على مدى أسابيع، تسارعت تطورات الملف الليبي سواء في ميدان القتال أو في الدوائر السياسية للفاعلين الإقليميين والدوليين، فمن جهة تحقق قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر تقدما ملحوظًا على الأرض بعد انضمام الروس إلى حلفائه الإقليميين الإمارات ومصر، ومن جهة ثانية تعول حكومة الوفاق الوطنية المعترف بها دوليًّا، برئاسة فايز السراج، على تحصيل دعم تركي سخي في ظل تقلب المواقف الغربية من الأزمة. لكن وفي خطوة لم يحسب حلفاء حفتر حسابها، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عن توقيعه مذكرتي تفاهم مع تركيا، إحداهما تتعلق بالتفاهم الأمني والعسكري بين الجانبين، والثانية بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما، وفيما كان الغاز مادة اشتعال الموقف الإقليمي والغربي من مذكرة ترسيم الحدود، كانت احتمالات أخرى تثير مواقف الأطراف الليبية من المذكرة الأولى، في ظل الحديث عن الدور التركي الذي ربما يحدث فارقا وتوازنا في ميدان المعركة على الأرض، لا سيما بعد أن مكّن السلاح والعتاد التركي من قبل وعلى مدى شهور قوات حكومة الوفاق من الدفاع عن شرعيتها، وصد اجتياح حفتر للعاصمة الليبية. وأكَّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا إذا طلبت الحكومة الليبية الشرعية ذلك. وفي مقابلة مع التلفزيون التركي الرسمي، شدّد أردوغان على أنه سيبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين موضوع دعم موسكو لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مواجهة الحكومة الشرعية. ويأتي حديث أردوغان بعد نحو أسبوع من توقيع حكومتي البلدين مذكرتي تفاهم عنيت الأولى بالتعاون الأمني والعسكري، فيما قضت الثانية بترسيم الحدود وتحديد نطاق السيادة على المناطق البحرية في البحر المتوسط، كما يأتي بعد ذلك تنديد أممي بالدعم الروسي لقوات حفتر في سعيها للهجوم على الحكومة في طرابلس، حيث حذر المبعوث الأممي غسان سلامة من أن هذا الدعم قد يتسبب في حمام دم في العاصمة الليبية طرابلس. خريطة الحلفاء.. من يدعم حفتر ومن يعاديه؟ خريطة الحلفاء.. من يدعم حفتر ومن يعاديه؟#قصة_اليوم Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Tuesday, December 10, 2019 قناة مكملين ناقشت، عبر برنامج قصة اليوم، تطورات الأزمة الليبية، وتداعيات دخول موسكووأنقرة على خريطة التحالفات بين أطرافها، ومدى نجاح أنقرة في إعادة التوازن بين طرفي النزاع بعد أن رجحت موسكو كفة حفتر. عبد السلام الراجحي، المحلل السياسي الليبي، أكد أن جُلّ قوات خليفة حفتر التي تهاجم العاصمة طرابلس ليسوا ليبيين، بل من المرتزقة الروس والسودانيين من قبائل الجنجاويد، بعد أن قُتل جل قوات حفتر على أسوار طرابلس خلال الأشهر التسع الماضية. وأضاف الراجحي أن قوات حفتر تتراجع منذ 9 أشهر، وخسرت مدينة غريان المركزية، ورغم أنَّ قوات حفتر شنت خلال الفترة الماضية عدة هجمات باستخدام المروحيات والطائرات المسيرة الإماراتية، لكن حكومة الوفاق استطاعت إسقاط مقاتلتين تابعتين لحفتر، وتم أسر قائديهما بفضل الأسلحة النوعية الجديدة التي حصلت عليها، وتم أسر قيادي كبير بقوات حفتر. وأوضح الراجحي أن القرار رقم 2259 الذي صدر في ديسمبر 2015، أعطى الحق لحكومة الوفاق الوطني للحصول على أسلحة من أي دولة، كما عقدت حكومة الوفاق في مايو 2016 اتفاقية مشابهة مع أمريكا لمحاربة الإرهاب، وقام سلاح الجو الأمريكي بشن أكثر من 900 غارة حتى الآن على الجماعات المتطرفة، كما ساندت حكومة الوفاق في تحرير مدينة سرت من تنظيم داعش. بدوره قال فراس رضوان أوغلو، المحلل السياسي التركي: إن تركيا سبق وطالبت بالحل السياسي في ليبيا، ووضح ذلك في اتفاق الصخيرات، لكن إعلان حفتر شن هجوم على طرابلس نسف كل الاتفاقيات الموقعة ودفع تركيا للتدخل لمساندة الحكومة الشرعية. وأضاف أوغلو أن ليبيا لديها حكومة معترف بها دوليًّا، وتركيا لجأت إلى المسار القانوني بعقد اتفاق مع الحكومة الشرعية، وإعلان الرئيس التركي تقديم الدعم العسكري لها حال طلبت ذلك بعد موافقة البرلمان التركي. وتوقع أوغلو موافقة البرلمان على تقديم أي دعم عسكري لحكومة الوفاق الليبية حال طلبت ذلك، موضحا أن دخول قوات تركية إلى طرابلس رسالة سياسية لحفتر؛ لإجباره على الدخول في المسار السياسي. وأشار أوغلو إلى أن دخول موسكو على خط الأزمة في ليبيا، يهدف إلى إنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا بعد فشلها في إنشاء واحدة في مصر، وهو ما أثار قلق أمريكا، ولم تجد أمامها غير تركيا كدولة مؤهلة لإعادة التوازن بين قوات حكومة الوفاق وقوات المنقلب حفتر. فراس رضوان أوغلو يكشف رسائل هامة وراء تدخل تركيا في ليبيا.. تعرف عليها فراس رضوان أوغلو يكشف رسائل هامة وراء تدخل تركيا في ليبيا.. تعرف عليها؟#قصة_اليوم Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Tuesday, December 10, 2019