تواجه الأقلية المسلمة في إقليم شينجيانج “تركستان الشرقية” إبادة جماعية على يد القوات الصينية التى احتلت الإقليم منذ عام 1949 وحاربت الإسلام والمسلمين، ورحّلت أعدادًا كبيرة منهم مع استقدام الملايين من قومية الهان، ويواجه المسلمون الإيجور القتل والتصفية والاعتقالات، وسط صمت المجتمع الدولي وفي ظل موقف متخاذل من العالم الإسلامي. ويشكو المسلمون في شنجيانج وعاصمتهم أورومشي من التضييق عليهم في العبادة ومنعهم من الحج، كما يشكون من حرمانهم من الوظائف الحكومية وتفضيل الصينيين من عرق الهان عليهم، وهم يعانون من الذل والقهر والفقر، فلا يستطيع أحد منهم أن يجرؤ على أن يذكر اسم تركستان الشرقية الذي كان معترفا به قبل أن تبتلعها الصين في أواخر القرن التاسع عشر. والإيجور مسلمون تعود أصولهم إلى الشعوب التركية (التركستان)، وهم أقرب عرقيا وثقافيا لأمم آسيا الوسطى. ويشكل الإيجور نحو 45% من سكان شينجيانج، في حين تبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان نحو 40%. وفي أوائل القرن العشرين أعلن الإيجور لفترة وجيزة الاستقلال، ولكن المنطقة خضعت بالكامل لسيطرة الصين الشيوعية عام 1949. وفي سبتمبر الماضي كشفت تقارير عن أن السلطات الصينية أمرت أقلية الإيجور بتسليم جميع المصاحف وسجاجيد الصلاة وكل المتعلقات الدينية، وإلا سيواجهون “عقوبة”، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة الإندبندنت البريطانية ورغم هذه الجرائم لم تقم الدول الإسلامية بأي دور لإنقاذ الايجور من الابادة الصينية. موقع استراتيجي إقليم تركستان الكبير يقع بمنطقة وسط آسيا، وينقسم إلى قسمين: “تركستان الغربية”، وهي مجموعة من الدول المستقلة، من بينها: كازاخستان، وأوزبكستان، وتركمانستان، وقيرغيزستان، وطاجكستان، وأطراف من أفغانستان، و”تركستان الشرقية” التي تقع بأكملها تحت الاحتلال الصيني حاليًا، ويحدّها روسيا من الشمال، وكازاخستان، وقيرغيستان، وطاجيكستان من الغرب، وباكستان والهند من الجنوب، والصين من الشرق، ومنغوليا من الشمال الشرقي، وتبلغ مساحتها 640 ألف ميل مربع. وهذه البقعة تملك ميزات اقتصادية وطبيعية ضخمة وهو ما يفسّر التمسك الصيني المتزايد بأراضيها، ففبها ما يقرب من 8 مليار طن احتياطي من البترول، و600 مليون طن من الفحم الحجري، و6 مناجم ضخمة من اليورانيوم، ويُستخرج منها أكثر من 118 نوعًا من المعادن من بينها الذهب، وبها ما يزيد على 50 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الخصبة الممتدة. وسكنت هذه المنطقة عشائر تركمانية، من بينها عشيرة “الإيجور” الذين يشكلون معظم سكان تركستان الشرقية الحالية، بجانب نسبة كبيرة من التتر والصينيين. خلال القرن الثامن عشر الميلادي أحكم الصينيون سيطرتهم على تركستان الشرقية، ومنذ عام 1716 بدأت هذه الجيوش محاولة الاستحواذ على منطقة توربان وتحويلها إلى منطقة ذات طابع صيني مميز. وفي هذه المحاولة، واجهت تلك الجيوش عدة محاولات من سكان المنطقة لرفض السيطرة الصينية؛ لعل أبرزها: محاولة أحد خلفاء الأمير “غالدان تسيرين” التي استمرت لخمسة عشر عامًا متواصلة، حتى وفاته في عام 1745. اختلالات كبيرة وفي القرن التاسع عشر بدأت تظهر اختلالات كبيرة في سياسة الحكم المحلي لعدة أقاليم تابعة للحكم “الاستعماري” الصيني. واندلعت عدة ثورات في منقطة “سنجان” بداية من عام 1865؛ ففي هذا العام أمر الحاكم الكاشغري لإقليمي كوكاند وأوزباكستان “يعقوب بيغ” (1820-1877) بالبدء في إقامة “التعزيزات الكاشغرية”؛ وهي: نقاط عبور/مراقبة على حدود العالم الإسلامي. ثم في 1869 أمر بالبدء في تطبيق الشريعة الإسلامية كقانون على كل “سنجان”؛ معلنًا بذلك رفع يد الصين عن المنطقة لفترة قليلة. وفي عام 1872 أبرم الروس والإنجليز معاهدة مع يعقوب بيغ أعقبها اعتراف عثماني بال”دولة الكاشغارية” الوليدة. وبالفعل تمتعت هذه الدولة بالاستقلال حتى عام 1877م. الأمر الذي عزّز من شعور الاعتزاز بالنزعة الإيجورية في تركستان الشرقية وبوفاة يعقوب بيغ في 1877، وفرار أسرته إلى مناطق مجاورة تاركين «سنجان» استغلت الصين الفرصة وأعادت سيطرتها على المنطقة، وتبنت سياسة مناهضة للمسلمين، تزعمها الجنرال «تسو تسونغتانغ» بداية من عام 1851 وحتى 1878. وازدادت السيطرة الصينية على تركستان الشرقية مع حكم الإمبراطور «غوانغ زو» (1875-1908). هوية الإيجور حول مأساة الإيجور قالت صحيفة واشنطن بوست إن الصين تسعى لمحو هوية شعب الإيجور في مقاطعة شنجيانج. وكشفت الصحيفة عن أن أكثر من مليون من الإيجور المسلمين ذوي الأصول التركية في هذه المقاطعة يجبرون على استيعاب قسري لفكر قومية الهان الصينية وأسلوب حياتها داخل مراكز محاطة بالأسلاك الشائكة. وقالت: رغم أن الصين تدعي أن هذه المعسكرات هي مدارس مهنية، إلا أن شهود العيان يؤكدون ما يتلقونه من تلقين بالإكراه ومحو جماعي لطريقة حياتهم وتراثهم ضد إرادتهم، وقسرهم على الامتثال للحزب الشيوعي الحاكم وطاعته. وأضافت الصحيفة أن وجود هذه المعسكرات موثق بصور الأقمار الصناعية، إضافة إلى تأكيد محققين خارجيين أن الصين تستخدم شنجيانج كمختبر لمراقبة كثيفة التفاصيل للإيجور تتراوح بين الرصد بكاميرات الفيديو إلى الحمض النووي، لتشكيل قواعد بيانات ضخمة يمكن استخدامها في استهداف هؤلاء السكان. ورغم ذلك لم يتحرك العالم الإسلامي للدفاع عن الإيجور بل إن الأنظمة الخائنة في السعودية والإمارات ودولة العسكر بقيادة الدموي عبد الفتاح السيسي يساعدون الصين ويدفعونها إلى محو الهوية الإسلامية للإيجور وقام نظام الانقلاب بترحيل طلاب الإيجور الذين كانوا يدرسون في الأزهر وتم تسليمهم للسلطات الصينية دون ذنب ارتكبوه سوى رغبتهم في تلقي التعليم الإسلامي.