الدولة تتدخل بقوة لكسر الاحتكار.. عودة عملاق الحديد والصلب بحلوان

تتضح رؤية الدولة وموقفها من دعم صناعة الحديد والصلب من خلال الاتجاه إلى إعادة هيكلة وتطوير شركات قطاع الأعمال العام العاملة فى هذا المجال وتأتى فى مقدمتها شركة حديد والصلب بحلوان والدلتا للصلب والتى عانت من الإهمال على مدار أعوام طويلة نتيجة الإهمال وعدم التطوير وتمثل ذلك فى تحديث كامل لمصانع الدلتا للصلب التى ترجع معداتها الحاليه منذ إنشائها فى الأربعينيات وإنشاء مصانع جديدة بتكنولوجيا حديثة ترفع الإنتاج 10 أضعاف باستثمارات تصل إلى مليار جنيه.. وأيضا شركة الحديد والصلب جار العمل على تحديد محاور تطوير الشركة وتذليل العقبات التى تعوق عمليات التطوير من مديونيات واجتذاب شريك عالمى لضخ استثمارات تصل إلى 500 مليون يورو للشركة الحديد والصلب بحلوان.
1 مليار جنيه استثمارات مشروع تطوير الدلتا للصلب ورفع طاقتها الإنتاجية 10 أضعاف
مشروع تطوير شركة الدلتا للصلب يتم من خلال تحديث كامل للمصانع بمعدات والآلات جديدة، ورفع الطاقة الإنتاجية لحديد التسليح إلى 500 ألف طن، والمسبوكات إلى 10 آلاف طن.
ووفقا لمشروع التطوير الذى ستموله الشركة القابضة للصناعات المعدنية من خلال الاستفادة من أصول الدلتا غير المستغلة حيث تقام مصانع الشركة على مساحة 80فدانا منها ما يقصصصرب من 30فدانا غير مستغلة سيتم استخدامها فى مجال التطوير العقارى واستغلال حصيلتهم فى تمويل مشروع تحديث مصنعين جديدين الدلتا للصلب مصنع لحديد التسليح ومصنع للمسبوكات على مساحة 50فدانا بتكلفة قد تصل إلى مليار جنيه ومدة تنفيذ المشروع تستغرق 22شهرا.
وتسعى الوزارة للإسراع ببرنامج التحديث حيث تواصل الشركة تحقيق خسائر منذ سنوات.
كشفت البيانات المالية للشركة، أنها خسرت 68 مليون جنيه العام المالى 2017-2018، مقابل خسائر بلغت 48 مليون جنيه العام المالى 2016-2017، وتستهدف الشركة خلال العام المالى الجارى، خفض الخسائر ل2 مليون جنيه فقط، تمهيدا لتحقيق أرباح متصاعدة الأعوام المقبلة، تزامنا مع برنامج التحديث.
وأرجعت الشركة الخسارة المحققة، نتيجة للتقادم الآلات والمعدات التى ترجع معظمها إلى الأربعينات منذ تأسيس مصنع الشركة زيادة أسعار الخامات والكهرباء والطاقة الإنتاجية القصوى للمصنع الحديد 120ألف طن سنوياً يتم الوصول إلى 40ألف طن فقط ومصنع للمسبوكات ينتج 1000طن فقط.
