"المكسات انواع، بس مش كلها بتضبط.. فيه المكس اللي من بره 100 100، ومستحيل يضبط أكتر من كده، وهوب، في لحظة يقلش!".. أحمد مكي في إعلان نيسكافيه. هل تذكر حين انتقل أندريه شيفتشينكو إلى تشيلسي وانتظر الجميع مشاهدته بجوار ديدييه دروجبا؟ هناك احتمال أن يتكرر ذلك الإحباط مع روبن فان بيرسي وزميله الجديد واين روني. فاجتماع النجوم لا يساوي دائما النجاح.. وكما يقول مكي "المكسات أنواع". أقدم لكم 5 مكسات يجب ان تتشكل بدقة حتى ينجح الثنائي الواعد فان بيرسي وروني: 1) المكس الكلاسيكي في أوقات كثيرة يلعب مانشستر 4-4-2 كلاسيكية، ومشكلة هذه الطريقة أن روني وفان بيرسي يتواجدان في أماكن متشابهة وقريبة داخل منطقة الجزاء، بالتالي قد يضايقان بعضهما. كذلك يكون روني مطالبا بعدم العودة كثيرا للخلف لوضع ضغط دائم على الخصم ومنعه من التقدم، وكذلك طبعا فان بيرسي.. فيصبح الحمل ثقيلا جدا على وسط ملعب مانشستر. لذا إن رغب فيرجسون في استخدام المكس الكلاسيكي بنجاح، عليه التزود بلاعبين من ذوي السرعات العالية في مركز الارتكاز، اي ربما يستعين أكثر بأندرسون وفليتشر وأمثالهما. 2) مكس فان بيرسي الفكرة الثانية التي قد يطبقها فيرجسون، هي لعب فان بيرسي كرأس حربة وخلفه روني، نظرا لنشاطه غير العادي وقوته في الاندفاع من الخلف للأمام. لكن المشكلة هنا أن فان بيرسي رغم ملكاته التهديفية، وفتح المساحات لنفسه، ليس رأسا للحربة بالمفهوم الكلاسيكي. أي أنه لا يجيد حفظ كرته بقوة دروجبا أو رود فان نيستلروي. هذا ظهر في تألق فان بيرسي حين يهاجم أرسنال بكثافة، وفي اختفائه أمام برشلونة حين احتاج استقبال كرات طولية في أحضان بويول، والوقوف عليها فترة لشد رفاقه وبناء مرتدة. وإن أصر فيرجسون على هذا الاسلوب، فربما عليه وضع شينجي كاجاوا في العمق أكثر ليصبح هو محطة اللعب وليس فان بيرسي، وقتها قد يفيد ذلك المهاجم الهولندي. 3) مكس روني أيضا لو قرر فيرجسون فك الاشتباك بين النجمين بنقل روني إلى الجناح فإن مانشستر قد يخسر الكثير من إمكانيات الفتى الذهبي الذي يتضاعف إنتاجه حين يتحرك في عمق الملعب. وإن أصر فيرجسون، فعليه منح حرية كبيرة لباتريس إيفرا ناحية اليسار حتى يستطيع أن يندفع لدرجة تعطي واين الفرصة ليضم نفسه إلى العمق مجددا أثناء الهجمات الحمراء. 4) مكس ميلان التجربة التي يمكن لفيرجسون أن يستدعيها لنجاح الثنائي معا خاصة بميلان كارلو أنشيلوتي، حين كان شيفتشنكو يلعب بجوار واحد من النجمين هرنان كريسبو وفليبو إنزاجي. هذا النموذج يعتمد خطة 4-1-2-1-2 المعروفة بالجوهرة، وتطبيقها بثلاثي ارتكاز دفاعي في العمق دوره التغطية ومنح ظهيري الجنب حرية هجومية، فيصبح هجوم مانشستر مكون من 4 .. ظهيران ورأسا حربة. وقتها ستكثر عرضيات مانشستر على الخصم، وستكون الكثافة العددية للشياطين كافية لإنجاح فان بيرسي وروني في مضايقة الدفاع المنافس. 5) مكس إيطالي وهذا الاسلوب أفضله بصفة شخصية عن السابقين، وهو محاكاة لما فعله منتخب إيطاليا في كأس أمم أوروبا 2012 بغض النظر عن المباراة النهائية طبعا. اللعب بثنائي هجوم يتحرك من خارج منطقة الجزاء، هذا الدور قدمه كاسانو وبالوتيلي بنجاح، ويستطيع فان بيرسي وروني تكراره لامتلاكهما مهارات التمرير والمراوغة والركض بالكرة. إذن كيف تنفذ تلك الطريقة؟ أهم عنصر أن يكون كل لاعبي الوسط قادرين على التمرير السليم، السبب أن لاعبي مانشستر سيبدأون الهجمات من مكان بعيد عن حدود مرمى الخصم. بالتالي يجب حفظ الكرة بالتمرير السريع حتى يتقدم كوحدة واحدة تدريجيا، فيقترب ثنائي الهجوم فان بيرسي وروني من منطقة جزاء الخصم، ويبدأ التسديد أو الانطلاق أو الاختراق. كذلك على رباعي الوسط الجمع بين التحرك في العمق والجناحين، وهذا دور يعشقه جيجز وكاجاوا ودارين فليتشر، مع تمركز كاريك في الوسط ليلعب دور بيرلو بكراته الطولية. نهاية، كرة القدم حسبة، والدفع بلاعب واحد خاطئ قد يفسد الخطة برمتها، وتتحول مواهب بحجم روني وفان بيرسي إلى لعنة على نادي يدفع رواتب خرافية، والفريق يخسر. كذلك يجدر التنويه أن ما سبق ذكره يجعلنا ننظر لكرة القدم على أنها أشبه بالدراسة، لا "حظ وتوفيق" و"عنق زجاجة" كما يوهمنا المحللون المصريون.