واصلت السلطات السعودية صمتها إزاء ما أكدته وسائل إعلام أمريكية ووكالات أنباء عن اعتقال أمراء بارزين بينهم الأمير أحمد بن عبدالعزيز شقيق العاهل السعودي والأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق. ونقلت وكالة رويترز أن ولي العهد السعودي اتهم الأمراء المعتقلين بالتواصل مع جهات أجنبية بينها أمريكا. ما مغزى استمرار صمت الرياض إزاء خبر بهذه الخطورة؟ وما دلالة اعتقال أمراء بهذه الأهمية في هذا التوقيت؟ وما هي تداعيات هذه الخطوة على تماسك الأسرة الحاكمة؟ وما ردة الفعل الداخلية والخارجية المحتملة عليها؟ بحسب رويترز فإن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وافق على اعتقال شقيقه الأمير أحمد بن عبدالعزيز وابني أخيه الأميرين محمد بن نايف ولي العهد السابق والأمير نواف بن نايف. وكانت وسائل إعلام أمريكية ووكالات أنباء قد أكدت أن السلطات السعودية اعتقلت الأمراء الثلاثة في وقت مبكر من صباح الجمعة، ونقلت وكالة رويترز وصحيفتا وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز الأمريكيتان عن مصادر مطلعة أنه تم اعتقال الأميرين أحمد بن عبدالعزيز شقيق العاهل السعودي ومحمد بن نايف ولي العهد وأخيه الأمير نواف بين نايف. ووفق الصحيفتين فإن مقنعين من حرس الديوان الملكي اعتقلوا الأميرين أحمد بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف صباح الجمعة من منزليهما الذين خضعا للتفتيش، أما ووكالة رويترز التي نقلت الخبر عمن أسمتهما مصدرين مطلعين فقد أكدت أن اعتقال الأمير محمد بن نايف وأخيه غير الشقيق نواف تم في أثناء وجودهما في مخيم خاص بالصحراء. وأضافت الوكالة أن المكتب الإعلامي للحكومة السعودية لم يرد على طلبها التعليق على الخبر، ونقلت الوكالة عن مصادر في وقت سابق أن الأمير أحمد بن عبدالعزيز كان من بين 3 أشخاص فقط في هيئة البيعة التي تضم كبار أعضاء الأسرة الحاكمة عارضوا تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في عام 2017. بدورها عززت صحيفة نيويورك تايمز ما ذكرته رويترز عن فرض قيود ومراقبة على تحركات الأمير محمد بن نايف منذ الإطاحة به كولي للعهد من قبل ولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان. وقال الدكتور سعد الفقيه، رئيس الحركة الإسلامية للإصلاح، إن اعتقال الأمير أحمد بن عبد العزيز تحديدا له دلالات خطيرة، "ولن يمر مرور الكرام داخل العائلة". وأضاف الفقيه في مداخلة لبرنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة"، أن الأمير أحمد بن عبد العزيز يعتبر "عميد" الأسرة الحاكمة وذو مصداقية كبيرة، ويدين له العديد من شيوخ القبائل بالولاء، موضحا أن محمد بن سلمان لن يجرؤ على اعتقاله إلا لسبب جلل مثل وفاة الملك سلمان. وأشار الفقيه إلى أن مصادر مطلعة بالرياض أرجعت سبب حملة الاعتقالات الأخيرة إلى وفاة الملك سلمان بن عبد العزيز بشكل مفاجئ، الأمر الذي أدى إلى ارتباك ولي العهد فبادر باعتقال أبرز الأمراء الذين يخشى معارضتهم لسياسته، ويطعنون في شرعية توليه الحكم. وأوضح الفقيه أن صمت أمراء آل سعود على تصرفات محمد بن سلمان "احتراما لمقام والده"، مشددا على أن هذا الصمت لن يدوم، متوقعا حدوث ردة فعل قوية من بعض الأمراء ضد محمد بن سلمان من خلال إصدارهم بيانات مناهضة له وتحريك من يوالونهم في الجيش وشيوخ القبائل.