ما يحدث في مصر منذ شهر يناير ، بعدما صعد تيار الإسلام السياسي على سطح الأحداث في مصر بالسيطرة على مجلس الشعب المنحل ، ثم فوز ممثل التيار د . محمد مرسي برئاسة الجمهورية ، يحتاج لنقطة نظام والتوقف أمام ما يحدث في الدولة المصرية . عقب تنحي الرئيس المذنب بحكم المحكمة حسني مبارك ، بدأ صعود تيار الإسلام السياسي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين – المشكوك في قانونيتها حتى الأن - ، وقيل كلام كثير حول تخلي الجماعة عن الثورة لأهداف خاصة ، ثم تأكد الصعود بنجاح الإسلام السياسي في مجلسي الشعب والشورى ، وتبلورت الصورة النهائية بنجاح د . مرسي رئيسا للجمهورية ، وخلال الشهور السبعة الماضية حدثت تطورات على الساحة المصرية أقل ما توصف بها ب " الخطيرة " كشف الخطاب الديني عن وجهه ، ليس فقط من إنتخابات مجلس الشعب ، بل بدأ منذ إستفتاء 19 مارس 2011 ، عندما خرج بعض المشايخ ليخوفوا الناخبين من رفض الإستفتاء وطالبوهم بضرورة الموافقة عليه ، وهو ما أقلق قطاع كبير في الشارع المصري ، ثم إستقوى الخطاب الديني الجانح نحو التطرف بعد نجاح د . مرسي ، وتحدث البعض عن محاولة ما يسمى ب " أخونة " الدولة ، ورسخ هذا الشعور تصرفات وتصريحات عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين الذين لم يحاولوا طمأنه الشارع الخائف . ما حدث في مصر على مدار الشهور الماضية ، دفع البعض ممن كانوا يناصرون الثورة للتراجع عن أفكارهم المثالية ، وكان لتيار الإسلام السياسي دورا كبيرا في هذا التراجع المتزايد يوما بعد أخر بخطابهم وتصرفاتهم ، بل أن من وقفوا على الحياد تجاه الثورة ممن أطلق عليهم " حزب الكنبة " أصبحوا الأن يترحمون على أيام نظام لم يكن فاسدا فقط ، بل نظام أفسد المجتمع نفسه ، وهو ما يتوجب على جماعة الإخوان ومن خلفهم التيار السلفي لمراجعة مواقفهم قبل تكبد المزيد من الخسائر . ترحم البعض على أيام نظام فاسد ، قد يتكرر في إتحاد كرة القدم بعد الإنتخابات المقبلة المحدد لها يوم 30 سبتمبر المقبل ، خاصة وأن البشائر تنبأ بذلك ، وبدلا من توجع الشارع الكروي من إدارة الجبلاية السابقة ، فقد يترحم مستقبلا على أيام سمير زاهر الذي أتهم بالعديد من الإتهامات . فات على جماعة الإخوان المسلمين أن النموذج التركي الذي يقوده رجب طيب أوردغان ، والذي كان مثار فخر للجماعة في مصر في وقت من الأوقات ، لم يقدم نفسه للمجتمع التركي في أول إنتخابات له على أنه نموذج ديني أو أنه يمثل النموذج الإسلامي ، بل قدم نفسه كتيار سياسي يهدف إلى الإرتقاء بالدولة التركية ، وبعد نجاحه في إحداث النهضة التركية قدم نفسه في الدورة الثانية على أنه النموذج الإسلامي ونجح . إذا كان تيار الإسلام السياسي وهو نظام جديد لم يحقق نجاحا مأمولا برغم قصر الفترة ، فما بالك والمرشحين المحتملين للنجاح في إنتخابات إتحاد الكرة من النظام الكروي القديم ، وهو ما يزيد من مخاوف نجاح ممثلي النظام القديم في الجبلاية . خلال خمسة أسابيع من تولي الرئيس مرسي المسؤولية ، وقعت أحداثا كارثية منها كنسية دهشور ، ثم ما حدث لأحد الفنادق على كورنيش النيل ، وأحداث بني سويف وأرهاب رفح على الحدود ، بخلاف العديد من الأحداث الأخرى ، وغير مسموح أن يخرج البعض ممن يحاولون إيجاد المبررات للنظام الجديد الأن ليقول أن مثل ذلك كان يحدث مع النظام السابق ، لأن الشارع المصري خرج للتغيير وليس لتكرار ما كان يحدث ، وإلا لماذا كان التغيير ؟! وهو ما يشير إلى أن الدولة المصرية الأن مسطحة ومكشوفة للجميع ، كما غير مسموح الحديث عن أن الدولة العميقة تلعب ضد النظام الجديد ، لأن هذا النظام يمتلك ناصية الأمور بوجود رئيس منه ، ولديه كل الصلاحيات التي تؤهله لقيادة الدولة المدنية وعليه تحمل مسؤولياته . - إشتعل الصراع في إنتخابات إتحاد كرة القدم المصري ، بعد قرار وزير الدولة للرياضة العامري فاروق ، بتعين لجنة مؤقتة لإدارة المرحلة الإنتقالية لحين إجراء الإنتخابات في 30 سبتمبر ، بعد التهديدات غير المباشرة التي هدد بها البعض باللجوء للإتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " تهديدات اللجوء للفيفا ، فزاعة يستخدمها نائب رئيس الإتحاد الأسبق والمرشح المحتمل لرئاسة الإتحاد هاني أبوريدة ، مستغلا في ذلك علاقاته داخل الإتحاد الدولي لكرة القدم بصفته عضوا في المكتب التنفيذي له ، وهو أمر غير مقبول . أكد هاني أبوريدة من خلال تحركاته الأخيرة إنه يحارب الكرة المصرية بتهديداته وإحتمائه بالفيفا على حساب الصالح العام للكرة المصرية ، وهو أمر غير مقبول وغير مفهوم اللهم إلا إذا كان وراء ذلك أهداف شخصية بحته لا تمت للصالح العام بصلة ، وهنا لابد وأن يكون للدولة وقفة جادة وحاسمة ، وأنه أحد أطراف الدولة العميقة – بحسب موضة المصطلحات المصرية في الفترة الأخيرة – التي تعيق عمل النظام الجديد ، وفعل مثلما يفعل بعض المحتمين بالخارج لحمايتهم ، وغير مقبول أن يقوم شخص مصري مهما كان منصبه الدولي بالإحتماء بالخارج والتلاعب بسمعة مصر الدولية .