لا يزال شرفاء مهنة الإعلام والصحافة يثبون أن للحقيقة ثمن لابد من دفعه سواء من راحتهم أو حريتهم أو حياتهم، وقد كان الشهيد مصعب الشامي- مصور شبكة رصد الاخبارية- من هؤلاء الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لجلاء الحقيقة وفضح الانقلاب العسكري الدموي للرأي العام المصري والعالمي وتلقى "مصعب" في سبيل تقديم الحقيقة عدد من رصاصات الغدر من قبل ميليشيات الانقلاب في مذبحة فض اعتصام رابعة العدوية، جزاء له على توثيقه بالصورة والكلمة للمجازر الوحشية التى ارتكبت ضد المعتصمين السلميين. وترك الشهيد للتاريخ 5500 صورة فوتوغرافية توثق أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، علي حسابه على "Flickr"، حيث تبرز معظم الصور التي التقطها الشهيد المشاهد الحقيقية التي غابت عن كثير من المراقبين والمتابعين للأوضاع التي كان يعيش فيها المتعصمون في الميدان، ومدي سلميتهم في التعبير عن آرائهم تجاه الانقلاب العسكري الغاشم علي الرئيس الشرعي. وتوثق الصور مدى الوحشية والإجرام الذي تعاملت به ميليشات الانقلاب مع المعتصمين السلميين من خلال استخدام الغاز المسيل للدموع والخرطوش والرصاص الحي الذي ادي إلي استشهاد ما يقرب من 5 آلاف شخص تقريبا، كما أبرزت الصور أوضاع الشهداء والمصابين في المستشفي الميداني للاعتصام. وقد اختارت مجلة التايم الأمريكية صورة لمذبحة فض اعتصام رابعة العدوية التقطتها عدسة الشهيد مصعب قبل استشهاده بين أفضل 10 صور في عام 2013 حول العالم. والشهيد مصعب من شباب محافظة الاسكندرية وقد عرف عنه أنه كان مصورا مقداما من خلال عمله في عدد من الشبكات الاعلامية المهنية التى كان ينقل من خلالها الحقيقة، ثم انتهى به الحال مصورا مجاهدا على احدى كاميرات البث الحى من اعتصام رابعة العدوية ليساهم فى نقل الحقيقة الى العالم كله طيلة 49 يوما. وكانت آخر كلمات الشامي:"اللهم ثبتنا وأمددنا من عندك، نحن لا نحمل سوى الأكفان والطوب ونرفع أكف الضراعة إلى الله"، صابرون صامدون ..مددنا من الله". الجدير بالذكر أن مصعب الشامي هو شقيق عبد الله الشامي مراسل الجزيرة مباشر مصر المعتقل منذ شهور في سجون الانقلاب العسكري الدموي.