هذه حكاية ظهورى على شاشة "الفراعين".. وعلاقات أسرية وطيدة تربطنى بصاحب القناة لا يمكن تجاهل مؤسسة الرئاسة.. ولن أرضخ لمزايدة فريق "لسه بتنشروا أخبار الرئيس فى الصفحة الأولى" المنتمون لحزب "الحرية والعدالة" عارضوا ترشيحى.. وتقييم أعضاء اللجنة عزز اختيارى هدفى إعادة الأهرام إلى سابق عهدها.. وعدم الخضوع لابتزاز أية جهة حرية التعبير لا تعنى الانفلات.. والإعلام أربك الرأى العام طوال 18 شهرا لا توجد معارضة لرئاستى تحرير الأهرام.. والجريدة مفتوحة للجميع دون إقصاء صلاح منتصر عارض ترشيحى فى البداية.. وأخبرنى أن جهات سيادية طلبت منه تقريرا عن أوضاع الصحافة تجربة الشورى "الأفضل" فى تاريخ الصحافة.. والأهرام صحيفة السلطة والشارع عدد محدود من الصحفيين يكرهنى لأننى فضحت منظمات التمويل الأجنبى التى يستفيدون منها أسرار ومفاجآت كشف عنها عبد الناصر سلامة -رئيس تحرير "الأهرام"- الذى وقع اختيار مجلس الشورى عليه منذ عدة أيام لتولى هذه المسئولية فى حوار لا يخلو من الصراحة كان مواجهة جريئة من "الحرية والعدالة" مع رئيس تحرير أعرق القلاع الصحفية فى مصر، حاولت فيها فتح عدة ملفات حول رؤيته لتطوير الإصدار، وما يثار من شبهات حول علاقته بالنظام السابق وتوفيق عكاشة. وأكد عبد الناصر فى حواره أن تجربة المعايير التى خاضها مجلس الشورى هى الأفضل فى تاريخ الصحافة المصرية، كاشفا أنه تلقى اتصالا من صلاح منتصر -عضو لجنة المعايير لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية المستقيل- أكد له خلاله دعمه الكامل له وترحيبه باختياره، وأن جهات سيادية طلبت منه تقريرا حول أوضاع الصحافة فى البلاد، وخلافه الفكرى مع توفيق عكاشة رغم علاقتهما القوية، ورفضه الدعوة للانضمام للحزب الوطنى المنحل رغم إغراء المناصب.. مزيد من المفاجآت كان فى ثنايا الحوار.. * نريد التعرف على خطتكم لتطوير الإصدار؟ تقدمنا بهذه الخطة لمجلس الشورى ضمن شروط الترشح لشغل منصب رئيس تحرير، والإصدار اليومى ل"الأهرام" له سياسة تحريرية واضحة، فهو منذ نشأته يعبر عن الشارع والسلطة فى الوقت ذاته، لأن السلطة فى مصر كان لديها المساحة الأكبر للتعامل مع الأجندات الداخلية أو الخارجية، سواء فى شكل مؤسسة الرئاسة أو الحكومة أو البرلمان. ولذلك لم يكن ممكنا تجاهل نشاط وأخبار السلطة فى الفترة الماضية بأى حال من الأحوال، وما زلنا نراعى ذلك، فالقارئ كان يجد المساحة الأكبر فى الأهرام من خلال صفحات الرأى أو بريد القراء أو التحقيقات وغيرها، خاصة أن صفحات الرأى كانت تضم آراء من كافة الاتجاهات الفكرية من يسار ويمين ووسط. ولكن أرى أن "الأهرام" فى الفترة الأخيرة، خاصة ال18 شهرا الأخيرة من عمر البلاد ارتبكت وسارت وراء الابتزازات والضغوط وخضعت لها، ومنها ابتزازات قلة قليلة أو ضغوط سياسية. ومن هنا انطلقت خطتى لتطوير الإصدار؛ حيث من الممكن القول إن مهمتى إعادة "الأهرام" لسياسته التحريرية القوية دون الالتفات لتلك الابتزازات والضغوط، بجانب