ووفق البيانات المالية للشركة فإنه بلغت مبيعات الشركة 487.2 مليون جنيه العام المالى 2017-2018، مقابل 424.1 مليون جنيه العام المالى 2016-2017 ، وحققت الشركة إنتاج بلغ 47764 طنا، مقابل 54400 طن خلال نفس الفترة، وتعانى الشركة من ارتفاع حجم الأجور التى تصل إلى نحو 62.4 مليون جنيه لنحو 811 عاملا والشركة القابضة للصناعات المعدنية تولى عناية كبيرة الآن للدلتا للصلب من أجل إعادة هيكلتها ومضاعفة حجم إنتاجها إلى 10 أضعاف ليصل إلى 500 الف طن سنويا إلى جانب 10 آلاف طن مسبوكات. وتمت الاستعانة باستشارى عالمى لتطوير تلك الشركة المهملة ،التى من المتوقع أن تحصل على حصة جيدة من سوق الحديد فى مصر ، وستتم الاستعانة ب 4 أفران تعمل بتكنولوجيا جديدة تعتمد على تقنية الحس الكهربائى بدلا من تقنية القوس الكهربائى القديمة المكلفة وهو ما يحقق زيادة فى الإنتاج مع ترشيد فى التكلفة واستهلاك الطاقة وتقديم منتج جيد وإنشاء مسبك جديد بمواصفات مختلفة للدخول إلى أسواق جديدة .وأشار إلى أن مصر تحتاج إلى المزيد من الاستثمار فى مجال المسبوكات .
والاستشارى المكلف بتطوير الشركة يعمل الآن على إعادة الرسم المساحى للأرض المملوكة للشركة وتحديد الجزء الذى سيتم تطويره صناعيا إلى جانب المساحة التى سيتم تطويرها عقاريا لاستغلال قيمتها فى عملية إحلال و تطوير الشركة خاصة أن موقع الشركة ملاصق لحيز عمرانى مما يرفع قيمتها البيعية .
تعد شركة مصانع الدلتا للصلب من الشركات الرائدة فى مصر فى مجال صناعة الصلب والزهر باختلاف أنواعه ، ويرجع تاريخ إنشاء الشركة إلى عام 1947م عندما أنشأت شركة الدلتا التجارية قسماً لإنتاج حديد التسليح بأفران كهربائية صغيرة لصهر آلاف الأطنان من الخردة المتخلفة عن الحرب العالمية الثانية فى الصحراء الغربية وبعد النجاح الذى لاقاه المشروع انفصل هذا القسم ليصبح مشروعاً قائماً بذاته تحت اسم شركة مصانع الدلتا للصلب وعلى مدار أكثر من 63 عاماً تودى الشركه عملها رغم التحديات وظروف عدم التطوير .
2 خبراء: استراتيجية الدولة تعتمد على أن يكون لها حصة بالسوق
اعتبر الخبراء أن تطوير صناعة الحديد والصلب بشركات قطاع أمر ضرورى وذات جدوى اقتصادية باعتبار صناعة الحديد والصلب صناعة استراتيجية يجب دعمها وتمثل شركة الحديد والصلب بحلوان الصرح العملاق لهذة الصناعة والتى أكد الخبراء أن هناك سيناريوهات عديدة لتطويرها يمكن الاعتماد عليها من ضمنها الشراكة لكن دون حق انتفاع.
وقال المهندس سامى عبدالرحمن، رئيس شركة الحديد والصلب السابق، إن شركة الحديد والصلب كيان عظيم يستحق التطوير وهناك جدوى عائد اقتصادى كبير من إعادة هيكلته.
وأوضح أن أهمية مصنع الحديد والصلب هى أنه الوحيد على مستوى مصر الذى يعتمد على الخامات المحلية، وكل الشركات تستورد الخام من الخارج بينما مصنع حلوان خاماته موجودة فى الواحات البحرية، حيث إن المصنع لديه الاحتياطى استراتيجى لمصنع الحديد والصلب تقدر ب 200 مليون طن فى4 مناجم كما تملك الشركة بنية تحية قوية وشبكة سكة حديد ، والحديد والصلب هى الشركة الوحيدة فى مصر التى تنتج 35 منتجا متنوعا من الحديد ولكن المشكلات تنحصر فى التكلفة المالية المرتفعة، وأسبابها هو الاستهلاك الكبير من الغاز الطبيعى والكهرباء وتقادم تكنولوجيا المعدات، وبناء عليه الهدف من التطوير هو إضافة تكنولوجيا جديدة لاستخدام الطاقة حتى يعود بالأثر على سعر المنتج وعلى أرباح الشركة.
