تاريخ طويل من العداء في العلاقات بين السودان والكيان الصهيوني تصَاعَدَ حتى قصف مواقع داخل السودان بالطيران الصهيوني، واتهام تل أبيب للخرطوم بالوقوف وراء هجمات إرهابية تستهدفها. اتهامات كانت السبب المباشر لإدراج السودان على اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، حتى بضعة شهور كان الحديث عن التطبيع مع الكيان الصهيوني من المحرمات، وكانت الشوارع في الخرطوم تهدر بمظاهرات منددة بالتدخل الأمريكي في شئون المنطقة، آخرها المسيرات الرافضة لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صفقة القرن. صُدم الشارع السوداني بلقاء جمع البرهان برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا، والذي غرد أنه لقاء تاريخي قبل أن تتبرأ حكومة عبد الله حمدوك من اللقاء، في انتظار توضيحات، ما يمثل انقلابًا في مسيرة هذه العلاقة، خاصة أنه جاء بعد يوم واحد من اتصال هاتفي بين رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مع وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو. حالة من الاستنكار والدهشة اجتاحت الأوساط السودانية والعربية عقب إعلان مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن لقائه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في عنتيبي بأوغندا، وأنهما اتفقا على بدء حوار من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين. الأمر الأكثر إثارة هو حالة الغموض التي أحاطت بموقف الحكومة السودانية، بعد نفي الناطق الرسمي باسم الحكومة في السودان وجود معلومات عن تفاصيل لقاء البرهان ونتنياهو، مؤكدا أن الحكومة علمت بالاجتماع من وسائل الإعلام، كما لم يتم التشاور مع مجلس الوزراء بشأن هذا اللقاء. جرأة رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان في تخطي الجميع والتوجه للقاء نتنياهو في أوغندا، في لحظة إعلان خطة ترامب ونتنياهو لتصفية القضية الفلسطينية، كاشفة عن دلالاتها وخطورتها. قناة “مكملين” ناقشت، عبر برنامج “قصة اليوم”، دلالات لقاء البرهان ونتنياهو وتداعياته الداخلية على مسار الثورة السودانية، وعلى الإجماع الأخير الرافض لصفقة القرن. الدكتور محمد أحمد الضوينة، المحلل السياسي السوداني، رأى أن اللقاء بين البرهان ونتنياهو جاء بعد تعرض السودان لضغط كبير جدًّا من قوى خارجية وإقليمية جرت السودان لهذا الموقف الذي لا يقبله الشعب السوداني . وأضاف الضوينة أنه قبل الثورة السودانية كانت هناك أعمال عدائية تجاه السودان لإجباره على التطبيع مع الاحتلال، بداية من الحصار، ومرورًا بالإدراج على قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقد بذل السودان جهودًا كبيرة بعد الثورة للخروج من هذه القائمة عبر زيارات مكوكية لواشنطن، لكن واشنطن تعنتت وأصدرت قرارا قبل أيام بحظر منح المواطنين السودانيين تأشيرات دخول إلى أمريكا. وأوضح أن القضية ليست قضية إرهاب، لأن واشنطن اشترطت التطبيع مع الاحتلال الصهيوني لرفع العقوبات وإزالة اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب، ورغم أن السودان رفض الخضوع لتلك الابتزازات منذ عهد البشير حتى الآن، لكن نتيجة الضغوط الخليجية رضخ السودان في النهاية. وأشار إلى أن الوضع في السودان اختل بعد الثورة، كما أن مخرجات الثورة خرجت عن مساراتها الحقيقية، وحدثت كثير من التنازعات بين الشعب السوداني والحكومة الانتقالية ووقعت إشكاليات أهلية وتنازعات أمنية داخلية، بالإضافة إلى انهيار اقتصادي كامل ما تسبب في اضطراب المشهد السوداني، لكن موقف الشعب السوداني من القضية الفلسطينية موقف ثابت. وشكك الضوينة في عدم معرفة حكومة حمدوك بهذا اللقاء؛ لأنه تحرك كبير واتفاق يمس السيادة الوطنية السودانية، وإذا كانت الحكومة الانتقالية لا تعلم بهذا اللقاء فعليها تقديم استقالتها. المحلل السياسي السوداني محمد الضوينة: #حكومة_حمدوك كانت تعرف باللقاء بين #البرهان و #نتنياهو وإن لم تكن تعرف فعليها الاستقالة فوراً المحلل السياسي السوداني محمد الضوينة: #حكومة_حمدوك كانت تعرف باللقاء بين #البرهان و #نتنياهو وإن لم تكن تعرف فعليها الاستقالة فوراً#قصة_اليوم Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Tuesday, February 4, 2020 ونوه الضوينة إلى أن الأحزاب السودانية أحزاب مرحلية، وهناك حزب الأمة الذي أيّد هذه الخطوة للأسف، بالإضافة إلى أحزاب أخرى، موضحا أن هذا اللقاء لم يصل إلى درجة التطبيع، والشعب السوداني سوف يتدخل لوقف هذا التحرك، وسيحول دون تطوره إلى تطبيع وعلاقات دبلوماسية. ولفت إلى أنه إذا كان البرهان يتحجج بمعالجة المشكلة السودانية والوضع الاقتصادي فهناك دول كثيرة تحيط بالسودان ولديها علاقات تطبيع مع إسرائيل ولم تشهد استقرارا اقتصاديا، مثل مصر وتشاد وجنوب السودان، مضيفا أن إسرائيل هدفها الأساسي التواجد في منطقة الشرق الأوسط، وتستخدم أمريكا للضغط على السودان وغيره من الدول للتطبيع معها. يجب على المجلس الانتقالي السوداني الان وقف هذا التطبيع والرجوع للشعب السوداني لانه هو صاحب القرار الأول والأخير #قصة_اليوم المحلل السياسي السوداني محمد الضوينة: يجب على المجلس الانتقالي السوداني الان وقف هذا التطبيع والرجوع للشعب السوداني لانه هو صاحب القرار الأول والأخير#قصة_اليوم Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Tuesday, February 4, 2020