على خُطى جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، ارتكب بشار الأسد العديد من الجرائم والمجازر بحق الشعب السوري المطالب بالحرية، وكان آخرها ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين ونزوح المئات منهم إلى الحدود السورية التركية؛ جراء غارات النظام السوري على محافظة إدلب، المدعومة من الاحتلال الروسي عسكريًّا. وفي مايو 2017، أعلن رؤساء تركياوروسيا وإيران عن توصلهم إلى اتفاق “منطقة خفض التصعيد” بإدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري، إلا أن قوات النظام تواصل شن هجماتها على المنطقة رغم التفاهم المبرم بين تركياوروسيا، في 17 سبتمبر 2018، بمدينة سوتشي الروسية على تثبيت “خفض التصعيد”. وقُتل أكثر من 1300 مدني جراء هجمات النظام وروسيا على منطقة خفض التصعيد، منذ 17 سبتمبر 2018، كما أسفرت الهجمات عن نزوح أكثر من مليون مدني إلى مناطق هادئة نسبيًّا أو قريبة من الحدود التركية، فمن يحاسب بشار على تلك الجرائم؟ خطوة مهمة ووقّع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على قانون “قيصر” لحماية المدنيين في سوريا لعام 2019، واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها، أنها “خطوة مهمة من أجل تعزيز المحاسبة عن الفظائع التي ارتكبها بشار الأسد ونظامه في سوريا”. وأضاف البيان أن “القانون يوفر للولايات المتحدة وسائل تساعد في وضع حد للصراع الرهيب والمستمر في سوريا من خلال تعزيز قضية مساءلة نظام الأسد”، معتبرة أنه “يحاسب أولئك المسئولين عن موت المدنيين على نطاق واسع وعن الفظائع العديدة في سوريا، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة الهمجية”. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة “ستواصل جهودها لتعزيز جهود المساءلة”، وأوضحت أن “غاية عملنا هي الاستجابة لنداءات الشعب السوري الذي يطالب بالتوصل إلى حل سياسي دائم للنزاع السوري؛ تضامنًا مع قرار مجلس الأمن رقم 2254”. وكان سياسيون مصريون قد أكدوا أن المعلومات التي كشفتها صحيفة “الأخبار اللبنانية” عن قرب عقد لقاء مشترك بين بشار الأسد والسفيه السيسي، تشير إلى أن السفيه تعاظم دوره الداعم لنظام الأسد، في ظل الحديث المتزايد عن خطة دولية لإنهاء الأزمة السورية مع الإبقاء على رأس النظام. وطبقا للصحيفة، فإن الحكومة الروسية هي التي تقوم بترتيب اللقاء المرتقب بين الأسد والسفيه السيسي، كتمهيد صريح لعودة العلاقات بين العصابتين، وما يمكن أن يمثله ذلك من عصابة بشار مرة أخرى لجامعة الدول العربية، بعد تجميدها في 2011 نتيجة مجازر نظام الأسد ضد الشعب السوري. وتشير “الأخبار” اللبنانية إلى أن عصابة السيسي لم تعلق على الطلب الروسي؛ تخوفا من غضب السعودية، التي تعد الممول الرئيسي لانقلاب 30 يونيو 2013، ولفتت الصحيفة إلى أن المساعي الروسية تحظى بتشجيع من عصابة العسكر التي تعتبر أن معركة العصابتين ضد الربيع العربي واحدة!. قواسم الإجرام من جانبه يؤكد محمد جمال حشمت، الوكيل السابق للجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين السفيه السيسي والسفاح بشار، فكلاهما “مجرم حرب، مارس مجازر بشرية ضد شعبه، وكلاهما مستمر بمكانه لخدمة المشروع الصهيوني، كما أنهما أبرز من حارب الربيع العربي”. ويضيف حشمت أن السيسي يلعب الآن دور العراب لإعادة بشار مرة أخرى للمنظومة العربية؛ تمهيدًا لإنهاء الأزمة السورية مع استمرار وجوده، كمحاولة للقضاء على المعارضة السورية، التي ما زالت تلعب دورًا بارزًا ضد بشار، وكادت أن تطيح به لولا الدعم الروسي غير المحدود والصمت الدولي المخزي ضد جرائم بشار. ويوضح البرلماني السابق أنه منذ اغتصب السفيه السيسي الحكم بالانقلاب العسكري والعلاقات بينه وبين النظام السوري في تقدم ملحوظ، حتى إنه جازف بعلاقاته مع السعودية عندما صوت في مجلس الأمن لدعم المشروع الروسي ضد المعارضة السورية، وهو ما تسبب وقتها في أزمة بين السيسي والسعودية. ويؤكد حشمت أن السفيه السيسي هو الوحيد الذي يعترف بنظام الأسد من بين الدول العربية، وقد حاول السفيه السيسي خلال عقد القمة العربية الأخيرة بالدمام إقناع السعودية بدعوة بشار للقمة، إلا أن الأخيرة أصرت على رفضها، باعتبار أن دعوة بشار معناها فشل واضح للسياسة السعودية، ولكن تحرك السفيه السيسي هذه المرة يبدو أنه مختلف عن السابق. ويرى حشمت أن روسيا متناغمة مع السفيه السيسي فيما يتعلق بالقضية السورية، خاصة أنها ترى أن السفيه السيسي حريص على دعم بشار، دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا، إذا تطلب الأمر، وبالتالي فروسيا تسابق الزمن هي الأخرى لكسر الحصار المفروض على بشار بمثل هذه التحركات المشبوهة.