“انتهى عهد بيع القطاع العام.. والعمال هم عصب مصر.. واللي بيطلب من غيره لا يمتلك إرادته.. لازم ننتج غذاءنا.. لازم ننتج دواءنا.. لازم ننتج سلاحنا”، هكذا بدأ الرئيس الشهيد محمد مرسي حديثه لعمال مصر في عيدهم عام 2013 من داخل مجمع الحديد والصلب بحلوان لترد جموع العمال التحية بهتاف “بنحبك يا مرسي بنحبك يا مرسي”. الرئيس مرسي أكد خلال كلمته أن مجمع الحديد والصلب بحلوان يعد رمزا كبيرا للصناعة المصرية وهو رمز للعرق والجهد ولكل مصانع وعمال مصر، وأنه كان حريصا على زيارة المجمع لرمزيته وجذوره الضاربة في التاريخ. الرئيس مرسي منذ عام 1974 كان يحلم وهو في بداية حياته بأن يكون مجمع الحديد والصلب بحلوان القاطرة التي تقود الصناعة، وكان يرى أن الاهتمام بالقطاع الخاص لا يكون أبدًا على حساب القطاع العام، وكان يرى ضرورة إعادة الحياة لمصانع القطاع العام، مثل مجمع الحديد والصلب ومجمع الألومونيوم وشركة الإسكندرية للنحاس وشركات الغزل والنسيج في المحلة، وغيرها، من خلال ضخ استثمارات جديدة ورؤية جديدة ونهضة حقيقية. وحرص الرئيس مرسي على إيصال رسالة طمأنة لعمال مصر بأن “عهد بيع القطاع العام انتهى”، ولن يترك مهندس أو عامل وظيفته ويتحول إلى عاطل وهو في عز قدرته الإنتاجية، وشدّد على أهمية النهوض بمصر بسواعد عمال مصر. وكان الرئيس مرسي يستهدف إنتاج 3 ملايين طن من خام الحديد بمجمع الحديد والصلب سنويًّا، وكان يخطط لإحداث تنمية حقيقية بمجمع الحديد والصلب لتحقيق هذا الغرض، وأنه حرص خلال زياراته الخارجية للدول الصناعية على تأكيد دعم مجمع الحديد والصلب. https://www.youtube.com/watch?v=igtb8DxIC6M تصفية الشركة في المقابل وبعد 7 سنوات من استيلائه على السلطة قرر عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، تصفية شركة “الحديد والصلب” بزعم تحقيقها خسائر في الفترة الأخيرة؛ حيث بلغت مديونيتها 310 ملايين دولار، وقالت مصادر إن الإعلان الرسمي بانتظار تدبير تعويضات 7500 عامل. وشركة الحديد والصلب العملاقة لها دور رئيسي في بناء السد العالي، وحائط الصواريخ أثناء حرب أكتوبر المجيدة، ورغم ذلك شكلت حكومة الانقلاب في شهر مايو الماضي لجنة لتقييم شركة الحديد والصلب، 66 عاما، تضم غزارة من المهندسين العسكريين، فقررت تصفية الشركة رغم أنه خلال السنوات الثلاث الماضية سرحت الحكومة أكثر من نصف العمال. خسائر متتالية وبحسب “إندبندنت عربية” تدهورت نتائج أعمال شركة الحديد والصلب؛ إذ انخفضت مبيعات الشركة خلال أول 4 أشهر من العام المالي الحالي لتصل إلى 265 مليون جنيه (حوالي 16.5 مليون دولار) مقابل 368 مليون جنيه (23 مليون دولار) خلال الفترة المماثلة من العام الماضي، بنسبة انخفاض 28% على أساس سنوي. وحققت الشركة خلال الربع الأول من العام المالي الحالي خسائر بلغت 368 مليون جنيه (23 مليون دولار)، مقابل خسائر بلغت 178 مليون جنيه (حوالي 11 مليون دولار) بالفترة المقارنة من 2018-2019، بمعدل خسائر وصلت إلى 4 ملايين جنيه (حوالي 249 ألف دولار) يوميًّا. وارتفعت الخسائر الصافية للشركة خلال العام المالي 2017 – 2018 بنحو 19% على أساس سنوي وصولا إلى 899.6 مليون جنيه (50.61 مليون دولار). وأظهرت بيانات الشركة تراجعًا كبيرًا في حجم مبيعاتها، لتصل خلال النصف الأول من العام المالي الماضي إلى 69.8 مليون طن، مقابل 129.9 مليون طن خلال الفترة المقارنة من العام المالي 2016-2017.