وأوضح خالد الفقى، عضو مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية، أن الاتجاه للاهتمام بصناعة الحديد والصلب وتأسيس هذة الصناعة وإعادة هيكلة شركات قطاع الأعمال العاملة فى هذا المجال المتمثلة فى شركة الحديد والصلب بحلوان والدلتا للصلب أهمية كبرى لكونها صناعة استراتيجية يجب الحرص على دعمها وتطويرها لصالح العام ولتقوية الاقتصاد الوطني، ولفت إلى أنه تم السعى لتطوير وتحديث شركة الدلتا للصلب وتم وضع خطة متكاملة لتحديث مصانعها بالكامل ورفع إنتاجيتها 10 أضعاف.
وأشار أحمد الزينى رئيس شعبة مواد البناء بالغرفة التجارية، إلى أن الاهتمام بصناعة الحديد والصلب فى شركات قطاع الأعمال المملوكة للدولة وإعادة هيكلتها وتطويرها أمر ضرورى يصب فى مصلحة المواطن والدولة لأننا عند التطوير سيزيد المعروض من الحديد فى السوق وسيعمل على استقرار بالسوق وعدم تركه لقلة من منتجى الحديد بالقطاع الخاص يحتكرون السوق، وأضاف أن الحديد من السلع الاستراتيجية والدولة تملك مصانع تاريخية تعمل فى مجال الصلب كشركة الحديد والصلب بحلوان والدلتا للصلب لابد من تشغيلها فى بالشكل المناسب ولابد أن يكون للدولة حصة حاكمة فى سوق الحديد حتى تعيد التوازن له، واعتبر أن موضوع التطوير عن طريق الشراكة سوف يسهل مهمة التطوير على الدولة، وتابع أن هناك شراكات صينية متاحة فى حالة الرغبة للتعاون مع شريك صينى للتطوير.
3 500 مليون يورو قيمة الاستثمارات لتطوير قلعة الحديد والصلب بحلوان
وتتمثل خطة وزارة قطاع الأعمال العام الحالية للعمل على تطوير شركة الحديد والصلب على اجتذاب شريك أجنبى يقوم بضخ استثمارات مالية لتطوير الشركه وإعادة الهيكلة تتراوح التكلفه ما بين 200 إلى500 مليون يورو مقابل حق انتفاع يصل إلى 15 عاما إلى جانب تشغيل العمال البالغ عددهم 8 آلاف عامل ورفع الإنتاج من 170 ألف طن إلى مليون و200 ألف طن سنوياً.
وبلغت خسائر الشركة خلال العام الماضى 900 مليون جنيه أما مديونيات الحديد والصلب المتراكمة والتى تصل إلى 5مليارات جنيه فمخطط سدادها عن طريق الأصول غير المستغلة المملوكة للحديد والصلب وكانت هناك خطة لسدادها والانتهاء منها عن طريق بيع الخردة التى تملكها حيث قدرة قيمة الخردة ب 6مليارات جنيه لنحو مليون طن خردة ولكن اكتشفت وزارة قطاع الأعمال عدم دقة البيانات الخاصة ب كمية الخردة.
وتمت تسوية ديون الحديد والصلب مع بنك مصر بشأن تسوية مديونية الشركة لدى البنك البالغة 59.56 مليون دولار، بخلاف الفائدة المستحقة بواقع 5% من تاريخ الاستحقاق ، وبموجب البروتوكول الموقع بينهما وافق بنك مصر على قيام الشركة بسداد 750 مليون جنيه كتسوية نهائية لقيمة الحكمين يتم سدادها 50% أراضٍ غير مستغلة بالشركة و50% حصة من أسهم الشركة، وذلك خلال شهرين من تاريخ التوقيع على البروتوكول الموقع فى نوفمبر الماضى ، ونتج عن التسوية التنازل عن الفوائد المستحقة لبنك مصر بنحو 6 ملايين دولار والتنازل عن جميع الطعون بالنقض المقامة بشأن تلك الأحكام، ومنها قضية مرفوعة من بنك مصر بنحو 6 ملايين دولار.
