فى حفل تأبين الزعيم مانديلا لم نسمع حسا ولا خبرا لإعلام الانقلاب حين رفضت جنوب إفريقيا استقبال وفد العصابة الإجرامية الانقلابية لحضور حفل التأبين واستقبالها للدكتور عبد الموجود راجح درديرى -عضو لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشعب السابق- لتقديم العزاء فى وفاة الزعيم المناضل نيلسون مانديلا نيابة عن الرئيس الشرعى المنتخب محمد مرسى. لكم نُحيى جنوب إفريقيا دولة المناضل الراحل. فهم بذلك انحازوا للمبادئ والقيم واحترموا تاريخ مانديلا المشرف وسماحهم بظهور إشارة رابعة فى هذا المحفل العالمى فهذا برهان على رفض أحرار العالم لما حدث من سطو مسلح على إرادة الشعب المصرى. أما صوت إعلام الانقلاب الكذاب الذى يغنى له كُبت فلم نسمع له "لا حس ولا خبر"! كم من وقفة ومؤتمر وتصريح لنادى القضاة "نادى الزند أيام مرسى" ضد الرئيس مرسى والآن. أين نادى القضاة وزندهم فى مهزلة القضاة التى تحدث الآن فى ظل هذه الأحكام على فتيات الإسكندرية الحرائر بأحد عشر عاما وطلاب الأزهر ب17 عاما وغيرهم وفى المقابل براءة القتلة وسارقى مصر. وكم من صراخ من النخبة ومن يطلق عليهم الفقهاء الدستوريون أقيم ضد الإعلان الدستورى لرئيس منتخب فى مقابل إعلان دستورى لرئيس انقلابى وإلغاء دستور الثورة وسلق الوثيقة السوداء دستور الانقلاب ومحاربة الهوية وقانون التظاهر وتغير الديباجة والآن النخبة أين؟ لم نسمع لهم "لا حس ولا خبر"! وكم من مندبة ولطم وعويل نصبت فى برامج التوك شو عن سد النهضة وعن مشروع قناة السويس وعن السياحة المضروبة وعن الاقتصاد المترنح أيام الرئيس مرسى. والآن حدث ولا حرج، كهرباء ومياه ما زالت تنقطع واقتصاد منهار وسياحة متوقفة وحكومة البلاوى وعدت مرارا برفع الحد الأدنى للأجور، ثم اعتذرت لضغط الميزانية فى حين تطبيق الحد الأعلى للأجور بقى على ناس وناس، ونحن نعرف مين الناس دول والناس دول. والسبب معروف هو ضغط "الانقلابيين" وليس ضغط الميزانية لكى يرضى الكبراء من القضاء والشرطة والإعلام والعسكر، أما الشعب فلا عزاء له، يشرب من الدعم، بل تم إلغاء الدعم عنه! والبطاقة التموينية لمن يزيد راتبه عن 1500 ومعاشه عن 1200 جنيه وبرغم ذلك فالمضحوك عليهم صامتون وإعلام العار لم نسمع له لا لطما ولا عويلا، لا من لميس ولا من عكاشة، ولا من أديب ولا من الإبراشى وهلم جرا.. فلا حس لهم ولا خبر! وكم تم من اعتصام ومظاهرة وإضراب وكم قطعت سكك الحديد وكم سمعنا الصراخ بعد عدة حوادث أيام د. مرسى، والآن توقف الصراخ برغم توقف السكك الحديد بعد حوادثها! بل كم من شائعة تم تصديرها للعامة وكم من خبر ملفق تم نشره وكم قضية رفعت ضد قناة الفراعين من قبل، والآن أغلقت وبمنتهى الهدوء فلم نسمع لصوت الفراعين المدافعين عن حرية الإعلام والصحافة، لأن كل كلمة أو نفس الآن بحساب فلا حس ولا خبر!. نعم لا حس ولا خبر فهذا التغير السريع فى المواقف من البعض لا عجب منه! ما هنالك إلا أن بيادة العسكر أرجلها وأربطتها طويلة وستطول الذين فوضوا وخرجوا مع الانقلابيين لأنهم يعلمون أن البيادة مثل السوس منتشر فى جميع مفاصل المجتمع المصرى وهذا ما عرفناه من حديث مستشار الرئيس مرسى، يحيى حامد، فى برنامج بلا حدود على الجزيرة الأسبوع الماضى عن مدى تغول بيادة العسكر وسيطرتها على مقدرات مصر ومن تغضب عليه البيادة فمستقبله يضيع لذلك فلن تسمع للخانعين "لا حس ولا خبر"! لنفترض جدلا أن الرئيس مرسى والإخوان كانوا متأسلمين وإرهابيين وتجار دين! فأين خارطة الطريق المتفق عليها الآن؟ وأين العيش والحرية والعدالة الاجتماعية التى نزلتم من أجلها وتناديتم وطالبتم بها يا ثوار الأمس وانقلابى اليوم ومجرمى الغد يا من تغنيتم بالثورة؟ فها هى مصر اليوم بلطجة وأمن مفقود وشرطة فى خدمة النظام وليست لخدمة الشعب، وقد عادت ريما لعادتها القديمة، بل أصبحت مسعورة على الشعب، اعتقالات وسجون ومطاردة وقنابل مسيلة للدموع وضرب بالخرطوش بل بالحى، وقتل وسحل وتعذيب وحظر تجول وقانون تظاهر. فأين حقوق الإنسان؟! ربما ليس فى مصر إنسان! لذلك لا حس ولا خبر! لقد عشنا عاما كاملا نقول ما نريد ونفعل ما نريد. فهل نقبل أن نرجع للعبودية مرة ثانية؟ ونصبح عبيدا للبيادة وليس لنا لا حس ولا خبر؟! أبى الشرفاء والشباب بالأخص فى مصر ذلك لأن مستقبل مصر هو مستقبلهم والآن يسطرون التاريخ من جديد، فالظلم مهما استطال ليس أقوى من الشعب بل مصيره سيكون قريبا تحت الأقدام فالقوة لا تصنع حقا ولكن الحق يصنع قوة!. هكذا الشرفاء يبقى الحس والضمير فيهم، أما المجرمون الظالمون فعند الله الخبر اليقين فيهم قريبا بزوالهم "إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" وعندئذ لن نسمع لهم إن شاء الله "لا حس ولا خبر".