العسكرية. قصة اليوم طرابلس تقلب الطاولة على حفتر وحلفائه.. تفاصيل الخطة الإماراتية الفاشلة للسيطرة على الحدود الليبية التونسية في قصة اليوم Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Tuesday, April 14, 2020