أكدت صحيفة "الأنوار" اللبنانية أن قرارات الرئيسمحمد مرسى الأخيرة أثبتت العديد من الحقائق الجوهرية، منها: رسوخ مفهوم الدولةفي مصر وتجذر المؤسسات واحترام القوانين المنظمة لها، والفصل بين السلطات، والحرص على استقلال السلطة القضائية. أثبتت كذلك أن رئيس الدولة في النظام الرئاسي يكون قويا ومهابا بقدر ما يتمتع به من دعم القاعدة الشعبية الواسعة له، وليس بالضرورة أن يستمد قوته من القوات المسلحة أو قوى الأمن. ومنها أيضا أن يتصرف الرئيس بأمانة من وحي متطلبات منصبه كرئيس للمصريين جميعا، حتى ولو وصل الى موقعه بدعم حزبي معين. وأضافت الصحيفة إنه من الطبيعي أن يبدأ الرئيس مرسي عهده بإعادة ترتيب شئون البيت المصري الداخلي، وقد تمكن بين عشية وضحاها من تفكيك الالتباس القائم في المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام السابق، وإعادة الأمور إلى مجراها الدستوري الطبيعي. وما يرتبط بذلك عضويا وهو ما يجرى حاليا من ترسيخ الأمن الداخلي، وإنهاء المظاهر المسلحة غير القانونية في سيناء وغيرها، ومن الطبيعي أن يتم الانصراف في المرحلة التالية إلى الأوضاع الاقتصادية التي اهتزت بشدة خلال الثورة، وإعادة وضع القواعد المناسبة لإطلاق دينامية اقتصادية جديدة في البلاد. وأشارت إلى أن مصر لن تكون مصر دون التوجه سريعا إلى القيام بدورها القومي،وبخاصة في هذه الظروف المتفجرة والمصيرية التي تمر بها الأمة والعديد من أقطارها. وقالت إن الدور الذي يليق بمصر هو إحياء خط المصالحة البينية بين العرب،والعمل على إطفاء الحرائق في المنطقة العربية، وبذل جهود مضنية لمحاصرة عوامل التفرقة والانقسام، والعودة إلى خط التعاون والتسامح والعمل العربي المشترك، وهو الدور الذي لم يعد يجد دولة عربية تتطوع للقيام به!.