ومر مشروع تطوير الحديد والصلب بالعديد من التحديات والتغيرات منذ البدء فيه فبعد انتهاء دراسة المكتب الاستشارى الإنجليزى « تاتا ستيل « لتطوير إعادة هيكلة الشركة عام 2014 وطرح مناقصة لتطوير وتلقى عروض عالمية فى عهد وزير قطاع الأعمال دكتور أشرف الشرقاوى من خلال المناقصة العالمية التى طرحتها الشركة القابضة للصناعات المعدنية فى 21أبريل 2017 لتطوير وتأهيل خطوط شركة الحديد والصلب، فى ضوء دراسة الجدوى المالية وفنية التى أعدت بواسطة المكتب الاستشارى « تاتا ستيل « وشملت العطاءات المتقدمة للمناقصة 9 شركات إيطالية وصينية وأوكرانية وروسية وألمانية من إجمالى 22 شركة سحبت كراسات الشروط، حيث تم فتح المظاريف يوم 12 سبتمبر2017 آخر يوم لتلقى العروض.
وشكلت لجنة لهذا الغرض لتقوم بفحص العروض وتقييم كل منها من الناحية الفنية، ويلى ذلك التقييم المالى للعروض ، وكانت الشركةعلى وشك الاستقرار على أحد العروض لتبدأ التطوير ، لكن مع تولى خالد بدوى خلفا للشرقاوى أوقف مناقصة التطوير للدراسة ثم الإعلان قبل تركه الوزارة بشهر عن إعادة تعديل دراسة التطوير وإلغاء إنشاء مصنع جديد لحديد التسليح ، ومع تولى هشام توفيق ارتكزت رؤيته على ضرورة تحديث دراسة المكتب الاستشارى الإنجليزى قبل التطوير نظرا لرجوع الدراسة لعام 2014 وحدوث تغيرات فنية بالمصنع وارتفاع فى حجم خسائر الحديد والصلب.. وتنفيذ توصيات المكتب الاستشارى العالمى بضرورة تشغيل أفران الشركة تجريبيًا بكامل الطاقة الإنتاجية الممثلة فى فرن 3 و4 لمدة أربعة أشهر حتى ليتسنى إجراء تقييم فنى دقيق للأفران وتحديد احتياجات التطوير، وذلك بالتوازى مع مشروع تحسين جودة خام الحديد وزيادة تركيز المعدن به من خلال الدراسات الفنية للمناجم.
تراجعت مبيعات الحديد والصلب خلال 5 أشهر من العام المالى 2018-2019 بنسبة 2.53%، على أساس سنوي، وقالت الشركة فى آخر بيان لها للبورصة، أنها حققت صافى مبيعات من بداية يوليو حتى نوفمبر الماضى بقيمة 469.16 مليون جنيه، مقابل مبيعات بلغت 481.351 خلال نفس الفترة من العام المالى الماضى.
وبلغت إيرادات الشركة خلال 5 أشهر من العام المالى الجارى نحو 640.067 مليون جنيه وحققت الشركة مبيعات محلية خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر الماضى بقيمة 248.7 مليون جنيه، مقابل مبيعات بلغت 297.7 مليون جنيه فى الفترة المقارنة من 2017 وبلغت إيرادات نشاط الشركة الجارى خلال الفترة بنهاية سبتمبر الماضى نحو 363.3 مليون جنيه ، وكانت المؤشرات المالية لشركة الحديد والصلب المصرية خلال التسعة أشهر المنتهية فى مارس 2018، أظهرت ارتفاع خسائرها هامشياً على أساس سنوي، فقد حققت خسائر بلغت 456.6 مليون جنيه خلال الفترة من يوليو إلى مارس الماضي، مقابل خسائر بلغت 441.7 مليون جنيه فى الفترة المقارنة من العام المالى الماضى.