مع إعلان هيئة الأرصاد الجوية ارتفاع درجات الحرارة في مصر بدءا من أمس الأحد حتى نهاية الأسبوع إذا تبلغ اليوم الاثنين حوالي 29 درجة مئوية؛ يتطلع ملايين المصريين إلى أن تفضي هذه التحولات في الطقس من البرودة إلى الدفء إلى تراجع معدلات الإصابة بالفيروس الخطير "كورونا" الذي تحول إلى وباء عالمي. وبحسب الدكتور محمود شاهين، مدير إدارة التنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، فإن درجات الحرارة الاثنين تسجل على القاهرة 29 درجة، والصعيد 32 درجة، والسواحل الشمالية 26 درجة. و"تصل درجات الحرارة بعد غد الثلاثاء 26 درجة على القاهرة، والوجه البحري، 22 على السواحل الشمالية، 35 درجة على جنوب الصعيد". ومنذ بدء مارس الجاري بدأت معدلات الإصابات والوفيات بفيروس «كوفيد 19» المعروف ب«كورونا» في تزايد مستمر، فلم تعلن وزارة الصحة بحكومة الانقلاب إلا عن حالة واحدة حتى 2 من مارس رغم الإعلان عن أكثر من مائة حالة إصابة لسائحين عائدين من مصر من جنسيات متعددة؛ الأمر الذي أثار شكوك العالم حول حقيقة الأرقام التي تعلنها حكومة الانقلاب. لكن الأرقام اليوم باتت مخيفة إذا ارتفع عدد المصابين حتى مساء أمس الأحد إلى 327 حالة والوفيات إلى 14 حالة. وبدا رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي منكسرا في خطابه أمس مع مجموعة من النسوة اللاتي يدعمن نظامه الدكتاتوري محذرا من أن معدلات الإصابات سوف تصل إلى الآلاف. هل يقتله الحر؟ لكن يبقى السؤال المطروح الذي يتمناه كثيرون: هل يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى القضاء على كورونا أو تحجيم عدد الإصابات. تجيب دراسة أمريكية نشرت نتائجها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وأعدها باحثون في معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" بالولاياتالمتحدة ترجح أن يتسبب الطقس الدافئ في إبطاء فيروس كورونا لكنه لا يوقفه بحسب الدراسة. بحسب الدراسة الأمريكية "يبدو أن المجتمعات التي تعيش في أماكن أكثر دفئًا تتمتع بميزة نسبية لإبطاء انتقال عدوى كورونا". ووجد الباحثون، وفق الدراسة أن "معظم حالات انتقال كورونا حدثت في مناطق ذات درجات حرارة منخفضة تتراوح بين 3 و 17 درجة مئوية، في حين أن البلدان ذات المناخات الاستوائية وتلك الموجودة في نصف الكرة الجنوبي، والتي تقع حاليًا في منتصف الصيف، أو في درجة حرارة أعلى من 18 درجة مئوية تمثل أقل من 6% من الحالات العالمية حتى الآن". ونقلت الصحيفة عن البروفيسور المشارك في الدراسة "قاسم بخاري"، قوله إنه "حيثما كانت درجات الحرارة أكثر برودة، يبدأ عدد الحالات في التزايد بسرعة، وهو ما نراه في أوروبا، على الرغم من أن الرعاية الصحية هناك من بين الأفضل في العالم". ويستدل معدو الدراسة على ذلك أيضا بأن انتشار الفيروس وفق درجة الحرارة واضح أيضا داخل الولاياتالمتحدة، حيث شهدت الولاياتالجنوبية الدافئة، مثل أريزونا وفلوريدا وتكساس، نموًا بطيئًا في تفشي المرض مقارنةً بولايات باردة مثل واشنطنونيويورك وكولورادو ". لا يمكن الجزم ما ذكرته الدراسة، ذهبت إليه في وقت سابق الدكتورة "ديبورا بيركس"، المنسقة العالمية للإيدز في الولاياتالمتحدة وعضو فريق مكافحة "كورونا" عندما قالت في مؤتمر صحفي مؤخرا، إن انتشار فيروس كورونا يسير بنفس نمط الفيروسات الموسمية الأخرى من فيصلته. وأوضحت أنه مثل فيروسات الإنفلونزا التي تنتشر بشكل أكبر في درجات الحرارة المنخفضة حيث تتزايد في نصف الكرة الشمالي في الفترة من نوفمبر إلى أبريل. لكن "بريكس" ذهبت في الوقت ذاته إلى أنه لا يمكن الجزم بتلك المعلومات، فقد يأخذ "كورونا" مسارا جديدا في طريقة الانتقال والانتشار. ووفق "نيويورك تايمز"، فقد توصلت دراستان أخريان على الأقل إلى استنتاجات مماثلة فيما يتعلق بفيروس كورونا، ووجدت إحداهما والتي أجراها باحثون في إسبانيا وفنلندا أنه يبدو أن الفيروس قد وجد مكانًا في الظروف الجافة ودرجات الحرارة بين سالب 2 و 10 درجات مئوية. فيما وجدت الأخرى أن أنه قبل أن تبدأ الحكومة الصينية في فرض تدابير محاصرة الفيروس، أبلغت المدن ذات درجات الحرارة المرتفعة والبيئات الأكثر رطوبة عن معدل أبطأ لانتقال العدوى. واعترف البروفيسور "بخاري" بأن "ارتفاع درجات الحرارة قد يجعل من الصعب على الفيروس البقاء في الهواء أو على الأسطح لفترات طويلة من الزمن، ولكن يمكن أن تظل معدية لساعات، إن لم يكن أيامًا". حتى الفيروسات الموسمية مثل الأنفلونزا والفيروسات التي تسبب نزلات البرد لا تختفي تمامًا خلال فصل الصيف. فهي لا تزال موجودة بمستويات منخفضة في العديد من أجسام الأشخاص وفي أجزاء أخرى من العالم، وفق الباحث. وتخطت إصابات كورنا حاجز 339 ألف حالة، فيما بلغ عدد الوفيات أكثر من 14 ألفا و700 حالة. وتحتل الولاياتالمتحدة المرتبة الثالثة عالميا من حيث عدد الإصابات المسجلة بعدوى فيروس "كورونا" المستجد "COVID-19"، بعد أن تجاوزت حصيلة المصابين فيها 34 ألف حالة، بينها 457 وفاة.