التصدى للتردى فى الوضع المهنى للإصدار فى التناول المهنى والصياغة واختيار الموضوعات والكتاب والتبويب من حيث الشكل والمضمون، وهدفنا هو العودة بالأهرام إلى سابق عهدها. وأؤكد أنه كان هناك فى وقت من الأوقات فى عمر الإصدار "إقصاء" لبعض الكفاءات سواء قبل الثورة أو بعدها، ونحاول قدر الإمكان إعادتهم؛ لأننا ليس لنا موقف من أحد، ولا نحمل أجندة محددة لأحد، وكل هدفنا الصحافة بمفهومها وتطوير الأهرام للنهوض به، لذلك سنستعين بكل الكفاءات والصحفيين، ونحترم آراء المعارضين منهم ولكننا نريد الاستفادة من الجميع. * كيف ستتعامل مع المعارضين لاختيارك فى الأهرام كرئيس لتحريرها؟ لا يوجد أى معارضين لى فى الأهرام، وفى العدد الصادر صباح السبت نشرنا فى الصفحة الأولى صورة معبرة جدا لتسليم وتسلم رئاسة التحرير، فالأهرام لها تاريخ طويل من التقاليد والاحترام وآداب المهنة. حضر حفل التسليم رئيس التحرير السابق، ورئيس مجلس الإدارة وكافة الصحفيين، عدا 7 أو 8 منهم ممن لدى مشاكل واضحة معهم لمن يتابع الأهرام، فأنا أزعم أنى أول من كتب عن قضية التمويل الأجنبى، والفترة الحالية طُرحت تلك القضية أمام المحاكم، وللأسف تلك القضية مست الأهرام؛ حيث إننا لدينا من ذهب لدورات تدريبية فى الخارج واستفاد منها، وهم فى النهاية قلة قليلة لا يمكن عدها على أصابع اليدين. الأهرام فى الفترة الأخيرة للأسف نظرا للضغوط والابتزاز تم تعيين بعض المحررين فيها، فكنا فى السابق نخضع لدورات تدريبية واختبارات تتجاوز مدتها ال4 سنوات، اليوم نجد معينين لا نعرفهم وكأنهم "جاءوا من الشارع"، وتم تعيينهم لصلات قرابة أو لعلاقات، ويعد ذلك مشكلة خطيرة وسببا من أسباب معاناتنا الآن وتلك المجموعة هى المعارضة لى ولاختيارى؛ سواء المتورطين فى التدريب فى الخارج والحصول على أموال من الداخل أو من تربوا فى بيئة معينة مليئة بالأحاديث فى هذا الشأن. * فى أغلب الأحيان لشباب الصحفيين رؤى مختلفة.. كيف ستستفيد من طاقتهم فى تطوير الإصدار؟ الأصل فى "الأهرام" هو استيعاب الآراء المختلفة، فمجال العمل فى الجريدة واسع، وهناك فرصة للجميع رغم "التخمة" الموجودة والعدد الكبير، وأهم الأشياء فى الفترة المقبلة هو العمل على تأصيل مفاهيم الديمقراطية وحرية التعبير للتصدى للانفلات الإعلامى والتجريح الذى شهدناه الفترة الماضية، ويمكن الإشارة إلى حجم القضايا المرفوعة فى ساحات المحاكم بهذا الشأن، فالبعض لم يعد يرى "الشعرة الفاصلة" بين الديمقراطية وحرية التعبير وبين التجريح وتشويه الصورة، ونحاول العودة لتلك الصورة المتوازنة، والجريدة مفتوحة لكافة الآراء والاتجاهات السياسية. * نريد فتح ملف "ميراث" النظام السابق الذى ينتظرك فى "الأهرام". أتمنى لو أن التناول الإعلامى فى الجريدة، أو ما يثار فى الشارع أو مع أصدقائنا ألا نتحدث عما مضى، فأنا حريص على النظر للمستقبل حتى لا نُضيع وقتا كبيرا، وما حدث طيلة ال30 عاما لا يتحمله رئيس التحرير وحده، فكان هناك نظام عتيق ودولة عتيقة وهو ما يدفعنا للحديث عن فكرة "اختيار" رئيس التحرير، لأن الطبيعى أن ينفذ رئيس التحرير سياسة من أتوا به فى هذا المكان. * وماذا تعنى بأن ينفذ رئيس التحرير سياسة من أتوا به؟.. هل نفهم من حديثك أنك ستعكف على تنفيذ سياسات مجلس الشورى؟ أود أن أنتهز فرصة ما أثرته من حديث لأعلن على صفحات جريدتكم أن نواب "الحرية والعدالة" عارضوا اختيارى بشدة كرئيس تحرير للأهرام، ومن دفعهم لإعلان اسمى هو تقييم أساتذة الصحافة وشيوخ المهنة، وكان اختيارى أمرا واقعا، ما دام قد أعلن الشورى التزامه بالشفافية فى عملية التقييم التى حدثت. ولكن ليس معنى وجود أعضاء ينتمون لحزب "الحرية والعدالة" فى مجلس الشورى أننا سنعمل لحسابهم. * حديثك ينقلنا لتجربة لجنة المعايير التى خاضها مجلس الشورى مؤخرا.. كيف تُقيم تلك التجربة؟ أرى أنها أفضل طريقة حدثت فى تاريخ الصحافة المصرية، حيث كان رئيس التحرير فى السابق يتولى منصبه بناء على تقارير أمنية أو بدعم من شخص ما فى السلطة، ولم يكن لأحد أن يعترض وقتها، وكنا نقرأ أخبار تعيينات القيادات الجديدة فى الصحف، وكنا نقابل ذلك باحترام شديد. ولكن الآن أى فرد يتم سؤاله والبحث فى أخلاقياته وأرشيفه، والعودة للشئون القانونية بصحيفته، وكذلك الجهات الرقابية ونقابة الصحفيين للتبين إذا ما سبق ووقع عليه جزاءات أم لا، وسلوكياته فى المجتمع، والتدقيق فى الأرشيف للتأكد إذا كان المرشح يعمل بالصحافة أم "حنجورى" على أى سلالم أو شارع. ولكن البعض لا يريد احترام طريقة الاختيار تلك، ويبدو أننا اعتدنا على التفكير بعقلية النظام السابق، فالمعايير محترمة للغاية، وكذلك اللجنة التى تم تشكيلها لتختار ما بين المرشحين طبقا للمعايير. وأود أن أعلن للمرة الأولى أن صلاح منتصر "عضو اللجنة المستقيل" أرسل لى بعد استقالته بعدة أيام، واعترف أنه كان يقف ضدى، وأخبرنى أنه كان مطلوبا منه تقريرا لجهة سيادية فيما يخص ملف الصحافة، ولكنه عزز بعد ذلك ترشيحى للأهرام. * وكيف ستعمل على تحويل الجريدة من بوق للسلطة بالمفهوم السابق إلى جريدة تنتمى للصحافة القومية وملكا للشعب؟ المفهوم خطأ؛ فالجريدة ملك للشعب من الأساس، ومن حق مجلس الشورى اختيار قيادات المؤسسات الصحفية، سواء قبل الثورة أو بعدها، فمن غير المنطقى أنه لاختيار رئيس تحرير يجرى استفتاء شعبى فى 27 محافظة مثل رئيس الجمهورية حتى تصبح جريدة ملكا للشعب. ومجلس الشورى ينوب عن الشعب، وفى النهاية يجب أن تعبر الجريدة عن الشعب والشارع، وليس مجلس الشورى الذى يعتبر مؤسسة تنشر أخبارها مثل أى مؤسسة أخرى. * حدثنا عن السلطة فى حد ذاتها، هل ستظل الأهرام تتحدث بلسان السلطة الحاكمة كما كان فى سابق عهدها؟ لا إطلاقا، الجميع سيصبح على قدم المساواة، ويبقى التأكيد على أنه لا يمكن تجاهل المؤسسات الفاعلة فى المجتمع وأهمها مؤسسة الرئاسة، فعلى سبيل المثال حينما يعلن رئيس الدولة أنه ذاهب لرفح ليقود بنفسه عمليات ضد إرهابيين لا يمكن تجاهل نشر ذلك فى مانشيت الصفحة الأولى. وحينها لا نقبل المزايدة ولن نقبل من يقول: "ما زالوا ينشرون أخبار الرئيس"، فهذا أمر مرفوض؛ لأن الرئيس يظل رئيسا وحينما يدلى بتصريحات فإنها تعد من الأمور المهمة؛ لأن تلك التصريحات تمس الشارع والمواطن وتثير اهتمام العالم وتحتل مانشيتات الصحف الخارجية. فمؤسسة الرئاسة هى المؤسسة الأولى الفاعلة فى المجتمع، وكذلك الحكومة؛ فالأنظار موجهة لمجلس الوزراء بسبب أزمة الكهرباء، فحينما يجتمع رئيس الوزراء لحل تلك الأزمة فلا يمكن تجاهل ذلك فى الصفحات الأولى حتى لا يقال إننا ننحاز للسلطة وإننا حكوميون. * وكيف ترى دور الإعلام فى مرحلة التحول الديمقراطى الحالية فى مصر؟ دور الإعلام فى مصر الفترة المقبلة هو "الأهم" على الإطلاق، ويمكن القول بأنه أهم من السلطة التنفيذية، لأنه إذا كان يعانى المجتمع حاليا من ارتباك فالسبب فى ذلك هو الإعلام الذى لعب دورا كبيرا فى ذلك لعدم استطاعته توصيل للقارئ المفهوم الحقيقى للديمقراطية، واحترام القيادة، والحرص على العمل، فلذلك نجد قطعا للطرق بشكل يومى وغيرها من السلوكيات. والإعلام يمكنه المساهمة بشكل فاعل فى دعم استقرار المجتمع الفترة المقبلة. * وهل هناك دور محدد للإعلام الرسمى فى دعم مشروع النهضة وبرنامج الرئيس من وجهة نظرك؟ يستطيع الإعلام أن يقوم بتغطية ما يتم من إنجازات، فعلى الرغم من أن بعض الإعلاميين لا يعرفون شيئا عن مشروع النهضة أو غير مقتنعين به، فعليهم تنحية ذلك جانبا ومعاونة الحكومة بتغطية ما يتم إنجازه من مشروع النهضة، ومردود ذلك عند رجل الشارع إذا كان يعود عليه بالنفع أم لا. كنا فى العهد السابق، نسمع عن ارتفاع معدل النمو، وفى المقابل نجد ارتفاعا فى الأسعار وزيادة البطالة والمعاناة، فالفيصل أن رجل الشارع يشعر أن هناك شيئا ما يحدث، والإعلام حينها مطالب بنقل ذلك ومتابعة ذلك، سواء سلبا أم إيجابا، فمن غير المنطقى ألا يحدث تطور فى البلاد ويشيد الإعلام بمشروع النهضة، والعكس صحيح لا يمكن تجاهل الإنجازات التى تحدث. * وما ردك على ما يثار حول علاقتك بالنظام السابق؟ وبتوفيق عكاشة تحديدا؟ د. توفيق عكاشة صديقى، ونحن أبناء بلدة واحدة، ووالده كان صديقى، ووالدته سيدة فاضلة تسأل عنى دائما، وشقيقته سيدة فاضلة تطمئن على أسرتى دائما، وزوج شقيقته صديق وأخ فاضل، وتربطنا بهم علاقات أسرية، إلا أننى أختلف معه فكريا تماما، والاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية. واستضافنى فى قناة "الفراعين" قبل ذلك، وقدمنى على أننى أستاذه ومعلمه كما قال نصا، ورغم ذلك رفضت الانضمام إلى الحزب الوطنى فى أى فترة من الفترات رغم ضغوطه علىّ فى هذا الشأن، حيث عرض علىّ مناصب فى الأمانة العامة، وأمين لجنة الشباب، ولجنة السياسات، وكان يبدى استغرابه حينما نكون معا من رفضى مجرد الدخول لمقر الحزب، وقال ذلك على الهواء. * وهل رأيت الفيديو الذى تم بثه لحلقته فى برنامج "الحكم بعد المزاولة"؟ هو حر ليقل ما يشاء.. فجميعنا مختلفون فى رؤانا.