مانويل مسلم رجل دين مسيحي وعضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات راعي كنيسة اللاتين في غزة سابقا عرف بمقاومته للاحتلال ومناهضته للسلطة، ودفاعه المستميت عن المقاومة ورجالها، كما عرف بمطالباته المتكررة بإنهاء الانقسام ورصّ الصفوف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ووجّه مسلم كلمة شديدة اللهجة إلى حكام صفقة القرن الصهاينة، قائلا: "يا أيها الحكّام العرب نحن سلمنا مفاتيح القدس إلى أيدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الطاهرة، وأنتم تسلّمونها اليوم إلى أيدي الصهاينة الملطخة بدماء المسلمين والمسيحيين. تطبيعكم مع إسرائيل خيانة إيمانية ووطنية وإنسانية". أنتم لا تستحقون فلسطين وأضاف القس مسلم: "يا أيها المتهافتون المتخاذلون ويا حكام العرب الساعين إلى التطبيع مع إسرائيل اسمعوا: نحن الفلسطينيين المسيحيين سلمنا أجدادكم المسلمين الشرفاء مفاتيح فلسطينوالقدس. وتسلمنا منهم العهدة العمرية". وتابع: "نحن ثَبَتْنا أمناء على العهد وسنبقى كذلك؛ أما أنتم فماذا صنعتم بتلك المفاتيح؟ ولمن سلمتموها؟ نحن، إلى أيدي أمير المؤمنين الطاهرة سلمناها، وأنتم تُسَلّمونها اليوم إلى أيدي الصهاينة الملطخة بدماء المسلمين والمسيحيين". مشددًا: "أنتم لا تستحقون فلسطين، ولا القدس أرض الإسراء والمعراج. لأنكم بالتطبيع طمستم وأهملتم آية الإسراء الكريمة كأنها لم تَعُد جزءا من عقيدتكم الإسلامية؛ لكنها كذلك. هذه خيانة إيمانية ووطنية وإنسانية. هل تريدون أن تحموا إسرائيل؟ احموها". مضيفًا: "امنحوها صكوك غفرانكم وثبّتوا وجودها بالتطبيع والسلام. لكننا نعدكم أن اسرائيل سترحل عن أرضنا مهيضة الجناح ذليلة بسواعد المقاومين الشرفاء. سترحل. سترحل. سترحل". لأنكم لا تخجلون واستطرد القس مسلم سائلاً: "أليس المسلم من سَلِم الناسُ من يده ولسانه؟ نحن أهلكم الفلسطينيين ما سلمنا لا من يدكم التي تُوَقّع على التطبيع وتصافح نتنياهو وليبرمان ولا من عيونكم التي تبكي على بيرس ورابين ، ولا من لسانكم الذي ينعت المقاومين بالمليشيات والإرهابيين". وتابع: "ولا من أخلاقكم لأنكم لا تخجلون أن ترقصوا مع الحخامات وتشربوا نخب القدس عاصمةً للكيان الصهيوني كأنكم تعترفون بها عاصمة لإسرائيل قبل ترامب وتوقعون قبله على صفقة القرن التي تشطب من التاريخ قضيتنا الفلسطينية وتتجاهلون حق العودة وآلام المهجّرين والمشتتين والمحاصرين. أتطربون على أنغام النشيد الإسرائيلي هتفا؟ اطربوا". وأوضح: "إن الزمن بطيء على من ينتظر؛ وطويل على الباكين؛ لكنه قصير جدا على من يفرحون.” نحن انتظرنا وبالتطبيع اليوم تؤجلون عودتنا وتحريرَنا. وبكينا وأطلتم حزننا ودموعنا؛ أما فرحُ عدونا الصهيوني ومن يطبّعون ويتعاونون معه فسيكون قصيرا جدا بإذن الله". وأطلق نداء للمقاومة بالقول: "عودوا إلى فلسطينكم أيها الحكام العرب؛ عودوا إلى حيفا ويافا والرملة واللد وبيسان وبئر السبع فهي لكم ولا تزال تنتظركم. عودوا إلى غزة وفكوا حصارها. عُدْ الى قدسك يا فاتح القدس وقارئ القرآن، فهي تبكي أبناءها الشهداء وتستغيث تطلب حماية أهل سلوان والمهجرين والمهدمة بيوتهم. واذكروا أن ما يجري في القدس سيجري في مكة والمدينة ويثرب". وختم قائلاً: "هذا وعد هيرتزل أن يهدم كل الاماكن المقدسة لدى الشعوب في القدسومكة والمدينة لأنها أماكن وثنية كل فلسطين لنا من بحرها إلى نهرها ومن رأس الناقورة إلى أم الرشراش. وليس للغازي ذرة تراب واحدة متنازع عليها معنا". وشدد: "التطبيع لن يتوقف ولا ترامب ولا نتنياهو ولا أوسلو. العصيان المدني السلمي أولا عليهم جميعا هو الذي يكبح جماحهم. نحن ننادي به. ونناديكم أيها الشرفاء أن تدعموه وتساندوه بتأسيس رابطة تمثل المسلمين والمسيحيين ومحبي السلام تحت اسم رمزي” التين والزيتون” لدعم القدسوغزة". معتز بالمقاومة عرف الأب مانويل بنضاله المستميت ضد الاحتلال الإسرائيلي وتحريضه على المقاومة، واعتزازه بالعلاقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وافتخاره بدور المسيحيين الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وهو صاحب الجملة المشهورة "إن هدموا مساجدكم ارفعوا الأذان من كنائسنا"؛ حيث قالها أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2014 في عملية أطلق عليها الاحتلال اسم "الجرف الصامد"، وأطلقت حماس عليها اسم "العصف المأكول" على تصديها للعدوان. وردًّا على قانون منع الأذان الإسرائيلي خاطب متنويل المسلمين قائلاً: "إذا منع الاحتلال الأذان في مساجد القدس ارفعوا الأذان فوق أجراس كنائسنا"، ودعا أيضًا لبدء العصيان المدني في القدس والأراضي المحتلة ردًّا على الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين. كما انتقد مرارًا التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ودعا إلى العصيان المدني لإسقاط السلطة والاحتلال، واعتبر أن الشعب الفلسطيني يعيش وضعًا مخزيًا بسبب الاحتلال والانقسام. ضد الصهيونية وحين شارك رئيس سلطة التنسيق الأمني محمود عباس وصهاينة عرب آخرون في تشييع جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، اعتبر الأب مسلم ذلك سقوطا للمشروع الوطني الذي يقوده عباس. ومن مواقفه المشهود تلك المتعلقة بالقدس؛ حيث عرف بدفاعه عنها ورفضه للإجراءات الإسرائيلية بحقها، وتأكيده أنه لا معنى لفلسطين بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون هويتها ومقدساتها ومساجدها وكنائسها. وأعلن أكثر من مرة رفضه زيارات الشخصيات الدينية والسياسية للقدس البابا تواضروس، والرئيس السادات مثلاً، باعتبار أن زيارة أي رمز عربي للقدس بمثابة حل العقدة قليلاً عن رقبة إسرائيل ومنحها نفسًا جديدًا. ويعرف عن الأب مسلم علاقته القوية بحركة حماس وثناؤه عليها، وافتخاره بها، وتشديده على أنها جزء أصيل من الشعب الفلسطيني وتعبير فصيح عن خيار الشعب الفلسطيني الرافض للاحتلال.