أكدت جماعة الإخوان المسلمين أن حصار قوات الشرطة الانقلابية لمقر انعقاد مؤتمر التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بحزب "الاستقلال"، ومحاولة الحيلولة بينه وبين الصحفيين، يكشف مدى رعب سلطة الانقلاب من نشر الحقيقة، ويفضح بطلان تقرير مجلس حقوق الإنسان، في الوقت الذي تم منع الحق والحقيقة والصدق والبرهان. وقالت الجماعة في بيان أصدرته مساء الثلاثاء حول خلفيات المؤتمر الصحفي وتقرير المجلس القومي لحقوق الانسان : "أصدرت منظمات حقوق الإنسان الدولية تقارير تتهم قوات الانقلاب بالقيام بأبشع مجزرة في تاريخ مصر الحديث، في رابعة وفي ميدان النهضة، كما أدانتها باستخدام القوة المفرطة والعنف المميت بدون مبرر ضد المتظاهرين والمعتصمين، ومنذ أيام أصدرت 27 دولة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقريرا يدين النظام الانقلابي الدموي بانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، الأمور التي تتضافر لتقديم هؤلاء القتلة للمحاكم الدولية". وأوضح بيان الجماعة أن الانقلابيين يحاولون الإفلات من المصير الأسود لجرائمهم، حيث أوعزوا لما يسمى ب"المجلس القومي لحقوق الإنسان" (الذي عينوه من أتباعهم المؤيدين للانقلاب العسكري وجرائمه)، بإصدار تقرير يحاول تبرئة ساحتهم من هذه الجرائم ويغسل أيديهم من أنهار الدم الذي سفكوه، فقدم هذا المجلس تقريره متبنيا رواية وزارة الداخلية، التي رفضت أن تطلعه على خطة فض الاعتصام، وأكد التقرير أنه لم يستمع لرواية الطرف الآخر. وأكد البيان أن التقرير يثبت انحياز المجلس للعسكر، وأنه يفتقد للمصداقية، حيث جاء مليئا بالأكاذيب، وأغفل حقائق رآها مئات الآلاف داخل الاعتصام، وملايين على شاشات التلفاز، إلا أن أخطر ما فيه أنه نفى عن السفاح الأكبر قائد الانقلاب ومساعديه ورجاله من القوات المسلحة الذين شاركوا في هذه المجازر أنهم اشتركوا فيها، وحمل رجال الشرطة المسؤولية كاملة عن هذه الجرائم. وأكدت الجماعة أن ترحيب وزارة الداخلية بالتقرير يتغافل عن أن قائد الانقلاب الدموي يمارس الخداع الاستراتيجي مع الجميع، وأنه في وقت ما سوف يقدمهم إلى المحاكمة، بتهمة ارتكاب هذه المجازر في محاولة للتنصل من كل تبعاتها وللإفلات من الملاحقات القانونية في الداخل والخارج حيث إن (من أعان ظالما سُلِّط عليه). وتعجب البيان من موقف رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، الذي تجاهل أسئلة الصحفيين التي شككت في كل ما تضمنه التقرير، مما دفع بالتحالف الوطني لدعم الشرعية للعزم على عقد مؤتمر صحفي لتوضيح الحقيقة التي لم تطقها السلطة القمعية فقامت بمنع المؤتمر الذي كان ينوي التحالف فيه عرض الحقائق كاملة بالصوت والصورة، وبشهادة الشهود والمصابين، والذين اعتُقلوا وتعرضوا للتعذيب، وكشف أدلة اشتراك قوات الجيش في هذه المجازر، بصور الطائرات والمدرعات وقناصة الجيش فوق المباني وهي تقتل المعتصمين بغير حساب، وقوات الشرطة العسكرية وهي تعتقل وتعذب من حاولوا الخروج.